استمرت محاولات جر لبنان الى ميدان الحرب الدائرة في غزة عبر اطلاق 3 صواريخ من الأراضي الحدودية اللبنانية الى الأراضي الفلسطينية المحتلة لليلة الثالثة على التوالي، فجر أمس، ورد القوات الاسرائيلية بقصف مناطق لبنانية جنوبية من دون وقوع اصابات على الجانبين. ووصفت قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) اطلاق الصواريخ بأنه «خرق خطير للقرار 1701 وتقويض للاستقرار في المنطقة». إلا أن الجبهة الجنوبية بقيت «مضبوطة».
وتزامن القصف الصاروخي المتنقل عبر الحدود الجنوبية والقصف المدفعي الإسرائيلي مع معارك عنيفة شهدتها المنطقة الحدودية المتنازع عليها في جرود بلدة عرسال في البقاع الشمالي بين مقاتلي المعارضة السورية من جهة ومقاتلي «حزب الله» والجيش النظامي السوري في منطقة القلمون من جهة ثانية استمرت طوال يوم الأحد حتى منتصف الليل، وتركزت حول بلدة رأس المعرة السورية وصولا الى جرود عرسال، تدخل فيها الطيران السوري، وأسفرت عن سقوط 3 قتلى سوريين وسقوط 15 جريحاً على الأقل نقلوا الى المستشفى الميداني في عرسال فيما تحدثت مصادر عدة عن سقوط 6 قتلى لـ «حزب الله» على الأقل… (للمزيد)
وقال وزير الدولة محمد فنيش أحد ممثلي الحزب في الحكومة، إنه «بعد اصابة المسلحين (في سورية) بضربة قاضية تمركزت فلولهم في الجرود بين لبنان وسورية لممارسة عملهم التخريبي في البلدين، وعلينا ان نكون حذرين دائماً وعلى الدولة اللبنانية من جيش وأجهزة أمنية ان تتخذ الاجراءات الاستباقية وان تتابع بدقة حركة هؤلاء».
وفيما أشارت مصادر إعلامية الى ان عدد القتلى والجرحى من الطرفين قد يفوق هذا العدد، أفادت قيادة الجيش اللبناني فجر أمس عن التطورات على الجبهة الجنوبية، بأن «مجهولين» أطلقوا صاروخين من جنوب مدينة صور في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، الساعة 0.40 ليلاً»، وبأن «العدو الإسرائيلي استهدف بلدتي مجدل زون والمنصوري ومحلة جب سويد بـ 25 قذيفة مدفعية و6 قذائف مضيئة فوق بلدتي الحنية والعامرية». وإذ سير الجيش دوريات بالتنسيق مع «يونيفيل» لتوقيف الفاعلين، عاد فأصدر قرابة الظهر بياناً ثانياً أعلن فيه العثور على منصتي اطلاق الصواريخ صباح أمس وانه واصل مع «يونيفيل» التحقيق بالعملية.
إلا ان بيان «يونيفيل» أعلن اطلاق 3 صواريخ وان السلطات الإسرائيلية أبلغتها أن «صاروخين سقطا في البحر وآخر في شمال اسرائيل جنوب الخط الأزرق وان الجيش الإسرائيلي رد بقذائف مدفعية على محيط بلدة زبقين». وأفاد البيان بأن قائد «يونيفيل» بالوكالة العميد تارونديب كومار اتصل بقادة الجيشين اللبناني والإسرائيلي وحثهم على أقصى درجات ضبط النفس والتعاون مع «يونيفيل» منعاً لأي تصعيد، وأشار البيان الى عدم اعلان أي جانب المسؤولية عن اطلاق الصواريخ. وذكرت «يونيفيل» أن الجانبين «أكدا التزامهما وقف الأعمال العدائية وتعاونهما مع يونيفيل لمنع أي حوادث اضافية».
وشهد جنوب مدينة صور هدوءاً حذراً نهار أمس فيما استمر الطيران المروحي الإسرائيلي في التحليق فوق الحدود والبحر.
وقالت مصادر أمنية إنه اضافة الى دوريات الجيش و «يونيفيل»، طُلب من القوى الفاعلة ومخاتير القرى مراقبة محاولة أي مجموعات اطلاق الصواريخ وتوريط الجنوب في مواجهة عبر استدراج اسرائيل للرد وإدخال المنطقة الحدودية في وضع أمني لا تحمد عقباه. وأكدت ان الجيش و «يونيفيل» يمسكان بزمام المبادرة وما زال الوضع تحت السيطرة إذ انهما في درجة عالية من الاستنفار للحؤول دون أي انزلاق في ظل ارادة سياسية دولية بمواصلة تحييد لبنان عما يجري في المنطقة وغزة. وقالت المصادر ان التدابير المتخذة تشمل منع أي مواطن غير لبناني من دخول جنوب الليطاني، حيث يقوم الجيش بعمليات تفتيش دقيقة تضمن استمرار ضبط الوضع.
وأمس أخلي سبيل الموقوف س.ح. أبو قيس الذي كان أوقف الجمعة الماضي للاشتباه بأنه نقل في سيارته مطلقي الصواريخ على اسرائيل في منطقة العرقوب، بعدما تبيّن ان لا علاقة له بالعملية. وأبقت القوى الأمنية على الموقوف الآخر الذي أصيب بحروق أثناء اطلاقه أحد الصواريخ. وهو موجود في المستشفى، وكان اعترف بضلوعه فيها.