IMLebanon

عرس عرسال والدولة الراقصة

وأخيراً… وصلَتْ الموسى الى ذقوننا، نتيجة سياسة الضحك على الذقون، فتعالوا نستقبل بالعطر والرزّ، جحافل الحضارة الجامحة نحونا باسم «الدولة الإسلامية»، بكل ما تلطّخت به هذه التسمية من تشويه وتضليل وتحريف للقيم الروحية والإنسانية والخلقية التي قامت عليها الدولة الإسلامية التي أنشأها نبيٌّ أُرْسِلَ رحمة للعالمين.

الذين آزروا الدولة «الداعشية» وابتهجوا بها علانية، أو الذين اغْتبطَتْ بها صدورهم بالسرّ، فليجهِّزوا فتياتهم إذاً، ونساءهم والعوانس والمطلقات، الى جهاد النكاح، ولتتلَّوث في الأرحام قداسةُ النسل كمثل قداسة الجنّة تحت أقدام أولئك الأمهات.

وتهيأوا يا أبناء الرعية لأحكام الدولة الصارمة: بالجَلْد والصلب على جذوع النخل وبَتْر الأيدي وقطع الرؤوس وبَقْر البطون.

ولْيتمَّ على أيدي هذه الجحافل استكمال تهجير الجماعات البشرية لأي ملّة انتموا حتى ولو كان على قاعدة: «آكُلُ لحمي ولا أتركه لآكل»، وليكُنْ تدمير المقامات الروحية وتفجير الكنائس والمعابد والهياكل وكل معالم الحضارة المجسَّمة في المتاحف والساحات، تيمُّناً بسكان الحفائر والمغاور في العصر الجيولوجي الأول وعصور ما قبل التاريخ.

هذه الإنجازات التي ترتكب باسم هذه الدولة الإسلامية، هي انقلاب صارخ على دولة الدعوة الإسلامية، والآيات القرآنية، والمسيرة النبوية، وهي ثورة همجية على كل أحكام الشرع والشريعة وشرعة حقوق الإنسان، هكذا كان… بين الموصل وعرسال، وبين غزة والموصل، قتلٌ وتهجير وتنكيل، ووَجْه شَبَهٍ بين القاتل والقتيل.

لقد خاطبنا الأنبياء الكذبة غير مرة بلسان القرآن وآياته، ولسان الرسول وسنّته، ولا مجال بعد لمخاطبة مَنْ: «لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها» (الأعراف – 179).

…»ومَنْ أَظْلُمُ مِمَّنْ افترى على الله كذِباً أوْ كذّب بأياته (الإنعام – 21).

عندنا، وفي دولتنا الديمقراطية أيضاً أنبياء كذَبَة نخاطبهم بلسان الشريعة والشرع والدستور ولا يسمعون.

ونتيجة التلاعب بمصير الوطن وتراكم العيوب والآثام

ونتيجة تشريع الأبواب للريح السورية العاصفة

ونتيجة النأي بالنفس عن المسؤولية الوطنـية بسبب جشع فاحش في النفس

ونتيجة التلهي والتخلّي عن الواجب الدستوري وصولاً الى الفراغ

ونتيجة الإنقسام اللبناني الحادّ، والذي انقسمت معه القرى اللبنانية الى جبهتين متواجهتين، وانقسمت معه عرسال الى عرسالين

كان هناك عرس في عرسال

وكان ما كان من تقهقر وطني مريع، وكان انهيار المؤسسات الذريع، ولم يبق إلاّ وجه ربّك، ومؤسسة الجيش.

الشعب جيشك أيها الجيش فاقدم إذاً…

وإذا كان الجنود هم الذين يخوضون الحرب والملك يكون البطل فلمْ يبقَ غيرك أنت… لا بطل ولا ملك.