شبكات إرهابيّة في كلّ المناطق تنتظر الأوامر
مرجعيّات سياسيّة ودينيّة تبلّغت: الخطر كبير
مع امتداد رقعة التوتر والتصعيد في الاراضي الفلسطينية المحتلة بفعل التصعيد الاسرائيلي العنيف في الضفة، ارتسمت ملامح مشهد امني جديد على كافة الحدود اللبنانية من ناحيتي الشمال والبقاع كما من ناحية الجنوب، من دون اغفال ما يصل الداخل اللبناني من ارتدادات الحرب العراقية والتي برزت فصولها الاولية في العمليات الارهابية الاخيرة التي استهدفت العاصمة ومداخل الضاحية. وفيما تشير كافة الوقائع الميدانية التي نتجت عن المرحلة الاولى من التحقيقات مع الارهابيين الموقوفين الى وجود خلايا نائمة على الاراضي اللبنانية ينتظر عناصرها اشارة التحرك من قياداتها خارج لبنان، اكدت مصادر نيابية مطلعة على الوضع الامني ان منسوب الاخطار المحدقة بالاستقرار ارتفع بشكل خطير لدى كل القيادات الامنية وان هذه المناخات قد جرى ابلاغها الى المرجعيات السياسية والدينية على اعلى المستويات. واوضحت ان اسباب هذه الخشية تعود الى ان ما تبلغته الاجهزة المشرفة على التحقيقات مع العناصر الارهابية، يشير الى وجود شبكات تضم عشرات العناصر الذين يتوزعون في اكثر من منطقة ومن دون ان يكون هناك بالضرورة اي تواصل مباشر بين هذه الشبكات والتي هي بمثابة الخلايا النائمة يجري تحريكها من الخارج، للقيام بأعمال تفجير واغتيالات تمهد لاشعال فتن طائفية ومذهبية تمهد لتحويل الساحة اللبنانية الى ساحة قتال داخلي بعناوين مذهبية اقليمية.
وكشفت المصادر النيابية المطلعة ان اكثر من مرجعية دعت الى دق ناقوس الخطر مناشدة كافة المواطنين التعاون مع الاجهزة الامنية للكشف عن اي خطط ارهابية قد يجري الاشتباه فيها، خاصة وان هناك اكثر من معبر غير شرعي قد تستغله التنظيمات الارهابية لتسلل عناصرها اضافة الى الخلايا الموجودة اصلا وتنتظر ساعة الصفر.
واكدت ان اتخاذ المزيد من الاجراءات الوقائية هو من صلاحيات قادة الاجهزة وقيادة الجيش فيما من المفترض مواكبة هذه الخطوات بحوار سياسي من دون شروط وبعيدا عن اية ضغوط لتأمين الحماية من كل الشرائح السياسية وعلى اوسع مستوى سياسي وحزبي كون الاستقرار السياسي يشكل مفتاح الاستقرار الامني. واضافت ان انجازات القوى الامنية تستدعي تضافر الجهود السياسية من قبل كل الاطراف الداخلية المنقسمة حول قضايا المنطقة وبشكل خاص النزاع في سوريا، وبالتالي عدم الابقاء على حال الجمود الراهنة وانتظار نتائج ازمات المنطقة وما يتم التداول به عن حوار اميركي – ايراني او حوار ايراني – سعودي مرتقب. وشددت على وجوب عدم ابقاء الوضع اللبناني رهينة للتسويات الاقليمية التي لم تنضج ظروفها معتبرة ان الاستقرار لا يتحمل اي مجازفة ويستدعي الاتفاق على رسم حدود لأي تصعيد سياسي والحؤول دون تطور اي سجال الى مستوى الازمة السياسية وبالتالي السماح للمنظمات الارهابية بتوظيف اي خلاف محلي في مشاريعها التخريبية للساحة اللبنانية.
واعتبرت ان استمرار الفراغ الرئاسي وانسداد الافق السياسي امام اي مبادرة او تسوية لاجراء الانتخابات الرئاسية، لا يتناسب مع الخطر الارهابي الذي يتربص بلبنان، لافتة الى ان التطورات العسكرية السريعة في العراق هي مؤشر على امكان انفلات الامور فيما لو وصلت تداعيات الحرب العراقية الى الساحة اللبنانية.
واذ وجدت ان الضربات الاستباقية قد حققت اهدافها بردع المخطط الارهابي، دعت الى المزيد من الحذر كون التحديات الامنية ما زالت ماثلة امام الجميع وتهدد كل المناطق من دون اي استثناء كون الارهاب لا يميز بين الطوائف او بين القوى السياسية ومن الخطأ اعتبار اي تطور عسكري في سوريا او في العراق عنصرا مؤشرا في المعادلة الداخلية والرهان عليه لتغيير خارطة النفوذ السياسي.