IMLebanon

غبطة البطريرك إعقِدْ مؤتمرك

الرئاسة بلا رئيس والقصر بلا سيّد، والسيّاد عبيد، والعبيد أنجاسٌ ومناكيد.

والإستحقاق الرئاسي ليس مستحقاً بعد، ولا مستأهلاً أن يدخل تحت سقف بيت الشرعية… والتمثيل الماروني صبّيٌ قاصر وعليه وصيّان شرعيان.

الراعي الصالح يناشد من بكركي النواب لتأدية واجب الإنتخاب، كأنما هو يصرخ في البريّة فتردّد الأودية الصدى وليس من يسمع.

والمجلس النيابي، فقَدَ حاسة السمع وحاسة البصر وحاسة الحسّ وسائر الحواس الخمس، ولا يزال البطريرك يصلّي ويصلّب بالأصابع المارونية الخمس لعلهم يسمعون… وكلما ارتفع الصوت تعمّق الصمت، فيما الإستحقاق يبقى مادة للإستهلاك ومادة للتسويف ومادة للتسويق، وعلى ثيابه لا عليه يقترعون.

إيها الجالس على كرسي مجد لبنان، لا تجعل الكرسيّ الأول في لبنان شاغراً… وبدل مناشدة المحنَّطين وقرْعِ الطبول على الاذان الصّماء، أدعوك الى عقد مؤتمر ماروني، فإن فعلتَ سقطَتْ أمامك شعوذات الهنود الحمر في لبنان وسائر المشرق.

فادعُ إذاً الى مؤتمرك: رؤساء الجمهورية السابقين، والوزراء والنواب الموارنة الحاليين والسابقين، ورؤساء الأحزاب المارونية ورؤساء الرابطة والمجلس والإنتشار، وليكن هذا المؤتمر هيئة إنتخابية يكون الفائز الأول والثاني فيه مرشحيْنِ أمام المجلس النيابي لاختيار أحدهما.

بهذا تُحرج القيادات المارونية فتخرج من دائرة الشك ومن دهاليز الحرب الباردة، حتى إذا كان هناك حقاً جنْسٌ ماروني عاطل فقد ينكشف ويتحمل مسؤولية التعطيل ولن يكون حسابه التاريخي والشعبي إلّا عسيراً.

وهذا المؤتمر أيها السيد يُحرجُ القوى السياسية الأخرى حيال قرار ماروني موحد طالما همْ دعوا إليه للموافقة عليه، ويحرج المرجعيات الإقليمية والدولية التي تربط الإستحقاق اللبناني بجنّة الربيع العربي التي تجري من تحتها أنهار الدم، وينأى بالكرسي الشاغر عن الحرب الدائرة في بركان الشرق الأوسط ما بين الأنظمة والتنظيمات، والإرهاب والأصوليات، وفتوحات «داعش» في العراق والشام، والصراع التاريخي على الخلافة، ومعركة «الجَمَل» وخطة معاوية في استهداف أهل البيت.

عفوك أيها السيد البطريرك إنْ أنا تعمَّدْتُ مخاطبتك بواسطة الإعلام، وحسْبي في ذلك أن يكون هذا الطرح ناقوساً لسامعي الصوت بأن بكركي لم تعدم الحلول الحاسمة لإحقاق حقٍّ، قد يضيع إذا كان وراءه مطالب لا يملك إلا سلاح المناشدة.