IMLebanon

عون يضع العربة قبل الحصان اليوم .. وداعش تعيّن أميراً لها في لبنان

«السلسلة» تنتظر الإتفاق النهائي على رفع الـTVA

عون يضع العربة قبل الحصان اليوم .. وداعش تعيّن أميراً لها في لبنان

  هل يضع النائب ميشال عون العربة أمام الحصان أم وراءه؟ وهل تتجاوز الاتصالات بين وزير التربية الياس بو صعب ورئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة أزمة الخميس الماضي حول ملفي الجامعة اللبنانية: تفريغ 1000 أستاذ وبت ملف العمداء؟ وتنجح بالتنسيق مع رئيس لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري مع رئيس المجلس النيابي ووزير المال في إنضاج توافق حول تمرير سلسلة الرتب والرواتب في أي جلسة تحدّد في الأسبوع الطالع باعتبار أن الجلسة المخصصة لسلسلة الرتب والرواتب بقيت مفتوحة من الأسبوع الماضي؟

 لا جواب من أوساط تكتل «التغيير والاصلاح» بالنسبة لما سيقوله عون في مؤتمره الصحافي اليوم، باستثناء ما نسبته قناة «المنار» الى مصادر مقربة من الرابية، من أن عون سيطرح مبادرة سياسية تشمل ثلاث نقاط هي: الانتخابات الرئاسية والانتخابات النيابية وقضية تكوين السلطة في لبنان، وما يسببه من أزمات عند كل استحقاق.

أما بالنسبة لملفي الجامعة اللبنانية، فالمعلومات الوزارية تؤكد أنهما غير مطروحين على جلسة مجلس الوزراء التي حدد الرئيس تمام سلام موعدها أمس الأول السبت، مقرونة بجدول أعمال عادي يتضمن أكثر من 55 بنداً، تطبيقاً للاتفاق الذي قضى بتوزيع جدول الأعمال قبل 96 ساعة من موعد الجلسة.

وعزت مصادر وزارية عدم إدراج موضوع الجامعة الى أنه ما زال موضع خلاف بين وزراء «التيار الوطني الحر» و«المستقبل»، وهو الخلاف الذي انفجر في جلسة الخميس الماضي، حيث تولى الوزير نبيل فريج إبلاغ المجلس باعتراض «المستقبل» على طرح تعيين العمداء وتفريغ الأساتذة.

لكن الثابت الوحيد في الحركة الدائرة في البلاد، هو إطلاق يد القوى الأمنية في ملاحقة مجموعات الانتحاريين الموزعة على «خلايا نائمة» تتحيّن الفرصة لتنفيذ المهام الموكلة إليها والمحددة بثلاث: مواجهة القوى المسلحة اللبنانية، واستهداف بيئة «حزب الله» وعناصره، وتفجير التجمعات الشيعية، بمعزل عن الخلافات السياسية أو التباينات بين مكونات الحكومة حول سلسلة الرتب والرواتب أو ملفات الجامعة اللبنانية، أو مقاربة الاستحقاق الرئاسي.

وقال مصدر مطلع لـ «اللواء» إن الخطر الارهابي ما يزال ماثلاً، لأنه مرتبط بصراع مفتوح في المنطقة، لكن لا يجوز الاستهانة بالانجازات التي تحققت على أرض مواجهته، سواء في الحرب الاستباقية التي أدت الى سقوط عدد من الانتحاريين بين قتيل ومعتقل، فضلاً عن مطاردة هؤلاء في المناطق البعيدة، حيث يجري تدريبهم وإعدادهم.

وأشار المصدر الى أنه من النجاحات التي تحققت فكفكة آلية تحرك هؤلاء، سواء عبر الكشف عن أميرهم في لبنان عبد السلام الأردني وعلاقته بالإرهابي المتواري عن الأنظار منذر الحسن، أو إقامة معسكر لتدريبهم في منطقة بين سوريا وتركيا، عبر تلقين هؤلاء معلومات عسكرية وأفكاراً «جهادية»، وتكوين الخلايا على طريقة مجموعات عنقودية لا تعرف بعضها البعض، ويربط بين أنشطتها أشخاص محددين على صلة بالأمير المكلف، حيث كشف النقاب عن أن «داعش» عيّنت لها أميراً في لبنان هو الأردني، وأن المهمة الأساسية ليست إرسال مقاتلين لبنانيين الى سوريا، مثلما كان يحصل في السابق، بل تأمين إنتحاريين لتنفيذ مهام محددة على الساحة اللبنانية، من تفجير سيارات وتخريب منشآت واغتيال شخصيات في بيئة «حزب الله».

وعلمت «اللواء» من مصادر أمنية أن الأجهزة تتجه الى مطالبة الانتربول الدولي تزويدها بأسماء الأشخاص المطلوبين على لوائحه، وفي بلدانهم أيضاً لاتخاذ ما يلزم من اجراءات في مطار بيروت الدولي وعلى المعابر لمنع وصولهم الى لبنان.

وتوقعت المصادر أن تكون جرت اتصالات مع تركيا للتعاون الأمني معها، على صعيد التدقيق في حركة الأشخاص المشبوهين والذين يتنقلون من مطارات تركيا الى بيروت.

وفي هذا السياق، طلبت الجهات الأمنية المسؤولة من شخصيات نيابية ووزارية اتخاذ أقصى درجات الحيطة، وتجنب التحركات في الأماكن غير الضرورية خشية استهدافهم بعمليات انتحارية.

وتبعاً لذلك، أعلنت حركة «امل» إلغاء افطاراتها في كل لبنان نظراً للأوضاع العامة في البلاد والظروف الأمنية المستجدة على الساحة الداخلية، وحفاظاً على سلامة المجتمعين، علماً أن جمعيات خيرية شيعية أخرى كانت أعلنت، وفقاً لما أشارت إليه «اللواء» أمس الأوّل، عن إلغاء افطاراتها للسبب عينه.

وكانت معلومات قد كشفت بأن الموقوف السعودي عبدالرحمن الشنيعي، وهو الذي بقي حياً، أثناء مداهمة فندق «دي روي» في الروشة، قد اعترف أن تفجير مطعم «الساحة» في الضاحية الجنوبية كان سيتم على مرحلتين: الاولى بحزام ناسف، والثانية تليها بسيارة مفخخة بعد أن تكون النّاس قد تجمعت خارجاً وحضرت فرق الاسعاف.

وأوضحت أن الشنيعي اعترف أيضاً انه لم يكن لديه أي مخطط لاطلاق الرصاص على رواد المطعم، لافتة إلى أن المحققين يعانون مع الشنيعي في مسألة الرؤوس المدبرة، فهو لا يعرف من يديره، ومن هم زملاؤه، ولا فكرة لديه عن الشبكة العنكبوتية التي توصل المخططين بالمنفذين.

لكن اللافت انه (أي الشنيعي) لدى سؤاله عن سبب عدم تفجير نفسه أجاب المحققين: «الحياة ليست رخيصة؟!».

مبادرة عون وجنبلاط

 في باريس

 على المسار السياسي، وفيما الترقب سيّد الموقف، يحاول «التيار الوطني الحر» من خلال مبادرة رئيسه اليوم، إعادة خلط الوقائع السياسية، عبر اقتراح السير باجراء الانتخابات النيابية أولاً وتقديم موعدها، ثم ادخال تعديلات دستورية في المجلس الجديد لتجنب الأزمات عند كل استحقاق، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بصلاحيات تمكنه ان يحكم.

وبانتظار ما سيقوله النائب عون، فان الأنظار السياسية تتجه في جانب منها إلى استقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي غادر إلى باريس أمس، في سياق ترويج ترشيح عضو كتلته النائب هنري حلو، حسب عضو كتلته النائب انطوان سعد الذي أكّد لـ «اللواء» أن جنبلاط جدي في مواصلة ترشيح حلو، وانه مستمر في السير بهذا الترشيح حتى النهاية، متوقعاً أن يجدد هذا الموقف امام الرئيس الفرنسي بعد أن أكده في لقائه الاخير مع الرئيس سعد الحريري.

وأشار سعد إلى أن الاستحقاق الرئاسي سيشكل محور محادثات جنبلاط في باريس، لا سيما وانه من المنادين بأهمية اجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات النيابية، لافتاً إلى أن التطورات الأمنية الأخيرة ستحتل بدورها حيزاً من هذه المباحثات.

وإذ وصف تحرك جنبلاط بالمهم، أعلن انه (أي جنبلاط) لن يتوانى عن بذل الجهود التي تصب في انتخاب رئيس للبلد في أسرع وقت ممكن، من دون أن يستبعد أن تكون الجلسة النيابية المقبلة والمخصصة لانتخاب الرئيس العتيد يوم الأربعاء المقبل، كسابقاتها. مشيراً الى ان مقولة عون «أنا أو لا احد» تحول دون حضور هذا الاخير جلسات مجلس النواب، وبالتالي تعطيل انتخاب الرئيس.

إضراب الأساتذة والسلسلة

 في غضون ذلك، وبينما أعلنت الهيئة التنفيذية لرابطة أساتذة الجامعة اللبنانية الإضراب طيلة أيام الأسبوع الطالع والامتناع عن تصحيح الامتحانات، أعادت هيئة التنسيق النقابية التذكير بالإضراب الذي تنفذه يومي الثلاثاء والاربعاء في 1 و2 تموز المقبل، من خلال اقفال الوزارات والسرايات الحكومية والإدارات والمؤسسات العامة، ودعت الاهالي وطلاب الشهادات الرسمية لحضور اللقاءات المشتركة مع الأساتذة والمعلمين في المدارس الرسمية والخاصة من أجل الضغط على المسؤولين لمتابعة ملف سلسلة الرتب والرواتب، وحمّلت مسؤولية استمرار مقاطعة أسس التصحيح وتصحيح الامتحانات الرسمية الى جميع النواب المسؤولين عن عدم إقرار الحقوق في السلسلة وعن تعطيل الجلسات النيابية.

تجدر الإشارة إلى أن تحديد موعد جديد لجلسة السلسلة ينتظر تفاهماً لم يتبلور بعد مع كتلة «المستقبل» حول رفع الضريبة على القيمة المضافة T.V.Aنقطة واحدة، بعد ان يتم تحديد السلع التي يمكن أن تطالها هذه الضريبة.

مصافحة

 إلى ذلك، استوقف أنظار المراقبين المصافحة التي تمت بين الرئيس السنيورة والمفتي الشيخ محمد رشيد قباني، أثناء تأدية الصلاة على جثمان الرئيس الراحل رشيد الصلح، الذي شيع السبت إلى مثواه الأخير في مسجد الامام الأوزاعي، في مأتم رسمي وشعبي، شارك فيه الرؤساء سلام ونجيب ميقاتي والسنيورة، وأم الصلاة على الجثمان المفتي قباني.

وقبل الصلاة، تقدم المفتي قباني وصافح الرؤساء الثلاثة، وبينهم الرئيس السنيورة، من دون أن ينبس الأخير بأي كلمة، لكن المراقبين تساءلوا عما اذا كانت هذه المصافحة ستسهم في تسهيل انتخاب مفتٍ جديد خلفاً للمفتي الحالي الذي تنتهي ولايته في منتصف شهر أيلول المقبل، وهو كان حدد موعداً لهذا الانتخاب في 30 آب المقبل رغم اعتراض رؤساء الحكومة علىهذه الخطوة، على اعتبار ان المجلس الشرعي الذي عينه المفتي غير شرعي وغير قانوني.