IMLebanon

عدوان لـ«الجمهورية»: الدولة فقط تحمي لبنان من «داعش»

 

في ظلّ تمدّد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا والمخاوف من انتقاله الى لبنان، يبقى موقف «القوات اللبنانية» ثابتاً، حيث يشدّد نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان في حديثه لـ»الجمهورية» على أنّ «الدولة اللبنانية وحدها تحمي المسيحيّين والأقليات ولبنان من «داعش» أو أيّ فصيل آخر متطرّف»، منتقداً «تقصير الولايات المتحدة الأميركية والغرب في حماية المسيحيّين».

يؤكّد عدوان أنّ الإستنكار لا يكفي في العراق، بل يجب إيجاد الحلول سريعاً من خلال نموذج الدولة الديموقراطية المدنيّة التي تقبل التعدّد، من هنا يجب تعميم النموذج اللبناني التعدّدي الذي يتعايش فيه المسيحي مع المسلم على العراق وسوريا اللتين تشهدان ارتكابات ومجازر بإسم الدين، والدين براء منها.

لكنّ قيام الدولة يتطلّب وقتاً وعندها لن يبقى أيّ مسيحي في العراق، لذلك يُحمِّل عدوان الدولة العراقية والمجتمع الدولي مسؤولية تهجير مسيحيّي العراق، «فالمجتمع الدولي يدَّعي حماية الاقليات لكن تبيّن أنّ ما يهمه هو مصالحه، لذلك ندعوه الى تحرّك سريع لوضع حدٍّ لهذه الممارسات، والمساعدة على بناء دولة قوية لكنها غير ظالمة».

نسجت «القوّات اللبنانية» بعد عودتها الى الحياة السياسية عام 2005، شبكة علاقات مع المحور العربي المتمثّل بما سُمِّي دول الإعتدال السنّي أي السعودية والخليج العربي ومصر، ومن هذا المنطلق يُطرح إمكان تحرّكها لدى هذه العواصم لإنقاذ مسيحيّي العراق.

ويلفت عدوان الى أنّ علاقة «القوّات» الأساسية هي مع الاعتدال السنّي اللبناني المتمثّل بتيار «المستقبل» والتي تجسَّدت في تجربة «14 آذار»، موضحاً أنّ «المستقبل» يقوم بتحرّك كبير، فيما كانت السعودية أوَّل مَن هاجم تصرفات «داعش»، لكنّ المسؤولية على الأرض تقع على الدول التي تدعم هذه المنظمات وليس على أفرقاء معيّنين»، سائلاً: «أين الولايات المتحدة الاميركية والغرب من قمع هذه التصرفات وحماية المسيحيّين؟».

أمّا بالنسبة الى علاقة «القوّات» بالإدارة الاميركيّة، فيؤكّد عدوان أنّ «القوات» تسخّر كل علاقاتها لمصلحة لبنان، ولا ننسج أيّ شبكة علاقات خارج هذه المصلحة، واذا كانت علاقتنا مع أميركا أو أيّ دولة أخرى تخدم مصالح اللبنانيين، فنحن نستغلها في هذا الإطار»، معتبراً أنّ «النظرة المسيحية التي تقول إنّ أميركا والغرب يحمياننا «قد مرَّ عليها 10 آلاف سنة»، نحن لن نخرج من وصاية سورية لنستجلب تدخلاً أميركياً، فالمصالح تحرّك الدول الكبرى، ورهاننا الوحيد لحماية المسيحيين هو على الدولة اللبنانية القوية، لذلك سلكنا هذا الخطّ».

إنتخابات الرئاسة

كان الرهان على تسريع اتفاق مسيحي- مسيحي على رئاسة الجمهورية وسط كل ما يحصل لمسيحيّي العراق، لكنّ عدوان يؤكد أنّ لا شيء جديداً ولن يكون هناك أيّ شيء طالما أنّ مَن يعطّل الإتفاق هو تحالف «عون- حزب الله».

فرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون مصرّ على أنّه يستحقّ وحده رئاسة الجمهورية، وذلك بمساندة الحزب، فيما نحن استجبنا لكلّ المبادرات ومستعدون لمناقشة طروحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، و»ندعم أيّ إسم شرط أن يلتزم «إعلان بعبدا» وتقوية الدولة وحصر السلاح في يد الشرعية، أما التنازل عن هذه المبادئ فيضرب أسُس الدولة، ولا نريد رئيساً يقوم بهذا الأمر»، وينفي في المقابل تشنّج العلاقات على الساحة المسيحية، مشيراً إلى أنّ الإختلاف السياسي لم ينعكس تشنجاً على الأرض بين شباب «القوات» و»التيار الوطني الحر».

وبالنسبة إلى الحراك الإنتخابي داخل «14 آذار» وطرح مرشح جديد، وتحرّك رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، يوضح عدوان أنّ «المشكلة هي في تمسّك عون بالرئاسة، وأيّ اسم جديد من فريقنا لن يُحرّك عجلة الإستحقاق، وطالما أنَّ السيّد حسن نصرالله غير موافق على مرشّح

بديل عن عون، فإنّ الأمور تراوح مكانها، والمشكلة ليست في مَن يبادر إنّما في واقع الأمور».

تَصبّ «القوّات» كلّ إهتمامها على إنتخاب رئيس، رافضة الدخول منذ الآن في جدل التمديد لمجلس النوّاب، ويعتبر عدوان أنّ «الفرصة ما زالت متاحة لإنتخاب رئيس، ولن نضيّع جهدنا وطاقتنا في نقاش حول التمديد للمجلس، ولن نسمح بتغيير وجهة معركتنا، مع تأكيدنا أهمية إحترام الاستحقاقات الدستورية وتداول السلطة، وعندما يحين موعد إتخاذ القرار يجتمع الحزب ويتّخذ الموقف المناسب».

العلاقة داخل «14 آذار»

من جهة ثانية، يُشدّد عدوان على أنّ «العلاقة بين «القوّات» و»المستقبل» في أفضل حالاتها، وهناك تنسيق كامل في كل الملفات»، واصفاً العلاقات بين كلّ مكوّنات «14 آذار» بأنها «ممتازة، لذلك دعونا الى تعميم هذا النموذج على الدول العربية»، مشيراً الى أنّ «ما يهمّنا في الحوار بين «المستقبل» وعون هو النتيجة، أي عودة عون الى مبادئ الدولة».

وعمّا إذا كانت فَرملة «القوّات» وصول عون الى الرئاسة عن طريق «المستقبل»، قد ألغت فرص عودة عون الى صفوف «14 آذار»، يرى عدوان أنّ «عون غير مستعدّ للعودة الى «14 آذار»، وعندما يلتزم مبادئها مجدّداً لا مشكلة لدينا».

لا تزال «القوّات» متمسّكة برفض التشريع في ظل شغور موقع الرئاسة، حيث يؤكد عدوان أنّ «انتخاب الرئيس يحلّ كل الأزمات الدستورية، ونحن لن ننزل الى المجلس سوى عند الضرورة القصوى، أي الاتفاق على قانون انتخاب أو إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي يبدو أنها تسلك طريقها نحو الحلحلة». أما البقاء خارج الحكومة، فلا تندم عليه «القوات»، حيث يعتبر عدوان «أننا أثبتنا أنّ مشروعنا ليس السلطة بل الدولة ولا نقبل أن نشارك في حكومة تُشرّع حدود لبنان في الاتجاهين، بل نحن مع ضبطها في الإتجاهين».