من هو المسؤول الرسمي الذي يقرر إبقاء احتجاز مقاومين لبنانيين أو فلسطينيين عكروا مزاج العدو، أو مزاج عيونه الدولية في جنوب لبنان؟
السؤال مرده أن استمرار احتجاز كل من الشيخ حسين عطوي (لبناني من العرقوب) والشقيقين خليل وحسن الخراز (فلسطينيان من مخيم الرشيدية)، ليس له معنى في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية البشعة ضد قطاع غزة وأهله.
وبدل أن تكون بيروت ومدن لبنان في حالة انتفاضة تضامنية، فإن الصمت بات مريباً إزاء عدم الضغط على الحكومة لإطلاق سراح هؤلاء، وخصوصاً أن كل المعطيات تؤكد أن ما قاموا به ليس ضمن أي أجندة تتصل بحسابات سياسية، ولم يتبين أن جهة ما تقف خلفهم. بل على العكس، فقد أظهرت التحقيقات أن ما قاموا به لا يتجاوز الفعل التضامني مع أهل فلسطين.
إطلاق عطوي قريباً؟
لا يزال عطوي
موقوفاً بتهمة خرق قرار الأمم المتحدة 1701
إلا أنه للمرة الأولى منذ توقيف الشيخ عطوي إثر إطلاقه صواريخ من خراج الماري (قضاء حاصبيا) باتجاه فلسطين المحتلة، وافق مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على طلب عائلته زيارته في المستشفى العسكري في بيروت. العائلة تنتظر السماح للمحامي الذي أوكلت إليه الدفاع عنه، برؤيته بعدما رفض القضاء طلبه أكثر من مرة. بالنسبة إلى وضع عطوي الصحي، أوضح شقيقه إمام بلدة الهبارية الشيخ عبد الحكيم عطوي في اتصال مع «الأخبار» أن شقيقه يتماثل للشفاء من الحروق التي أصيب بها جراء تعطل أحد الصواريخ التي نصبها.
وسجّل عطوي للجيش موقفاً إيجابياً في طريقة التعاطي مع شقيقه «ذي المعنويات العالية جداً». ونقل عنه أن الضباط والجنود والمحققين يعاملونه على أنه «مقاوم شريف مارس حقه في مقاومة العدو الإسرائيلي». وبرغم الحراسة الأمنية على باب غرفته، إلا أن «ظروف توقيفه جيدة لناحية حال الغرفة والعناية الطبية والمأكل والمشرب».
أما بالنسبة إلى وضعه القانوني، فقد أكد عطوي أنه لا يزال موقوفاً بتهمة «خرق قرار الأمم المتحدة 1701 الذي ينص على عدم إدخال السلاح والقيام بأي عمل عسكري في منطقة جنوبي الليطاني». في هذا الخصوص، لفت عطوي إلى «أن إسرائيل تخرق يومياً القرار ولا أحد يحاكمها»، كاشفاً عن اتصالات إيجابية عدة أجراها مع المرجعيات المعنية حول قضية شقيقه.
رئيس الحكومة تمام سلام وعد خيراً وفد هيئة العلماء المسلمين (حسين عطوي عضو فيه) الذي زاره الأحد الفائت. عطوي نقل عنه احترام سلام لنيات شقيقه الصادقة والوطنية، متعهداً الإفراج عنه قريباً. وفي الإطار ذاته، تلقى عطوي وعوداً مماثلة من وزير العدل أشرف ريفي الذي رجح إخلاء سبيله قبل عيد الفطر.
بالتزامن مع تحرك العائلة، أكد إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود في اتصال مع «الأخبار» أن «ما من داع للتوسط لدى الجيش للإفراج عن عطوي»، معتبراً أنّ من الواجب التعاطي معه «كوطني ومقاوم وليس كعميل ومجرم». مع ذلك، رأى حمود أنه «مقاوم أخطأ في الأسلوب لأن الفوضى غير مقبولة خصوصاً عندما نقوم بعمل لا نؤذي به العدو بل نكشف أنفسنا ونستدعي نتائج سلبية».
على صعيد متصل، أفرجت استخبارات الجيش عن مسؤول الجماعة الإسلامية في منطقة شرحبيل في صيدا زياد عفارة الذي أوقفته لدى وصوله إلى مطار بيروت الدولي آتياً من السعودية بعدما أدى مناسك العمرة. مصدر أمني أوضح لـ«الأخبار» أن سبب توقيفه «معلومات أنه وفّر لعطوي البطاريات التي استخدمها في إطلاق الصواريخ». المسؤول السياسي للجماعة في صيدا بسام حمود، أكد لـ«الأخبار» أن عفارة أفرج عنه بعدما لم يثبت بحقه شيء من التهم الموجهة إليه.
من جهة أخرى، لم يتأكد بعد مصير الشقيقين الفلسطينيين خليل وحسن الخراز من مخيم الرشيدية، اللذين أوقفا قبل نحو أسبوعين بعد توافر معلومات عن أنهما أطلقا عدة صواريخ باتجاه فلسطين المحتلة من محلة القليلة جنوب مدينة صور.
ومع أن الاتصالات في شأنهما لا تشهد متابعة حثيثة كما هي الحال بالنسبة إلى عطوي، إلا أن المعطيات حولهما تشير إلى أنهما قريبان بقوة من تيار المقاومة في فلسطين، وهما ليسا من المجموعات التي تربطها صلات بحسابات خارجية.