اليوم هو الاول من آب الذي يصادف العيد الـ 69 للجيش اللبناني الذي ينخرط في مهمات حفظ الامن من الحدود الشرقية للبنان مع سوريا الى الحدود الجنوبية مع اسرائيل وما بين الحدود في سائر المناطق اللبنانية وسط ظروف شديدة الدقة وعالية الخطورة . وما يميز المناسبة سلبا هذه السنة ان الاحتفال المركزي بتقليد الضباط المتخرجين من المدرسة الحربية سيوفهم لن يقام في الملعب الاخضر في الفياضية نظرا الى شغور منصب رئيس الجمهورية وغياب السلطات الرسمية، وسيستعاض عن الاحتفال المركزي بتوزيع السيوف بمرسوم ترقية نحو 280 تلميذا ضابطا الى رتبة ملازم.
في غضون ذلك وعلى رغم عودة ملامح التصعيد في الحركة النقابية والتربوية التي برزت في اعلان هيئة التنسيق النقابية موعدا جديدا للاضراب والاعتصام في السادس من آب الجاري عكست الوتيرة الكثيفة والمتواصلة للمشاورات والاجتماعات بين ممثلي كتل نيابية رئيسية سعيا الى توافق على صيغة متوازنة لسلسلة الرتب والرواتب تصميما ثابتا هذه المرة على قفل الملف المزمن للسلسلة في وقت قريب بما يحدث انفراجا اجتماعيا وسياسيا يؤمل ان ينسحب على ملفات واستحقاقات اخرى .
وعلمت “النهار” ان هناك اهتماما بايجاد الظروف المؤاتية لاقرار سلسلة الرتب والرواتب في أقرب فرصة .ولفتت اوساط متابعة الى ان دخول الحزب التقدمي الاشتراكي على خط الاتصالات، وهو الطرف الذي جاهر سابقا بمعارضة السلسلة، يعني ان هناك ارادة قوية وراء المساعي الجارية لانضاج تسوية. وتلقت هذه الاوساط رغبة من الهيئات الاقتصادية في ايجاد مخرج يؤدي الى انهاء البحث في الموضوع، خصوصا أن الوضع الراهن ينعكس سلبا على مجمل الاوضاع الاقتصادية ويضغط على موارد القطاع الخاص الذي يعاني أصلا صعوبات تتصل بالاوضاع الراهنة. وكشفت عن اتصالات حثيثة يقودها النائب وليد جنبلاط مع “حزب الله” و”أمل” و”المستقبل” لترتيب نهائي للموارد التي تغطي تكاليف السلسلة بعد خفض سقفها بالتوازي مع فصل الموضوع عن التوظيف السياسي الذي وقع فيه جميع الاطراف.
وذهب عضو كتلة “المستقبل” النائب جمال الجراح المشارك في فريق الاتصالات الجارية في شأن السلسلة الى القول مساء امس إنه خلال الساعات الـ 24 المقبلة “ستحصل سلسلة اجتماعات ومن المفترض ونأمل ان نتوصل الى اتفاق ونذهب الى الهيئة العامة لاقرار السلسلة ونغلق الملف”. وأوضح ان الاجتماعات بين وزير المال علي حسن خليل و”المستقبل” والاشتراكي تناقش ثلاث نقاط هي مدى خفض أرقام السلسلة (10 او 15 في المئة) والضريبة على القيمة المضافة والتقسيط على مدى سنتين وان الهدف هو “ان نصل الى توازن بين النفقات والواردات وان تكون هناك اصلاحات وألا يكون هناك تأثير سلبي على الاقتصاد والمالية العامة”.
بيد ان الاجتماع الذي عقده وزير التربية الياس بو صعب وهيئة التنسيق النقابية امس لم يفض الى نتائج ايجابية على رغم اطلاع الوزير الهيئة على أجواء المشاورات الجارية بين الكتل النيابية عقب زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعلمت “النهار” ان اجتماعا مسائيا آخر عقد امس بين الرئيس فؤاد السنيورة ووزير المال والوزير وائل ابو فاعور لاستكمال البحث في النقاط الثلاث . وأفاد مصدر قريب من المجتمعين ان كل طرف قدم اقتراحات واتفق على العودة الى الاجتماع بعد يومين لاستكمال النقاش في هذه الاقتراحات التي طرحت ووصف النقاش الذي جرى امس بأنه كان ايجابيا.
وفيما دعا وزير التربية هيئة التنسيق النقابية الى “وقفة ايجابية مع التلامذة ما دامت المشاورات بين القوى ايجابية في شأن السلسلة” عاد وأبلغها ان “الوقت ما عاد يتيح الانتظار اذا وصلت الامور الى طريق مسدود”، لافتا الى انه سينتظر ثلاثة ايام ليعلن خطواته لتمكين التلامذة من دخول الجامعات كحل موقت. ولم تبدل الهيئة موقفها اذ جددت التمسك بمطالبها المعروفة معلنة الاضراب والاعتصام في السادس من آب.
التمديد؟
في غضون ذلك أبلغ مصدر وزاري”النهار” ان الافكار عن استحقاق الرئاسة الاولى تراجعت الى المرتبة الثانية، فيما يتصدّر الاهتمام حاليا موضوع تمديد ولاية مجلس النواب. وقال إن هناك اتفاقا بين القوى الرئيسية في مجلس النواب على انجاز تمديد جديد لولاية المجلس ستتضح معالمه قريبا، فيما هناك ايعاز من طرف نيابي بارز الى جهات مختصة لاعداد مشروع للتمديد سيطرح للنقاش على جميع الاطراف.
بري
لكن الرئيس بري قال لزواره مساء امس إن “أحدا لم يفاتحه بموضوع التمديد للمجلس ولا يسمح لاحد بمفاتحته به”، مشيرا الى ان بعضهم طرح معه هذا الموضوع قبل نحو شهر وأجابه “انه لا يريد التحدث فيه وان الاولوية هي لرئاسة الجمهورية فالمرة الاولى والثانية والعاشرة هي للرئاسة”. كما نفى بري ان يكون النائب جنبلاط طرح الموضوع معه “فهذا كلام مغرض ومن يسوقه هو من يسعى الى التمديد ويريده ويريد اتهامنا به. فالانتخابات النيابية ليست استحقاقا داهما ووزارة الداخلية تقوم بعملها كما لو ان الانتخابات ستحصل غدا والانتخابات يجب ان تجرى في ظل انتخاب رئيس”، لكنه لفت الى ان لا جديد على صعيد الرئاسة “وقلت للبطريرك الراعي ان عقد جلسات متتالية من دون تأمين انتخاب الرئيس يضر بسمعة المجلس ولا يؤدي الى النتيجة المطلوبة. والمطلوب ضغوط داخلية لاتمام هذا الاستحقاق”. كما لفت الى ان هناك “تفاهما مع وليد بك” لم يفصح عن مضمونه.