قبل كل استحقاق رئاسي يعود اللبنانيون ويسألون انفسهم الأسئلة ذاتها:
– هل ستجرى الانتخابات في موعدها؟
– من هم المرشحون؟ هل يمكن تعديل الدستور لمصلحة شخص؟
– هل تعتقدون بأن فلان يمكن ان ينتخب رئيساً؟ «يا ليت» لكنه قوي كثيرا ولا يقبل به احد فإنه يخيفهم».
وتتردد في كل مرة اسماء «مرشحي التسوية» نفسها… من دون ان يكون لهؤلاء اي مواقف واضحة من اي من المواضيع المصيرية او المشاكل والاخطار التي تحدق بالوطن وتهدد كيانه.
الم يحن الوقت بعد ونحن في بداية الالفية الثالثة لأن ننعم بأبسط حقوق الانسان؟
فإما ان يكون فعلا لا قولا فقط في وطن عصري حر سيد مستقل شعبه مثقف ومبدع ومتمدن وحضاري او فليعلنوها جهارة وصراحة بأننا «في ادغال افريقيا» لننتهي ولنعترف مرة لكل المرات بأن الحضارة التي عمرها 6000 سنة والتي اخترعت الحرف قد اندثرت الى غير رجعة!…
انني اطالب رئيس مجلس النواب بتحديد موعد جلسة قريب لانتخاب رئيسا للجمهورية وفقا للدستور كما اطالب رؤساء الكتل النيابية بتأمين النصاب القانوني لكي يُصار الى انتخاب رئيس للبنان تتوافر فيه الصفات التي يتمناها كل مواطن في رئيسه.
وأن يكون مشهودا له بخبرته كقائد عسكري نظرا للوضع الامني الذي تمر به البلاد، وكرئيس وزعيم لتيار وحزب سياسي يضم عشرات آلاف المؤيدين من جميع طبقات المجتمع ومن جميع الطوائف.
لبنان بحاجة الى رئيس رؤيوي لا يخشَى اتخاذ المواقف والخيارات الاستراتيجية.
لبنان بحاجة الى رئيس تنقذ مواقفه في كل مرة الوحدة الوطنية.
رئيس لا يلين في مواجهة الصعاب مهما كبرت.
رئيس لولاه لما بقيت الجمهورية (1983).
رئيس قاوم المحتل وحاربه وطالب في كل المحافل الدولية بأن يخرج من لبنان في حين كان باقي «المسترئسين» يمالقونه ويقولون بأن وجوده «شرعي وضروري ومؤقت» او يطأطئون له الرأس و»أحسنهم» كان يطالب بالانسحاب حتى البقاع وكأن البقاع ليس أرضاً لبنانية!
لا ايها النواب فان الشعب اللبناني لن يرحمكم هذه المرة ان اخطأتم الاختيار لسبب بسيط الا وهو ان صورة لبنان ستتغير.
فعلى نواب الامة بأن يقوموا بواجباتهم ليس اكثر.
وليعلموا بان الوكالة التي اعطيت لهم من قبل الشعب لأربع سنوات فقط هي لكي يمثلوه لا لكي يمثلوا الارادات العربية والاجنبية، فمن يقول في العام 2014 بأن الرئيس اللبناني «يؤتى به من الخارج» يجب ان يحاكم بتهمة «الخيانة العظمى».
ولنُعِد عقارب الساعة الى العام 1943 ولنطلب من فرنسا باعتبار لبنان D.O.M. او T.O.M. ولننعم بالمقدمات الاجتماعية التي يحظى بها الشعب الفرنسي ولنصبح جزءا من الاتحاد الاوروبي وليصبح الحد الادنى للاجور بمعدل الـSMIC الفرنسي، ولنفتح لنا ابواب اوروبا على مصراعيها من اجل سوق عمل اوسع بالاضافة الى حلف عسكري يحمي استقرارنا.
او فلنطلب من الامارات العربية المتحدة ان تضم لبنان اليها كإمارة جديدة لديها نفط وغاز ولننعم بكل ما ينعم به اخواننا الاماراتيين.
اننا نريد رئيسا قويا، مؤمنا بالله ولبنان، غير طائفي، مثقف، ديموقراطي اصلاحي، تغييري غير مطعون بترشيحه لأي سبب كان.
نريد رئيسا يحد من هجرة الشباب، ويتواصل مع المغتربين ويعيد المهاجرين الى الوطن.
نريد رئيسا شجاعا يمد يده للجميع دون عقد ويشركهم في الحكم كل حسب نسبة تمثيله دون ان يستثني احدا.
* نريد رئيسا قادرا على اجراء علاقات ندّية مع سوريا.
* نريد رئيسا يستخرج الغاز والبترول ويخلق فرص العمل ويرسخ الازدهار والاستقرار والامن والبحبوحة في لبنان.
* نريد رئيسا يبني دولة العدالة والحق والقانون ويعتمد على قضاء مستقل وقادر.
* نريد رئيسا مشبّع بالحريات العامة وحقوق الانسان.
* نريد رئيسا مسيحيا مشرقيا عربيا منفتحا على الشرق والغرب.
* نريد رئيسا يشرّف الكرسي والمنصب وليس العكس.
* نريد رئيسا يحترمه خصومه السياسيون قبل مؤيديه ومناصريه.
* نريد رئيسا يعمل على تزويد الجيش والقوى الامنية اللبنانية بسلاح عصري ومتطور.
* نريد رئيسا قادرا على منع التوطين.
* نريد رئيسا رفض وسيبقى يرفض اي شكل من اشكال التقسيم.
* نريد رئيسا يطلب من المجتمع الدولي تحمّل مسؤوليته في حل مسألة النازحين السوريين.
* نريد رئيسا يحل مشكلة السلاح داخل المخيمات الفلسطينية.
* نريد رئيسا لديه تصور وخطة واضحتين للقضايا الصحية والاجتماعية، والاقتصادية، والمعيشية، والحقوقية، والامنية، لكي لا يستقيل المواطن من الوطن.
* نريده قائدا بكل ما للكلمة من معنى.
* وفي انتظار اليوم الذي يصبح فيه اعلان الترشح امرا ملزما.
وفي انتظار اقرار قانون انتخابات نيابية عادل وعصري يراعي صحة التمثيل ويحترم الميثاق الوطني.
وبانتظار تعديل الدستور ليُصار الى انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب .
همّوا يا ممثلي الامة الى مجلس النواب وانسوا مصالحكم الضيقة ولو ليوم واحد، وحكّموا ضمائركم وانتخبوا رئيسا قادرا على لمّ شمل كل اللبنانيين، وصوّتوا للبنان.