IMLebanon

سوريا.. وعدتم من حيث بدأتم

كل ما كان محرما، في المنظور السياسي الأميركي والغربي، في السنوات الأخيرة، أصبح مباحا، بل مطلوبا، والبركة في «داعش»!

إدارة أوباما كانت سببا رئيسا في كارثتي سوريا والعراق، من خلال التذاكي وسياسة البرود والترهل.

قيل لباراك أوباما، ومن خلفه أوروبا، منذ بداية المأساة السورية، إن خير سبيل لاختصار الألم، وتعجيل الفرج، هو في دعم المعارضة السورية «الوطنية» حتى لا يتسلل الأصوليون إلى مسامات الجراح السورية، وإنه إذا استمر هذا التخاذل، وهذا التخابث والتكاذب الدولي، فإن ذلك يعني تجهيز المسرح لجماعات مثل «النصرة» و«داعش»، وكانت هذه الجماعات لم تولد بعد على أرض سوريا.

لكن أوباما استمر في الهروب للأمام، والخطابة للجوفاء، ووضع الخطوط الحمر الوهمية، واستمرت روسيا وإيران في تقديم الدعم والمال والسلاح والفيتو لبشار، والغريب أن أوباما يسوّغ تخاذله عن تقديم الدعم المسلح والأمني للمعارضة السورية المعتدلة، كما في مقابلته مع توماس فريدمان، بأن النظام في دمشق يحظى بدعم الروس والإيرانيين، على عكس مقاتلي المعارضة من فلاحين ومدرسين، ولم يسأل نفسه لوهلة: وما دور أميركا في تعديل الكفة إذن؟ سياسة هزيلة حقا.

ولكن هبوب الإعصار الداعشي في العراق وسوريا، ثم ذبحهم أمام الشاشات للصحافيين الأميركيين، وهو منظر هيّج مشاعر الغربيين كلهم، جعل أوباما يلحس كل ترهاته السياسية السابقة حول سوريا والعراق، بل وحتى تخاذله في «بلع» قيصر روسيا بوتين للقرم وشطر من أوكرانيا، فها هي دول قمة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) المجتمعة في ويلز، تبحث تشكيل حلف لمواجهة خطر «داعش» وحل الأزمة الأوكرانية.

شددت واشنطن وباريس على أن محاربتهما لـ«داعش» لا تعني التعاون مع نظام الأسد، فهما ترفضان هذه المقايضة الفاجرة. رغم أن هناك أصواتا عربية وغيرها، للأسف، تدعو للتعاون مع بشار بسبب خطر «داعش»، في نظرة «انتهازية» سياسية خطيرة.

هناك نية للتعاون مع قوات دول عربية في هذا التحالف الدولي، مع التركيز على أن التحالف الغربي سيكتفي بالضربات الجوية والنشاط الاستخباري وقوات النخبة، ولكن لا مشاركة للقوات البرية، فهذا «خط أحمر»، كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

فرنسا هي الأكثر حماسة لقتال «داعش»، وهناك عزم فرنسي للمشاركة القتالية الفعالة ضد «داعش».

في مقال كتبه الصحافي الأميركي المقرب من أوباما، ديفيد إغناتيوس، في «واشنطن بوست» إشارة إلى تعويل أميركي على دور محوري للجيش الحر لملء الفراغ، الذي يتوقع بعد هزيمة «داعش»، والتنسيق مع «الحر» بعد سنوات الخذلان الأوبامي.

حتى الخلاف المزمن بين المغرب والجزائر هبت عليه «بركات داعش»؛ فحسب صحيفة «الخبر» الجزائرية، فإن خطر «داعش»، دفع الجزائر والمغرب لتفعيل التنسيق أمنيا لمواجهته.

السؤال: هل كان أوباما وعواصم الغرب بحاجة لكل هذه الدماء والفظائع من أجل العودة لنقطة البداية السورية، خصوصا أنه قد قيل لهم كل هذا، من السطر السوري الأول؟!