طمأن الرئيس اللبناني ميشال سليمان عشية مغادرته القصر الجمهوري الجميع الى أن «لا خوف على الوضع في لبنان ولا خوف من تسلم الحكومة زمام الأمور عند حصول الشغور». وقال خلال لقاء الوداع مع الإعلاميين وموظفي قصر بعبدا انه سيغادر «مرتاح الضمير»، معتبراً انه «على رغم كل الصعوبات فإن معالم الدولة بدأت ترتسم خلال الأشهر الأخيرة»، ولافتاً الى ان التعطيل السياسي أخر انجاز الكثير من الأمور».
وإذ اعرب عن اطمئنانه «لوعي الأطراف اهمية الحفاظ على الاستقرار الأمني في المرحلة المقبلة»، ابدى «خشيته من وجود متضررين من هذا الاستقرار قد يعمدون الى الاصطياد بالماء العكر». ورأى ان «المقاومة لا تتضرر من نشوء الدولة، فالدولة هي من يحمي المقاومة». وسأل: «لماذا التحرير إن لم يؤد الى دولة ديموقراطية راقية مبنية على العدالة وتكافؤ الفرص؟ ان هدف التحرير هو ان يتحرر الإنسان من العبودية، عبودية الزعيم، او العبودية في الوظيفة، او في التصفيق او في سائر القضايا، وإن من ضحى وحرر ودفع دماءه يريد هذا النوع من التحرير، الا ان الاستغلال السياسي لا يريده».
ومنح سليمان وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر للوزير السابق زياد بارود «تقديراً لعطاءاته المميزة في الحقل القانوني وفي حقل الخدمة العامة».
وفي السياق، أبدى الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي «تخوفه من مرحلة سيعيشها لبنان بلا رئيس». ونوه في كلمة القاها في افتتاح «مؤتمر التجارة الإلكترونية» في طرابلس «بالتعاون الذي ساد بيننا». وتوجه الى كل القوى السياسية للعمل على إجراء الاستحقاق في الوقت المتبقي وفي حال تعذر ذلك في اقرب وقت، لأننا تعلمنا أنه كلما طال الفراغ ازدادت المشاكل، وعلينا احترام المواعيد الدستورية وصياغة تفاهمات تؤدي الى انتخاب رئيس جديد».
وأكد ميقاتي ان «طرابلس استعادت عافيتها ونستمع، بين حين وآخر، الى مواقف تحوّر الحقائق حيال المسؤولية عن الحوادث التي جرت، بشكل متعمد لتغطية المسؤولية الفعلية والسياسية من جهة، وحجب أنظار الناس عن تفاهمات شكلت صدمة في شارع تم تجييشه في السنوات الماضية بعكس هذه التفاهمات».
واعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد ان «النواب يتصرفون في مسألة انتخاب الرئيس بما هو حق دستوري وقانوني وسياسي وإنساني ووطني يمارسه من يريد أن يحفظ البلاد ويؤسس لوصول رئيس الى سدة الرئاسة يحفظ البلد وقوته». وقال: «ان الذين استخدموا من بعضهم ليعبروا بهم وبترشيحهم المهلة الدستورية حتى تنتهي المهلة فيبحثون عن مرشحين آخرين غيرهم يمارسون قناعاتهم التي نراها غير مساعدة على حسن سير الاستحقاق الانتخابي».
ودعا حزب الكتائب «نواب الأمة الى التقاط الساعات الباقية لانتخاب الرئيس لأن شغور منصب الرئاسة، عدا عن انه يعطل دور مكون تأسيسي للكيان والدولة، فإنه يهدد وحدة لبنان لكون رئيس الجمهورية يجسد رمزها. ولا يجوز بالتالي التكيف مع حال الشغور خوفاً من ارتدادات خطيرة على المعادلة الميثاقية والوطن بحد ذاته».
وتوجه الحزب في بيان بعد اجتماع مصغر للقيادة ووزراء الحزب ونوابه برئاسة الرئيس أمين الجميل الى «الشعب لحض النواب المقاطعين على القيام بواجبهم المقدس، ولا سيما المسيحيين منهم، فيحضروا الى المجلس النيابي، ويؤمنوا النصاب وينتخبوا رئيساً. وإلا فلا بد للرأي العام من ان يستنهض هممه ابتداء من 25 الجاري للضغط على كل المعنيين بهذا الاستحقاق وانقاذ الجمهورية».