IMLebanon

عون وجعجع… وجنود مريم!

استراح ربنا في اليوم السابع، والرئيس نبيه بري مستريح ايضاً رغم انه ساهر على روزنامة مواعيد انتخابية لا تستريح، ولو كانت مجرد “جلسات فالصو”، بسبب سياسة التعطيل المتعمّدة والعاملة على خطين، خط “أنا او لا أحد” الذي يمكن ان يتجاوز عدد حلقات المسلسل المكسيكي المعروف، وخط السعي لإفلاس النظام السياسي، الذي رغم كل النفي والإنكار يعمل على تعميق الفراغ او بالأحرى التفريغ، للوصول في النهاية الى إعادة كتابة الدستور وفق توازنات جديدة .

وهكذا انفضّت الجلسة النيابية الثامنة من دون انتخاب رئيس للجمهورية، ويمكن ان تنفضّ الجلسة الثمانون بلا نصاب وأعمار الطغاة قصار، ما لم ينزل الروح القدس بمواكبة من جنود مريم ويهدي النواب الأكارم الى ذلك الملهم الأوحد، الذي لا يستحق أحد غيره ان يتولى مقاليد الرئاسة، على الأقل ليكون في وسع سعد الحريري ان يحصل على الأمان وينسى قصة ” الون واي تيكيت” ويعود مطمئناً من غياب طويل وهو يبسمل ويحمدل… والله اكبر!

بإزاء كل هذا لا أصدق ان سمير جعجع طرح السؤال “ماذا تنتظرون، وما الذي سيتغيّر بعد اسبوعين” لأنه يعرف جيداً ماذا ينتظرون من الفراغ او بالأحرى ما ينتظر لبنان من الفراغ، ويعرف انه لن يتغيّر شيء ولو بعد اسابيع، إلا اذا قرر ان يسحب ترشيحه ويصعد الى الرابية برباط عنق برتقالي ملوحاً بعلم أصفر، ومصطحباً معه صديقي هنري حلو، باعتبار ان ميشال عون بقَّ كثيراً من البحص، سواء بقوله انه لا يمكنه ان يحفظ أمن الحريري اذا لم يكن رئيساً، وهذا كلام خطير يتجاوز الابتزاز الى التهديد غير المباشر، وسواء بإعلانه انه لن يترشح ما دام جعجع وحلو مرشحين، معتبراً ترشّحهما تسلية ولم نفهم كيف!

ولماذا يبشّرنا عون ان البلد ذاهب الى التدهور والى مشكلة كبيرة بين السنّة والشيعة، اذا كان يريد ان يقول لنا انه الاطفائي الوحيد القادر على منع هذا، فعلى الامم المتحدة ان تعتمده مبعوثاً الى سوريا والعراق مثلاً، ثم ان الشعور المذهبي متأجج في المنطقة، لكن العقلاء في السنّة والشيعة عندنا، وما اكثرهم،تمكنوا من منع التدهور رغم قولهم لميشال سليمان ان ينقع “اعلان بعبدا” ويشربه !

ثم كيف يقول عون انه اعطى جعجع الفرصة ليربح، هل اعطاه الفرصة بتعطيل النصاب ثماني مرات ام بالأوراق البيض ام بعدم الترشّح والتنافس، وكيف وجد ان خصومه يريدون “رئيساً يمثّل ١٪ او لا أحد” وانه يقبل بأي رئيس يمثّل ٥٪، وفي وسعه وفق قاعدة الحساب الثلاثية ان يكتشف ان الـ١٦ صوتاً لهنري حلو تساوي ١٢,٪ من اصل ١٢٨ نائباً وان الـ ٤٨ صوتاً لجعجع تساوي ٣٧,٥٪!