IMLebanon

سيناريوات لسوريا منها التقسيم الواقعي!

عن سؤال: هل خطة الرئيس الأسد استعادة كل سوريا أو تأسيس كيان مذهبي موسَّع في حال تعذّرت الاستعادة؟ أجاب المسؤول السابق نفسه في إدارة أميركية مهمة خِبرتُه واسعة في الدول الملتهبة في المنطقة، قال: “بشار ينفِّذ الخطّة “ب” أي تأسيس الكيان المذهبي، وعندما ينتعش عسكرياً يعود إلى الخطة “أ” أي إستعادة سوريا كلّها. لكنه لن ينجح. فالمنطقة الواقعة بين حلب وتركيا ستبقى مع المعارضة، والمنطقة الممتدة من حماه إلى دمشق ستبقى مع الأسد لكن القتال فيها سيستمر. أما الأراضي المجاورة للأردن فللمعارضة. الصحراء الواقعة بين حمص والعراق غير مأهولة، وليس عند النظام السوري جيش كاف لحماية الاتصال الجغرافي بين مناطقه وإيران – العراق عبرها. ولهذا السبب فهي قد تصبح ملجأ للإرهابيين. الاحتمال المرجّح تقسيم واقعي لسوريا واستمرار التقاتل. وفي غياب المعارضة الجدية فإنك تصبح في سوريا إما مع الأسد وإما مع الإرهاب. طبعاً لا بد من حل للأزمة السورية. لكن لا نعرف كيف. على العرب التحرّك ومعهم الأتراك وبعد ذلك تتحرّك أميركا. هناك رصد أميركي لتحرّك الطائرات الروسية، وقد كشف عمليات منتظمة لشحن أسلحة إليها. إيران تشحن أسلحة أيضاً لسوريا. على كل لا بد من التكلم مع إيران في موضوع سوريا وقضايا أخرى. لكنها لن تقبل ذلك قبل الاتفاق على الملف النووي. وهو اتفاق ممكنٌ”. ماذا عن العراق اليوم؟ سألتُ. أجاب: “اجتمعت مع البرازاني مؤخراً فوجدت أن في العراق دولة كردية تنتظر إعلانها. علاقات الأكراد جيدة مع تركيا. لكن ما يحصل في العراق اليوم خطير. الحاضنة الشعبية السنّية لـ”القاعدة” تتوسّع، والقبائل تقترب من “القاعدة”. ورئيس الوزراء نوري المالكي مسؤول جزئياً عن هذه الحال. فهو أوقف رواتب جيش “الصحوة” الذي شكله الأميركيون لمقاتلة “القاعدة” رغم نجاحه في هزمِها. ولم يضم عناصره إلى الجيش أو إلى القوى الأمنية المختلفة رغم الوعود التي قطعها. وعندما اعتصم أهالي الأنبار (السنّية) مطالبين بأمور كثيرة، لم يبدِ استعداداً لتلبية المحق من المطالب. ثم تحرّك عسكرياً ضدهم عند اقتراب موعد الانتخابات ربما لتوظيف ذلك فيها. ويستبعد كثيرون من العراقيين المطلعين نجاح المالكي في معركة الأنبار رغم أن القبائل عادة لا تحب “القاعدة” ومسلَّحيه. لم تعد هناك حدود بين العراق السنّي وسوريا السنّية إذا جاز التعبير على هذا النحو. إلى ماذا سيؤدي ذلك؟ ربما إلى مزيد من الفوضى في البلدين”. كيف نظرت أميركا إلى تورّط “حزب الله” في الحرب الدائرة في سوريا؟ سألتُ. أجاب: “فوجئت أميركا بإرسال “حزب الله” قسماً من “جيشه” إلى سوريا. لم تكن تتوقع ذلك، علماً أنها كان يجب أن تتوقعه. ذلك أن إيران حليفة الأسد وداعمة له في الحرب التي يشنّ على الثورة التي قامت ضده. وهي لا تستطيع إرسال آلاف من جيشها لمساعدته لأسباب متنوعة، ولذلك بادرت إلى إرسال “الجيوش” الحليفة لها والتي أنشأتها هي في لبنان والعراق ومناطق أخرى. كان يجب أن يكون هناك تنسيق بين الدوائر المكلفة التعاطي مع دول الشرق الأوسط في الإدارة الأميركية لأن مشكلاتها مترابطة أو متداخلة بعضها مع بعض. لكن ذلك لم يحصل، الأمر الذي جعل كلاً منها يتصرف وكأن مشكلات الدولة أو الدول التي يتعاطى معها لا علاقة لها بمشكلات دول الدوائر الأخرى. وبذلك غاب التحليل المتكامل لما يجري في الشرق الأوسط وغاب معه التقويم المشترك أيضاً. كما غابت التوصيات المشتركة ومعها استخلاص العِبَر والنتائج”.
هل سيعود مؤتمر جنيف إلى الانعقاد في رأيك؟ سألتُ. أجاب: “لا جنيف. هذا موضوع انتهى الآن. هناك ثلاثة سيناريوات. الأول، لا لبشّار الأسد وجميل الأسد ورستم غزالي وللمتورطين الكبار في الحرب والمرتكبين مجازر والموغلين في الدم. لكن لا بد من وجود علويين آخرين يمكن التفاهم معهم لإنهاء الحرب وتلافي فرط سوريا تفتيتاً أو تقسيماً. والثاني، وقوع سوريا في تقسيم واقعي. أما السيناريو الثالث، فهو تورّط “حزب الله” في حرب مذهبية في لبنان وربطه المناطق التي يسيطر عليها منه بمناطق سيطرة الأسد. فهل يؤدي ذلك لاحقاً إلى تقسيم لبنان أو إلى الحاق بعضه الأقلوي بكيان الأقليات السورية”؟ وأنهى المسؤول الأميركي السابق اللقاء بالقول: “النظام الاقليمي القديم يتداعى. سيقوم نظام جديد بدلاً منه ولكن بعد مدة طويلة جداً وبعد انتشار التفتيت والدمار وسفك الدماء”.
ماذا في جعبة باحثة جدية في أحد أكثر مراكز الأبحاث الأميركية عراقة مركزه نيويورك؟