هذه الأيام نسمع ونقرأ الكثير من البِدع التي لا تركب على قوس قزح، خصوصاً ما نسمعه ونقرأه عن استحضار الغيبيات، وإدخال العزة الإلهية في الشؤون البشرية.
ومن أطرف ما قرأت في هذا المجال القول إنّ ما أنقذ بشار الأسد، حتى الآن، في حربه التي يشنّها على الشعب السوري هي الصلوات التي رفعها على نيّته مرشد الثورة الإيرانية آية الله خامنئي.
وهذا الهراء لا قيمة له ولا يستند الى أي منطق، ذلك أنّ ما أنقذ بشار هو أميركا التي خططت لضرب سوريا وتدميرها وتفكيك أوصالها، وإسقاط اقتصادها.
ولأنّ ذلك حدث كلّه ولكنه لم يكتمل بعد، كان لا بدّ من الإبقاء على بشار الأسد، وإلاّ فإنّ سقوطه سيمهّد لإنهاء الأحداث وهذا ليس مطلوباً في هذه المرحلة، ذلك أنّ بنك المعلومات لم يُستنفد بعد… فلا زالت الحاجة قائمة لمزيد من الجنون والقتل وإراقة الدماء ومضاعفة الدمار.
وهل نسينا ما حدث على امتداد الحرب العراقية – الإيرانية… فما أن يتقدّم أحد الطرفين حتى تسارع الولايات المتحدة الأميركية الى مدّ الطرف الآخر بعوامل الصمود.
وفي هذا السياق بالذات، نذكر ماذا حدث بعد الإنتصار الذي حققه صدّام حسين في «الفاو»… فسارعت الولايات المتحدة وإسرائيل الى مدّ الجانب الإيراني بالأسلحة طبعاً علينا أن نتذكر (فضيحة إيران غيت) لإجراء نوع من التوازن… وإلاّ لكان صدّام قد توغّل أكثر فأكثر في إيران.
فالمطلوب كان يومذاك استنفاد قوة البلدين الى أبعد مدى ممكن، وهذا الذي حدث بالفعل…
ولا يزال أسلوب «صراع الديوك» معتمداً في سوريا بين النظام السوري والشعب السوري المعارض، كما أنّه استؤنف في العراق… وهو الصراع المكتوب ألاّ يتوقف إلاّ بعد أن ينهار المتقاتلون والمتحاربون من الجانبين.
يحدث ذلك في سبيل إضعاف الجيوش والدول والقوى التي تشكل، أو يمكن أن تشكّل إزعاجاً لإسرائيل، أو تتهدّدها جدّياً…
أمّا ربّ العالمين فلا نظن أنّه منشغل بتوفير الحماية لبشار ولا بالطبع لنوري المالكي اللذين يضطهدان شعبيهما بالمذابح التي لا تتوقف.
ع. كa