IMLebanon

سليمان لن يتقاعد سياسيّاً وخطاب الوداع بيان تأسيسي لـ «إعلان بعبدا»

سليمان لن يتقاعد سياسيّاً وخطاب الوداع بيان تأسيسي لـ «إعلان بعبدا»

8 آذار لا تستغرب حضوره لقاءات 14 آذار بعد احتضانها له كمُعبّر عن مبادئها

لم يخرج رئيس جمورية من الحكم الا وانخرط في العمل السياسي والوطني، وأسس حزبا او تيارا سياسيا، او انه اتى من موقع حزبي واستمر فيه باستثناء من وصل من المؤسسة العسكرية، الى رئاسة الجمهورية فلم يؤسس حركة سياسية بل حالة او خلق نهجا في السلطة، وهو ما ابتدعه اللواء فؤاد شهاب على حد قول مصادر مخضرمة في اثناء توليه الرئاسة فشكّل في ادائه نهجا في انشاء وقيام المؤسسات الدستورية التي كانت خطوة متقدمة في تطوير اجهزة الدولة واخضاع موظفيها للامتحانات ووصول الناجحين منهم في مباراة يجريها مجلس الخدمة المدنية واخضاعهم الى المساءلة والمحاسبة عبر هيئات التفتيش المركزي المتخصصة وديوان المحاسبة وقبول شكواهم لدى مجلس شورى الدولة، واقرار الصندوق الوطني للضمن الاجتماعي ووضعه موضع التنفيذ بعد ان قام مصرف لبنان، ومصارف اخرى للاستثمار الزراعي والصناعي والسياحي الخ…

هذا النهج المؤسساتي للواء الشهابي، تضيف المصادر انتج كتلة نيابية سميت «كتلة النهج» ونشأت حالة سياسية سميت بالشهابية لكنها ماتت او اندثرت مع انتهاء العهد الشهابي ليبقى اداء شهاب المؤسساتي وتمسكه بالدستور ككتاب يحكم من خلاله، ذكرى ونموذجا، وقد حاول محبوه ومريدوه ومن عملوا معه، ان يؤسسوا لهم تيارا، فلم يفلحوا لان تجاوزات المكتب الثاني (مخابرات الجيش) طغت على الايجابيات التي انطفأت امام السلبيات وانتهت الشهابية مع رحيل رمزها اللواء شهاب وسقوطها من السلطة ولم يستطع الرئيس الياس سركيس الذي انتخب في العام 1976 اعادة احيائها او استعادة فعاليتها في المؤسسات التي تقسّمت بفعل الحرب الاهلية.

والرئيس ميشال سليمان الذي غادر قصر بعبدا مع انتهاء ولايته، ولم يتسلم منه رئيس منتخب وسلّمه الى الفراغ مع شغور المنصب، ليعلن ان وقته لن يقضيه في الفراغ، بل سيملأه بالعمل السياسي والوطني، اذ هو ختم عهده بخطاب الوداع بتلاوة بيان تأسيسي لتيار سياسي، كما قرأه مصدر قيادي في 8 آذار متابع للوضع السياسي ومطّلع على تفاصيله، فيشير الى ان الرئيس سليمان لن يخرج من الحياة السياسية مثله مثل كل الرؤساء الذين سبقوه منذ الاستقلال، حيث ترأس بشارة الخوري الحزب الدستوري ومنافسه اميل اده حزب الكتلة الوطنية وكميل شمعون استفاد من «التيار الشمعوني» فأسس حزب الوطنيين الاحرار، والرئيس سليمان فرنجية الآتي من بيت سياسي وعائلة سياسية، حوّل حفيده سليمان الارث السياسي الى تيار اسماه «المردة» بدأت «مأسسته» قبل سنوات.

والرئيس سليمان الذي يتطلع الى العمل السياسي، سينطلق من «اعلان بعبدا» لإقامة «كيان سياسي» يحمل ما ورد فيه وقد مهّد له من خلال اقامة مؤتمر له في فندق «فينيسيا» لخلق تيار سياسي وشعبي حول هذا الاعلان الذي وبحسب المصدر المذكور اعطى اشارة الى انه عندما سيترك القصر الجمهوري، لن يتقاعد سياسيا، بعد ان لقي تجاوبا من قوى 14 آذار ورموز وسطية، امّنت احتضانا سياسيا، بعد مواقفه الاخيرة من المقاومة وسلاحها، وتشديده على وجود الدولة، واشادته ببرنامج المرشح الرئاسي سمير جعجع، واعتبار منسق قوى 14 آذار فارس سعيد، ان سليمان تجاوزهم في مواقفه من سلاح «حزب الله» والوضع في سوريا.

ولم يخرج رئيس الجمهورية وسطيا، كما يقول المصدر نفسه بل منحازا الى 14 آذار لا بل في موقعها التياري، مشيرا الى ان سليمان عبّر عن قناعاته في ما صدر عنه من مواقف سلبية حول المقاومة وسوريا، وهذا هو وجهه السياسي والوطني الحقيقي.

ولا يستغرب المصدر السياسي في 8 آذار، ان نرى الرئيس سليمان حاضرا لقاءات 14 آذار لانها تعتبره يعبر عن مبادئها، وان يكون له ممثل في اجتماعات الامانة العامة لقوى 14 آذار، لنكون امام نموذجين: الاول هو الرئيس اميل لحود الذي بدأ في قيادة الجيش منسقا ومتعاونا مع المقاومة، ووصل الى رئاسة الجمهورية حاملا معه قناعاته المؤيدة للمقاومة وللنظام السوري، وغادرها متشبثا بها، كما يقول المصدر الذي يقدم النموذج الثاني الرئيس سليمان الذي اظهر انه مؤيدا وداعما للمقاومة، فانقلب عليها، في العامين الاخيرين لولايته، وربما يكون التمديد هو السبب، وهذا ما كشفه الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله.