IMLebanon

عندما يسعد الحزب بكلام «الشيطان الأكبر» 

«ودهر ناسه ناس صغار وإن كانت لهم جثث ضخام خليلك أنت لا من قلت خلّي وإن كثر التجمّل والكلام وشبه الشيء منجذب إليه وأشبهنا بدنيانا الطغام» المتنبي

 

في شريط فيديو أعده قبل إقدامه على قتل سبعة أشخاص وانتحاره في كاليفورنيا، قال إليوت رودجر: «لا أعرف لماذا أيتها الفتيات لم تنجذبن إلي، لكن، ومن أجل ذلك، سأعاقبكن جميعاً».

لم يكن رودجر ابن سنة فائق الجاذبية، ولكنه لم يكن دميماً لدرجة تنفر منه الفتيات، وعلى كل الأحوال، فإن معيار الجاذبية لا يقتصر على الشكل، فهناك مهارات وطبائع أخرى قد تكون أهم بأضعاف من لون العينين، وطول القامة، وعرض المنكبين لتشكل هي من دون المظهر عناصر جاذبية للآخر.

المصيبة تقع عندما يفتقد أحدهم العناصر الجذّابة بالوراثة، أي الشكل الحسن، ويفشل بعدها في تطوير بدائل تعوض كلياً أو جزئياً عن مكوناته الجسدية.

هنا قد يلجأ البعض إلى الانطواء على الذات، أو يبرز العنف وسيلة وحيدة للتعبير عن الذات وبالتالي محاولة اغتصاب اعتراف الآخر بوجوده، ليصبح هو في موقع الصدارة في حديث الناس والإعلام، وحتى في كتب التاريخ وينتزع اعتراف الآخرين بوجوده وقوته.

عن هذا الموضوع كانت جدتي تقول عن الباحثين عن الشهرة «خدو مني ألف وميّة وحسبوني مع الحرامية!»، وأظن ان من بين التلامذة الراسبين في مدرستي بقي في ذاكرتي من كان أكثرهم إثارة للشغب والفوضى والأعمال الخارجة عن المألوف.

ولو عدنا إلى التاريخ المكتوب والمعروف لرأينا لائحة المشاهير تضم، إلى الحكماء والرواد في الإبداع، أسماء مثل جنكيز خان وهولاكو وتيمورلنك وفلاد (دراكولا) وهتلر وموسوليني وستالين وعيدي أمين وميلوسيفيتش وصدام ومعمر وبشار، وبن لادن واسكوبار وآل كابون… كلهم اعترف التاريخ بقوتهم! وهل يمكن إنكار قوة الزلزال والإعصار والطاعون والطوفان والايبولا والقنبلة النووية، والطائرات التي ترمي البراميل المتفجرة أو تتحول هي ذاتها إلى صواريخ تضرب الأبراج وتزرع الرعب؟

المسألة بسيطة، فالشهرة والاعتراف بالوجود والقوة والتأثير تساوي للأسف بين قوى البناء والسلام والخير وقوى الدمار والحرب والشر. وقد لجأت بعض الطوائف إلى عبادة الشيطان لا محبة به بل اتقاءً لشره.

ما لنا اليوم وكل هذه الشطحات الفلسفية، فحديث اليوم هو اعتراف «جون كيري» وزير خارجية «الشيطان الأكبر» بأن «حزب الله قوة إقليمية!»، وهللي أيتها الشعوب المستضعفة بتصريح خليفة كوندوليسا رايس المستكبرة، فقد تحررت فلسطين وزرع أحمدي نجاد علم الثورة الخمينية على قبّة مبنى الكابيتول في واشنطن.

لقد اكتشفنا اليوم أن كل ما كان يسعى إليه محمد رعد من خلال التضحية بآلاف الأرواح ودمار الأضرحة المشيدة ما هو إلا اعتراف جون كيري بقوة حزبه وقدرته على التخريب.

لا داعي يا حاج محمد الى اعتراف كيري فنحن نعلم علم اليقين بقوة حزبك، فالدمار والعنف وخسارة الأرزاق والارواح والتعطيل وتخريب الاقتصاد وإفلاس الدولة وتيئيس العباد ما هو إلاّ انعكاس مباشر لوجود «حزب الله»، ودمار سوريا والعراق وتخريب قضية فلسطين هو أيضاً من آثار «حزب الله»، ولكن ما أخطأ به كيري هو أن «حزب الله» هو قوة إقليمية لأنه في الواقع «أداة إقليمية»، إنه ذراع إيران التخريبية.

() عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل»