بعيدا من حسابات الرئاسة التي بدأت تكبل الوضع اللبناني، ومن المتوقع ان تلقي بثقلها على العمل الحكومي بعد 25 أيار، دعا صندوق النقد الدولي الاسرة الدولية الى زيادة حجم مساعداتها للبنان الذي يواجه تدفقا غير مسبوق للاجئين السوريين منذ بداية الازمة في سوريا الامر الذي تسبب بإضعاف اقتصاده، لكنه سيشترط في بيان متوقع ان ترتبط المساعدات بـ “دولة مكتملة المؤسسات”. وعلمت “النهار” ان الممثل المقيم للامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي سيصدر بيانا يعبر فيه عن موقف الامم المتحدة من الاستحقاق الرئاسي ويحض الاطراف على ضرورة اجرائه في موعده الدستوري.
وفي تقرير نُشر في ختام زيارة قامت بها بعثة الصندوق لبيروت، سجلت المؤسسة الدولية ان الازمة في سوريا أدت الى تدفق غير مسبوق للاجئين الذين يقدر عددهم حالياً بربع سكان البلاد، وان الوضع الامني تأثر بشدة وان المجتمعات المحلية انهكت. ولفتت الى ارتفاع الضغوط على المالية العامة للدولة اللبنانية جرّاء هذه الازمة، سواء تعلق الامر بالمستشفيات أم بالمدارس أم بالخدمات العامة وغيرها من القطاعات. وقالت البعثة إن البطالة في لبنان تضاعفت تقريبا نتيجة الازمة السورية وباتت تطاول نحو 20% من القوى العاملة، ومعدل النمو الاقتصادي البالغ 2% هو أدنى بكثير مما كان قبل نشوب الازمة منتصف آذار 2011. لذا، فان المساعدات التي تلقاها لبنان من المجتمع الدولي خلال العام الماضي والبالغة نحو 800 مليون دولار لا تكفي. واعتبر الصندوق ان دعم الجهات المانحة للموازنة وللشعب اللبناني يبقى ضئيلاً على رغم النداءات المتعددة. ومنتصف آذار، قدرت الامم المتحدة حاجات لبنان لهذه السنة بـ 1٫9 مليار دولار، آسفة لان يكون فقط 14% من هذا المبلغ قد تأمن.
السلسلة
على صعيد آخر، تواجه الحكومة، ومعها مجلس النواب الذي اخذ على عاتقه توفير الحل لمشكلة سلسلة الرتب والرواتب العالقة، الاضراب المستمر منذ اسبوع في عدد من القطاعات العامة، والذي تنضم اليه قطاعات التعليم الخاص الاربعاء، تزامناً مع الجلسة النيابية التي دعا اليها الرئيس نبيه بري للنظر في السلسلة واقرارها. واعلنت هيئة التنسيق النقابية رفضها كل المشاريع المقترحة حتى تاريخه، داعية الى تنظيم اكبر تظاهرة بعد غد.
وتوقعت مصادر نيابية مواكبة للاتصالات في شأن سلسلة الرتب والرواتب ان تشهد الجلسة النيابية العامة الاربعاء اقرار صيغة معدّلة للتسوية التي توصلت اليها اللجنة النيابية الفرعية بما يحافظ على روحية هذه التسوية. وقالت لـ”النهار” إن اللقاءات التي عقدها ممثلو صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مع المسؤولين وفي مقدمهم وزير المال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة حرصت على التنبيه الى عدم المغامرة بالاقتصاد اللبناني في الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والمنطقة.
ونفت مصادر نيابية لـ”النهار” ان تكون الخفوضات التي طرأت على السلسلة نتيجة سحب الأسلاك العسكرية منها، مشيرة الى ان هذه الأسلاك شملتها خفوضات ولكن بسيطة. وقالت إن الجزء الأكبر تناول إلغاء الدرجات الست الاستثنائية للأساتذة.
وينتظر ان يزور اليوم رئيس اللجنة الفرعية جورج عدوان والنائب غازي يوسف وزير المال للاطلاع منه على الملاحظات التي وضعها خليل على التقرير قبل رفعه الى الهيئة العامة الأربعاء. وفهم ان ملاحظات خليل تلحظ اعادة النظر في مسألة إلغاء الدرجات الاستثنائية، التي كانت الحكومة السابقة اقرتها للاساتذة، بما يعيد رفع الارقام الى ما كانت قبل خفضها.
وسألت “النهار” رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان عن الامر، فاجاب بأن الخفض الذي لحق بالمعلمين والعسكر غير مبرر، والحل باحترام معادلة التلازم بين الحقوق والامكانات ومنع الاهدار ومكافحة الفساد. واذا تمكنا من ضبط الاهدار بنسبة 50 في المئة يمكننا ان نمول اكثر من السلسلة. المطلوب اصلاح جدي على مستوى الانفاق المالي المتفلت من الضوابط الرقابية والقانونية”.
ولاحظ “ان تراجع اللجنة الفرعية بالتقسيط يعيدنا الى ما كنا عليه، فنحن عملنا مدة خمسة اشهر قبل ان نخرج بمشروعنا ونرفعه الى الهيئة العامة، وضربه يولد ثورة اجتماعية، لذا من الضروري تصحيح الوضع الذي نتج من التقرير الاخير للجنة بحد ادنى من التفاهم يجنب البلاد خضات اجتماعية”.
وعلمت “النهار” ان اتصالات تمت بين وزير المال ووزراء آخرين واللجنة النيابية للاجتماع اليوم والبحث في الصيغ المطروحة واطلع الرئيس تمام سلام على هذه الاتصالات. واذا لم يتم التفاهم على موضوع السلسلة، سوف تطرح كلها في جلسة الاربعاء.
الرئاسة
في غضون ذلك، بدا ان لا جديد على خط الاتصالات في انتخابات رئاسة الجمهورية وجلسة الخميس وقت تحدث مرجع في 8 آذار عن تلقيه معلومات عن تقارب بين “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” حيال اسم العماد ميشال عون “ونحن في الانتظار ونتمنى ان تنضج اﻷمور”. الا ان اوساط 14 آذار نفت هذا الامر، مشيرة الى أن الإتصالات واللقاءات بين “المستقبل” و”التيار” لم تتناول موضوع رئاسة الجمهورية، بل الوسائل الفضلى لحل المشكلات والمواضيع التي تواجه لبنان حالياَ وفي المرحلة المقبلة. ولعل اللافت فيها أنها تناولت هذه المسائل في العمق.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري بدأ في اليومين الاخيرين اتصالات ولم يستطع حتى الآن ان يحدد كيف سيتعامل مع الايام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية. وهو ينتظر ما ستنتهي اليه جلسة الخميس، واذا لم ينتخب رئيس قبل 25 ايار الجاري، استنادا الى مصادره، “فان ما بعد هذا التاريخ لن يكون على غرار ما قبله”.
وفي شأن متصل، علمت “النهار” ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سينصرف هذا الاسبوع الى تكثيف الاتصالات من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فاذا ما تعثر هذا الانتخاب سيركز على ضرورة بقاء الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا ريثما ينتخب رئيس جديد.
وتنطلق اتصالات في عواصم غربية هذا الاسبوع ايضا للنظر في سبل مساعدة لبنان على انجاز استحقاقه الرئاسي. وأبلغت مصادر ديبلوماسية “النهار” ان سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لدى لبنان يعقدون اجتماعات تشاور اسبوعية تتناول الوضع اللبناني بما فيه مسألة الانتخابات الرئاسية.
الأمن
في تطور أمني لافت، أقدمت قوة من الجيش الاسرائيلي على خرق الخط الازرق في محلة اللبونة في الناقورة أمس، واقتلعت مجموعة من الاشجار التي كانت تحجب الرؤية عن مناطق تطل وتكشف نقطة للجيش اللبناني، وعمدت الى سحب دشمة (مجسم باطون) تعود الى الجيش اللبناني الى داخل الاراضي الاسرائيلية.
وعلم ان الرئيس بري سيبحث في هذا الخرق مع المبعوث، الخاص للامم المتحدة ديريك بلامبلي فضلا عن خروق أخرى، في أكثر من مكان على طول الخط الازرق في الوزاني وطريق الغجر وغيرها. وسيسأله بري عن الفائدة والجدوى من الاجتماع الثلاثي (بين ضباط لبنانيين واسرائيليين و”اليونيفيل”) في الناقورة وماذا يجني منه لبنان والخروق الاسرائيلية تتواصل ضد لبنان وتنتهك أراضيه.
وسيدعو بري الحكومة الى تقديم شكوى الى الامم المتحدة عن هذه الخروق” التي لا يجوز السكوت عنها”.
طرابلس
وفي توجه مختلف يعكس استقرار الوضع في طرابلس وعودة الحياة اليها، نظّمت جمعية “معاً لبنان” نصف ماراتون طرابلس الدولي الخامس تحت شعار “حنضلّ نركض للسلام” برعاية وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي وبمشاركة آلاف العدائين والعداءات في مختلف الفئات، في حضور وزير العدل أشرف ريفي والنائبين روبير فاضل وخضر حبيب والنائب السابق مصباح الأحدب.