IMLebanon

سليل بيت الخيبات والهزائم

عندما يدعي احدهم انه سليل عائلة معينة او شخص معين، لا بد وان يكون قد اتكل على ارث فكري او عملي ام علمي، لذا لا يصح للوزير جبران باسيل القول انه سليل الجنرال ميشال عون طالما ان ارث الاخير حافل بخيبات الامل والفشل، بدليل انه لم يكن فذا في العسكر حيث فشل في قيادته الجيش يوم ترك ضباطه وجنوده في ارض المعركة وفر الى السفارة الفرنسية يوم اقتلعه الجيش السوري مع وحدات معدودة من الجيش اللبناني من قصر بعبدا، مفضلا الهرب على المواجهة العسكرية (…)

كذلك، فشل الجنرال في قيادته السياسية يوم تولى رئاسة الحكومة العسكرية مفضلا عليها نصف حكومة  بعدما خذله الوزراء السنة والشيعة والدروز ولم يلحقوا بحكومته، كما سبق للجنرال عون ان فشل في الحرب التي شنها على القوات السورية في ما وصفها يومها بحرب التحرير، كذلك فشل عون في حرب الالغاء ضد القوات اللبنانية على رغم محدوديتها، مفضلا على كل ما تقدم لقب جنرال فار من الخدمة العسكرية والسياسية، طبعا الى جانب لقب الجنرال – اللاجئ السياسي الى فرنسا مع عدد محدود من مساعديه العسكريين والسياسيين (…)

لذا لا بد من سؤال الوزير باسيل الفاشل بدوره بدورتين انتخابيتين عن نوعية السلالة التي قصدها وزعم انه ينتمي اليها، طبعا باستثناء ما تقدم من سلسلة سلالة الفشل وراء الفشل، اضف الى ما تقدم فشل عون في ان يكون سياسيا مستقلا بعدما باع قراره الوطني لحزب الله، الذي دافع ويدافع عنه الى حد التهديد باستخدام قوات الحزب في حال تعرض له احد، من غير ان ننسى فشل عون في معركة الانتخابات الرئاسية التي يخوضها مع حزب الله وبعض حلفاء 8 اذار من الذين كان يسميهم فصائل سياسية متقدمة للاحتلال السوري، مكتفيا بحمل لقب «مرشح رئاسي حتى اشعار اخر»؟!

السؤال الواجب تكرار طرحه على الوزير  باسيل هو: اين هي السلالة التي يدعي معاليه انتسابه اليها في معرض رده على سؤال عما اذا كان ترشيحه الشخصي للرئاسة الاولى جديا ام انها مجرد نكتة عابرة من الضرورة ان يوضح باسيل صحتها وصدقيتها من كذبها!

لذا، لا بد ايضا من سؤال العماد المتقاعد ميشال عون هل يجوز لصهره الوزير باسيل الادعاء انه سليل البيت العوني، اقله ليدلنا على ما سجله في حياته وفي حياة العائلة والجذور العونية من افضال سياسية ووطنية وعلمية فذة، من غير ان ننسى الافعال الفظة يوم كان الجنرال لا يجد حرجا في اتهام خصومه بعبارات من «تحت الزنار»، وهي لو صدرت عن غيره لما كان الغير قد تأخر عن ملاحقته قضائيا (…) مع العلم ان القانون العسكري اقل ما يتهم به الفار من ارض المعركة بــ «الخيانة العظمى» وهو ما ليس بوسع عون القول انه لم يفر من معركة مواجهة الجيش الذي اسقطه في معركة ازاحته عن قصر بعبدا حيث امضى اكثر من سنة مغتصبا السلطة؟!

السؤال الذي لا بد منه: كيف يجوز لناخب وطني ان يعطي صوته لسياسي يحمل مواصفات ميشال عون، الذي لا يزال يتمتع بثقة شعبية لا سابق لها، على رغم كل ما تقدم من ارتكابات لحقت به او لحق بها لا فرق؟ وهل يجوز لوزير ان يزعم انه سليل شخص حافل ملفه بمخالفات من النوع المصيري؟ والمقصود هنا مئات الضباط والعسكريين الذين تركهم في ارض المعركة وتخلى عنهم من دون كلمة عادت وصدرت عنه حيث قال متأخرا لهؤلاء «ان القرار العسكري اصبح في عهدة العماد اميل لحود» بعدما سبق السيف العزل وقتل من قتل واصيب من اصيب ممن كانوا في رعايته العسكرية والوطنية؟

الهذه الاسباب وغيرها الكثير ادعى الوزير جبران باسيل انه من سلالة العماد المتقاعد ميشال عون؟ واية سلالة هذه التي لا تجيز رفع الرأس طالما انها كارثية بالنسبة الى حياة ضابط عسكري لم يعرف كيف يحتفظ بموقعه ولا عرف كيف يحافظ على قسمه وعلى شرفه العسكري وعلى السيف الذي حصل عليه يوم تخرجه؟!