IMLebanon

عودة الحريري كسرت الجمود وعجّلت في آلية تسليح الجيش

أنعش ظهور الرئيس سعد الحريري في السرايا الجمود السياسي الذي يسيطر على البلاد بعد 39 شهراً من الغياب القسري بسبب التهديدات العديدة التي وجهت اليه. وقد شكّل رجوعه مفاجأة حتى إلى أقرب المقربين، وعاد الى منزله في الوسط التجاري فجر أمس وفق الخطة الامنية الصارمة والسرية التي اتبعت صونا لسلامته والتي ارتكزت على التمويه، ونفذها عدد قليل من المسؤولين الامنيين.

لم يدر أحد بهذه العودة، على غير عادة شيوع نبأ العائدين الى بيروت من الرسميين، والذين تتولى جهات معروفة تعميم وصولهم الى بيروت.

وأفاد مقربون من الحريري ان العودة لن تقتصر فقط على الاشراف على الآلية التي ستوضع لإنفاق هبة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز البالغة قيمتها مليار دولار والمخصصة لمكافحة الارهاب.

وذكر لـ”النهار” احد المسؤولين المشاركين في الاجتماع الامني الذي عقد بعد ظهر أمس في السرايا، وحضره الحريري وكان برئاسة الرئيس تمام سلام، ان الحريري كان عمليا وواضحا، اذ طلب من المسؤولين الامنيين وضع لوائح بالاسلحة المطلوبة لحماية الحدود من الارهابيين، وما يحتاج اليه الجيش من عتاد كالطوافات والصواريخ والقنابل الذكية. ودعاهم الى تحديد المصادر لتوقيع عقود البيع على وجه السرعة، لانه لم يعد مسموحا إبقاء الجيش على السلاح الذي لا يؤهله لمواجهة الهجمات التي شنها المسلحون على مراكزه.

ولفت الى أن الحريري لم يهدأ طيلة ليل أمس، وأكثر من لقاءاته مع سفراء اجانب وعرب ومع اركان “تيار المستقبل” من نواب واعضاء في المكتب التنفيذي وأركان 14 آذار.

وأكد أنه حريص على تزخيم الحوار وخط الاعتدال لجبه موجات التطرف التي يعززها “داعش” وكلها من تداعيات الازمة السورية على لبنان.

ولم يخف الرئيس الاسبق للحكومة امام زواره ومسؤولين حزبيين ومن “تيار المستقبل” مدى تهيبه لخطر المدّ التكفيري، ليس فقط في العراق وسوريا، بل لجهة محاولات الاعتداء على الجيش والتجمعات السكنية التي تؤيد “حزب الله” في الضاحية الجنوبية وأماكن أخرى يحددونها.

وتطرق الحريري مع من التقاهم أمس الى الاستحقاق الرئاسي وضرورة انجازه في اسرع وقت، شرط توافق زعماء الموانة اولا في ما بينهم على المرشح الانسب الذي سيتمكن من ادارة رئاسة الجمهورية في هذه الظروف اللبنانية والازمة السورية التي اندلعت منذ أكثر من ثلاث سنوات ولجأ بسببها الى لبنان أكثر من مليون وثلاثمئة الف نسمة.

ونقل مصدر مقرب من الحريري قوله انه عاقد العزم على محاولة ترسيخ الاستقرار السياسي والامني، شرط أن تتجاوب معه اكثرية زعماء البلاد لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية الذي هو المفتاح الطبيعي لاجراء انتخابات نيابية في موعدها.

وتوقع تحقيقا لهذه الغاية، أن يلتقي الحريري الرئيس نبيه بري ورئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط والبطريرك بشارة الراعي والرئيس ميشال سليمان ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع مرشح قوى 14 آذار للرئاسة، وشخصيات أخرى، وبدأ مسؤول عوني بالتفكير في جمع الحريري وعون. واستخلص ان هذه الاستحقاقات الداهمة ستساعد في حال التوصل الى تطبيقها على استكمال التركيبة المؤسساتية الناقصة حاليا، لأنها خالية من ركن سياسي هو رئيس الجمهورية الذي يشدد الحريري على انتخابه بسرعة، لانه الرئيس المسيحي الوحيد بين 22 دولة عربية مسلمة.