IMLebanon

عون للجميل: انا مرشح ولن اتنازل لكني ادير المعركة وفقاً لما اراه واذا رشحتك 14 آذار لن تحصل الا على ما ناله جعجع

دخل الاستحقاق الرئاسي دائرة المراوحة، ففي الجلسة الثالثة كسابقتها غاب فيها فخامة النصاب القانوني ليقذفها الرئيس نبيه بري الى الخميس القادم والى اربعاء بعده في ظل الانقسام الحاد الذي يضرب الساحة السياسية التي ارتفع فيها منسوب التجاذبات اضافة الى دخول الاستحقاق دائرة لعبة الامم التي تصنع فيها الدول القوية الرؤساء في المنطقة ولا سيما في لبنان الذي بات جزءاً من الكباش الروسي ـ الاميركي والسعودي ـ الايراني في وقت يبدو فيه اللاعبون بأنهم في قاعة الانتظار لهبوط الوحي الذي ينتج الرئيس العتيد كما حصل في تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام وتمرير البيان الوزاري بعد مناكفات طال امدها، فوفق اوساط مسيحية لا شيء يصنع في لبنان و انما تدار فيه الامور بآلة التحكم عن بعد وأكبر دليل على ذلك ما حصل في طرابلس حيث حلت الامور بسحر ساحر بعد ما يفوق الـ20 جولة من الاقتتال، فبات قادة المحاور في عداد المطلوبين للعدالة بعدما كانوا في لحظة ما حكام الاحياء والزواريب واصحاب القرار في الفيحاء.

وتقول الاوساط نفسها ان الساحة المحلية بدأت تنزلق نحو الفراغ في شغور المنصب الاول في الجمهورية، حيث ثمة تباينات داخل فريق 14 آذار حول الحصان الذي ستتابع فيه المعركة بعدما اعلن الرئيس امين الجميل ترشحه للكرسي الاولى التي ذاق طعمها ذات يوم واذاق عهده المسيحيين حروباً لم تشف جراحها بعد، وبالاضافة الى واقع الحال في فريق 14 آذار تبدو الصورة غامضة في اروقة فريق 8 آذار حيال مرشحها للرئاسة في وقت يرى المراقبون ان الجنرال ميشال عون يجمع عليه الفريق المذكور دون الاعلان عنه على خلفية ان الجنرال يفضل ان يكون مرشحاً توافقياً في عز الانقسامات مراهناً على دور تلعبه الدوائر في صناعة الرؤساء وانه لم يطرح ترشحه خوفاً من احراق اوراقه.

وتشير الاوساط المسيحية الى ان الرئيس الجميل الذي يحلم باستعادة الجمهورية التي حكمها ذات يوم بدأ حركة اتصالات وتوجه بزيارات الى معراب ومن بعدها الى الرابية حيث اجتمع لاكثر من ساعة مع عون يراهن على اجراء تبديل في اجندة 14 آذار لجهة الترشيحات محاولاً تسويق نفسه على انه يستطيع تأمين اصوات ناخبة اكثر من التي تأمنت لانتخاب الدكتور سمير جعجع مراهناً على كتلتي بري والنائب وليد جنبلاط وقد طرح هذا الامر مع الجنرال الذي كان واضحاً معه وابلغه «انا مرشح ولن اتنازل عن هذا الامر لكني ادير المعركة وفقاً للذي انا اراه وحتى لو رشحك فريق 14 آذار لن تحصل الا على الاصوات التي نالها جعجع وربما اقل».

وتضيف الاوساط ان عون لمس في لقائه مع الجميل نوعاً من العتب على «القوات اللبنانية» على قاعدة ان الجميل اتفق مع جعجع على دعمه في الدورة الاولى على ان يتنازل له في الدورات الاخرى اذا لم يفز، ويبدو وفق الاوساط ان كل ما احيط بلقاء الجميل عون من توافق الطرفين على اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده اضافة الى الغزل بينهما امر لا يتعدى الشكليات البروتوكولية، لاسيما وانها المرة الاولى التي يزور فيها الجميل الرابية.

وتؤكد اوساط التيار البرتقالي ان الذهاب الى الفراغ يعني الاعدام بالنسبة للمسيحيين الذين هم آخر من يتذوق الطبق الرئاسي بينما الاعراف تقضي ان يكونوا صانعيه، لاسيما وان الطوائف الاخرى في البلد هي من تختار رؤساءها سواء في رئاستي مجلس النواب والحكومة، وانه في حال انزلق البلد الى الفراغ ستكون الخطوة التالية بعد شغور قصر بعبدا اسقاط «الطائف» بالاتفاق مع حلفائهم في فريق 8 آذار ولو ادى الامر الى الذهاب نحو ميثاق جديد كون «الطائف» حكّم فئة باخرى وجرم صلاحيات رئيس الجمهورية وحوله الى صورة بروتوكولية تعلق في الدوائر الرسمية وفق ما قاله الرئيس الراحل الياس الهراوي، حيث بات رأس الدولة شكلياً من حيث الصلاحيات وان اي وزير يمتلك صلاحيات تفوق بكثير صلاحيات الرئاسة الاولى وتجعل منه رئيساً على وزارته دون منازع.