IMLebanon

ضعُفَت “حماس” وستضعف أكثر

عن الخيارات الأخرى المتعلقة بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لوزير الخارجية الأميركية جون كيري، تحدّث المسؤول نفسه المتابع مباشرة هذا الصراع وطرفيْه المباشرين في “الإدارة” الأميركية الثالثة المهمة إياها، قال: “إن الحكومة الجديدة التي اعتبرتُها احتمالاً يمكن أن يلجأ إليها نتنياهو لن تكون حكومته لأسباب عدة منها اختلاف “أجندة” الأطراف الذين سيشتركون فيها وفي مقدمهم “شاس”، علماً أننا نعتقد أن اليمين المتطرِّف الممثّل بحكومة نتنياهو الحالية لن يستقيل منها إذا قَبِل الأخير الاقتراحات السلمية لكيري. ما يهم نتنياهو هو البقاء في السلطة. أما محمود عباس فإن حركة “حماس” لم تعد تشكِّل تهديداً له أو خطراً على وضعه أو عائقاً أمام مواقفه. لقد ضعُفَت جداً، وستضعف أكثر. طبعاً هناك انقسامات داخل السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة “فتح” كما أشرت أنت. لكننا لا نعتقد أنها ستمنع السلطة من الموافقة على الاتفاق – الإطار أو اتفاق المبادىء إذا تمّ التوصل إليه. عباس إنسان ذكي. في مواجهته هناك دحلان فقط من داخل “فتح”. نحن في أميركا نحاول مساعدته للحصول على دعم عربي، وقد اجتمع أوباما بأعضاء اللجنة الممثلة لجامعة الدول العربية والمكلفة متابعة عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. واجتمع أيضاً بزعماء دول الخليج العربية كما اجتمع بملك الأردن. بعد ذلك اجتمع نائبه بايدن باللجنة العربية. إلى ذلك اجتمع الرئيس الأميركي برؤساء عرب وسيجتمع قريباً بالعاهل السعودي (زاره في المملكة). والكلام العلني من عدد من هؤلاء انطوى على إيجابية معقولة. لذلك فإن احتمال النجاح ليس صعباً”.

سألتُ: هل تعتقد أن إسرائيل قد تشن حرباً واسعة في المنطقة؟ أجاب سائلاً: “على سوريا؟” أجبتُ: على سوريا أو على لبنان. القتال يصل أحياناً إلى الجولان والقذائف تتساقط على ما تحتله إسرائيل منه. علماً أن الحرب الأهلية الدائرة تصبّ في النهاية في مصلحة إسرائيل. في لبنان إذا ردّ “حزب الله” على أي ضربة إسرائيلية فإنه سيتعرّض والبلاد إلى حرب واسعة. قبل زيارتي هذه لأميركا قصفت إسرائيل على حدود لبنان مع سوريا ما وصفته بأنه قافلة أو قاعدة عسكرية لـ”الحزب”. لم يعرف أحد من المعنيين في البلدين إذا كان المكان الذي قُصف لبنانياً أم سورياً بما في ذلك “حزب الله”. علماً أنه يقول إن ما قُصف لم يكن قاعدة ولا قافلة تنقل سلاحاً بل هو “هنغار” قديم مغطى كان يُستعمل لإيواء سيارات رجاله. ردّ: “هل حصل ذلك فعلاً؟ لماذا لم نسمع به؟ نحن لم نسمع به (غريب أليس كذلك؟) أعتقد أن “حزب الله” لن يفعل شيئاً يستدرج إسرائيل لضربه لأنه متورط في سوريا. وأعتقد أن إسرائيل لن تتسبب بحرب في المنطقة إلاّ إذا اضطرت. لكنها لن تتساهل في موضوع إرسال السلاح إلى “حزب الله”. فهي ستضربه أياً يكن موقعه سواء داخل لبنان أو داخل سوريا”.
أنهيت اللقاء بسؤال عن الأوضاع في مصر وعن “زعيمها” الجديد الجنرال عبد الفتاح السيسي. أجاب: “جماعة “الإخوان المسلمين” تعهّدت عدم مسّ معاهدة السلام مع إسرائيل ومكافحة الإرهاب. أخطأت وفشلت بعدما وصلت إلى الحكم فدفعت الثمن. الآن السيسي والحكم الجديد الذي بدأ والذي سيتشكل بواسطته نظام جديد عنده الالتزام نفسه. وإسرائيل تريد طبعاً احترام المعاهدة، وتريد أيضاً أن لا تكون سيناء ممرّاً لإرهابيين يرتكبون أعمالاً جرمية على أراضيها. ما يجري في غزة وسيناء مهم جداً”.
ماذا في جعبة مسؤولين في “الإدارة” الأميركية الثالثة نفسها يتعاطيان مباشرة مع الأوضاع في لبنان وسوريا ويتابعانها من قرب؟
بدأ أحدهما حديثه بالقول: “نحن مهتمون بالوضع في سوريا”، وذلك رداً على سؤال: كيف ترى التطورات في سوريا بعد أزمة أوكرانيا وروسيا التي تكاد أن تؤزِّم علاقة الأخيرة بأميركا؟ ثم أضاف: “نحن في “جنيف 2″ انبسطنا من أداء المعارضة السورية. لقد حققت تقدّماً مهماً”. قاطعته: هذا مهم ولكنه ليس الأهمّ. ماذا حقَّقت المعارضة؟ ماذا حقَّق الثوار؟ ماذا فعل نظام الأسد؟ كيف تصرفتم في أميركا حيال كل ذلك؟ أجاب: “نهتم باللاجئين السوريين في لبنان والأردن وحتى داخل سوريا”. علّقتُ: ليس هذا مهمَّاً على أهميته. ماذا سيحصل؟ أجاب: “اتفاق الكيميائي صار منفّذاً منه نحو 50 في المئة (صار الآن 92 في المئة). وهذا مؤشّر مهم. ويعني ذلك أننا والروس لا نزال على موجة واحدة في ما يتعلق بـ”جنيف 2″ والتوصل إلى حل سياسي”.
ماذا عن أثر أزمة أوكرانيا على سوريا؟ سألتُ.