IMLebanon

عون في رسالته «2» بعد الأمنيّة للحريري: قصر بعبدا.. أو مؤتمر تأسيسي

عون في رسالته «2» بعد الأمنيّة للحريري: قصر بعبدا.. أو مؤتمر تأسيسي بعدما بادر جعجع في اتجاه عون للتفاهم على رئيس قطعاً للشغور ويُقابله «القائد» باستعادة رسالة 13 تشرين معكوسة.. يُنقذ الجمهوريّة

شكل التوقيت الذي اعلن خلاله رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون عن مبادرته الرئاسية، عاملاً معاكساً لانطلاقتها ودخولها جدياً محور النقاش السياسي، عدا عن كون آليتها مستحيلة الترجمة في ظل هكذا واقع من التجاذبات وتمسك فريق واسع من القوى السياسي بعدم فتح باب التعديل الدستوري لأي سبب تحسباً لئلا يكون مدخلاً الى مناقشة نظام جديد على حساب المناصفة التي يحققها اتفاق الطائف.

رسالة عون الضمنية الى رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري، بعد رسالته الامنية سابقا لاعتبار له انه مؤتمن على صيغة الطائف، كانت واضحة المضمون بأن عدم انتخابه رئيساً للجمهورية قد يدفع به لفتح باب النقاش في تعديلات الدستور، التي قد تصل الى حد تحقيق المثالثة، التي يرفضها كل فريق قوى 14 آذار ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط وبنوع خاص البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

ولكن على ما هو واضح لمصادر مسيحية قريبة من بكركي، ان مبادرة عون التي اراد منها فرض امر واقع لصالح انتخابه رئيساً، جاءت في ظل اصرار دولي واقليمي وداخلي على ضرورة انتخاب رئيس للجمهـورية، اذ داخلياً يظهر واضحا المثلث الذي يضم قوى 14 اذار، البطريرك الراعي، النائب جنبلاط والذي يطالب بقوة واستمرار بضرورة حسم ملف الاستحقاق والخروج من الفراغ القاتل، ثم ان المرشح الرئاسي لـقوى 14 آذار رئيس حزب القوات اللبنانيـة الدكـتور سمير جعجـع اقدم على مبادرة رئاسيـة في اتجـاه عون من اجل التوافق على رئيس جمـهورية للبـلاد متراجـعاً بذلك عن ترشحـه الى هذا الموقع. في خطوة تفتح بـاب الحل للحفاظ على هرميـة الدولة والموقـع المسيـحي الأول

وفي موازاة ذاته تضيف المصادر تندرج التحركات الدولية الداعمة لانتخاب رئيس للجمهورية، على غرار موقف وزير الخارجية الاميركية جون كيري بعد لقائه الحريري في باريس، في ظل اهتمام دولي وفاتيكاني للغاية ذاتها، لا بل ان العامل الاضافي في عنصر التوطين المعاكس لعون في طرحه هذا، هو ان حاجة البلاد الى رئيس مختلفة عن حساباته في هذا الظرف، في ضوء القلق الذي يتوسع يوماً بعد يوم من التحديات الامنية والتجاذبات السياسية، وهو ما يظلل عمل الحكومة في ظل توليها صلاحيات رئاسة الجهمورية بعد الشغور، لكون هذا الواقع من التعايش غير مقدر له ان يستمر ومرتقب له حسب وزراء ان ينفجر في المدى القريب، لا بل ان الحملة على مدير عام جهاز امن الدولة اللواء جورج قرعة بما قد تحمل من تداعيات «متفجرة» شكل عامل الشغور عنصراً مساعداً في تناميها، لغياب المرجعية القديرة في ما تشهده.

لذلك فان مبادرة عون حسب المصادر نفسها لن تشكل خرقاً للجمود، لكون الاولوية لا تزال في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية وهو من القادرين الى جانب جعجع من تحقيق تفاهم على رئيس يلقى بقبول القوى الاخرى، في ظل قرار الحريري بعدم«حرق اصابعه» في اختيار الاسماء الرئاسية من خارج دعمه حليفه جعجع، والثنائي الشيعي «امل» و«حزب الله» يوافقان على ما يوافق عليه حليفهما عون، في حين ان جنبلاط يتمسك بثنائية واحدة، وهي عدم تأييده عون وجعجع مع احتمال النقاش في اسماء الى جانب المرشح الرئاسي عن تكتله النائب هنري حلو.

اذ من هذه المنطلقات يدور الكلام في الاوساط السياسية المسيحية وبعضها المقرب من بكركي، ان باستطاعة عون تسهيل انتخاب رئيس توافقي للجمهورية من ضمن اسماء محددة، وهو امر لا يتطلب منه سوى استعادة ما كان اعلنه في 13 تشرين من العام 1990، عندما طلب من ضباطه وجنوده ان يلتحقوا بقيادة قائد الجيش اللبناني يومها العماد اميل لحود الذي كان يقود العملية العسكرية على قصر بعبدا. وذلك «من اجل الحفاظ على ما تبقى»، وهو موقف يشكل انقاذاً للجمهورية حالياً اذا ما استعاد الموقف ذاته وتفاهم مع القوى المؤثرة على رئيس من اجل الحفاظ او انقاذ ما تبقى من الجمهورية. لكون الرئيس الذي سيلقى موافقة للوصول الى بعبدا، سيكون حتما اقرب اليه من العماد لحود يومها.