IMLebanon

طبول حرب على الحدود وطبول فتنة في الداخل !!

في مقالتي يوم الاثنين الماضي، اخذت على الحكومة التي تتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية منذ حوالى ثلاثة اشهر ونصف الشهر، ترددها وارباكها وعدم اقدامها على اتخاذ اجراءات ضرورية وسريعة، لمواجهة الحرب التي اعلنتها «الدولة الاسلامية» المزعومة على لبنان. وعددت بعضا من هذه الاجراءات التي من شأنها ان تعزز القدرة العسكرية للقوات المسلحة اللبنانية اولا، بمثل ما تعزز اواصر الوحدة الوطنية ما بين اللبنانيين وتحول دون وقوع فتنة مذهبية او طائفية، يعمل لها افرقاء عديدون لادخال لبنان في الآتون الذي يغلي داخل العالم العربي، وكنت على ثقة بأن المسؤولين والقيادات السياسية الذين يعيشون هاجس انقاذ لبنان من محنته، او على الاقل تجنيبه الاسوأ في حال وقوع احداث مفجعة، مثلما حدث في عرسال وجبالها، بقتل ضباط وجنود واعدام عسكريين، وما تبع ذلك من اضطراب للامن في البقاع والشمال وبعض مناطق العاصمة وضواحيها، وحصول عمليات خطف وخطف مضاد، وقطع طرق، ووقوع اعتداءات على نازحين سوريين وطرد بعضهم من مناطق عدة، سيبادرون الى اقتراح ما يجب عمله في مثل هذه الظروف، وهذا ما دعا اليه امس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، حينما طالب الجميع بدعم الحكومة والوقوف الى جانبها، كما طلبت من الحكومة استدعاء الاحتياط في الجيش وقوى الامن والافرقاء المعنيين الى اخذ القرار الشجاع بتطبيق اعلان بعبدا، تطبيقا كاملا صونا للوحدة الوطنية وحماية للداخل اللبناني، كما ان وزير العدل اللواء اشرف ريفي دعا الحكومة الى اتخاذ اجراءات رسمية وقضائية وامنية واعلامية، من شأنها الامساك بالاوضاع الداخلية، واستثمار قدرات المجتمع المدني في هذا المنحى، كما الافادة من التفاف اللبنانيين حول جيشهم وقواهم الامنية.

ان ما يقوله الرئيس سليمان والوزير ريفي، هو الحد الادنى كبداية لاجراءات اخرى اقوى وانجع في ظروف لبنان الحالية، خصوصا بعد تصاعد صيحات الحرب في اسرائيل، على لسان مسؤولين عسكريين وفي مقدمهم وزير الدفاع موشيه يعالون، وقائد لواء حيرام غولدفوس، فالاول اعتبر ان منطقة الشرق الاوسط «تغير وجهها» وان المنظمات الارهابية تحل محل الجيوش النظامية. وحرض يعالون اوروبا والمجتمع الدولي بقوله ان ايديولوجية هذه التنظيمات تتحدى النظام العالمي والحضارة.

اما قائد لواء حيرام غولدفوس، كان مباشراً وصادما اكثر من يعالون عندما اشار الى وجود انفاق تمتد من لبنان الى داخل اسرائيل. و«حدد» في مقابلة تلفزيونية عشرات الاهداف في لبنان تضعها اسرائيل في بنك اهدافها في اي حرب مقبلة مع لبنان. اضافة الى خريطة لبلدات جنوبية رغم غولدفوس انها تحولت الى مخازن للاسلحة، تضم مئة الف قذيفة صاروخية.

تنظيمات ارهابية تكفيرية على حدود لبنان في البقاع والشمال ودولة ارهابية تكفيرية على حدوده الجنوبية، مما يجعل لبنان بين شاقوفين ارهابيين دمويين، وكيف يمكن للشعب اللبناني مع قواته المسلحة، ان يواجه هذين الخطرين، اذا كان من دون رئيس جمهورية، ومن دون حكومة قوية شجاعة تتحمل مسؤولياتها الكبيرة الملقاة على عاتقها، ومن دون مجلس نيابي يسهر على مواكبة جميع الاحداث لدعم الحكومة والدولة بجميع وسائل الدعم التشريعية والمالية، وبظل عداوة وكره واحقاد بين مكونين اساسيين حالت المصالح الاقليمية والحسابات الخاصة، دون توافقهما حتى على انتخاب رئيس للجمهورية وفق الدستور والقوانين ومصلحة لبنان العليا.

***

العدو الاسرائيلي، والعدو التكفيري، يقرعان طبول الحرب على امتداد حدود لبنان البرية، ومع ذلك يحاول البعض في لبنان ان تكون اصوات طبول الفتنة اقوى واعلى من اصوات طبول الحرب، وهذه خيانة وطنية موصوفة، يتحمل مسؤوليتها من يعمل على اضعاف قوة الجيش، بتغطيسه في وحول النزاعات الداخلية.

اشطبوا من القاموس اللبناني «حين لا ينفع الدم».