غزة تقاتل وتستشهد ولن ترفع أعلامها البيضاء، وتكتب بصمودها وصواريخها البداية لزوال دولة اسرائيل واستعادة كل فلسطين، حيث المأزق اسرائيلي وبامتياز والعدو عاجز لليوم السادس عشر من حربه المجنونة عن «ليّ» ذراع المقاومة ومقاتليها وصمود اهلها الاسطوري ودماء اطفالها، وما زالت صواريخ القسام وسرايا القدس وابو علي مصطفى وكل الفصائل الفلسطينية تدك كل اراضي فلسطين المحتلة في صورة ولا ابهى مكملة انتصار تموز لتحدث تحولا نوعيا وتاريخيا في الصراع العربي – الاسرائيلي، يشكل البداية لزوال هذه الدولة العنصرية التي زرعها الاستعمار في قلب جسدنا العربي.
التضحيات قدر الشعوب المناضلة، والانتصارات واستعادة الارض والحفاظ على الشرف والعرض لا تأتي الا بالتضحيات والدماء، وهذا هو قدر كل الشعوب التي نالت استقلالها وحريتها، والشعب الفلسطيني يكتب اليوم صفحة جديدة من صفحات نضاله المشرفة منذ العام 1948 لاسترداد ارضه وحماية امنه، ومستقبله وحاضره وماضيه.
غزة تكتب اليوم مسارا جديدا، تكتب اليوم البدايات للشرق العربي الجديد على انقاض الشرق الاوسط الجديد، ولكن علينا الحذر من التسويات المشبوهة، وعلينا التمسك بكل شروطنا، فاسرائيل في المأزق اليوم وهي عاجزة عن احتلال غزة والسقوط في رمالها، فعلينا العمل لعدم اخراجها من مأزقها، فاسرائيل بالاساس لم تعرف كيف تركت غزة وهربت من غزة للتخفيف من ازماتها وللخروج من مأزقها. وبالتالي يجب الا تكون اي تسوية على حساب دماء الشعب الفلسطيني، فالوفاء يكون بالحفاظ على دمائهم واجبار العدو على المزيد من التنازلات. الصواريخ صنعت توازن الرعب ويجب ان تكون اي تسوية على قدر امال ما حققته الصواريخ وتضحيات الشهداء.
اما الذين يناشدون العرب للتحرك، فيجب عدم انتظار اي شيء من الحكام العرب الغارقين في ملذاتهم والذين حتى اليوم يغطون العدوان الاسرائيلي، ولكن ما يصيب القلب بالحزن والاسى هو منظر الشعوب العربية التي لم تحرك ساكنا، بل للاسف رأيناها تنزل بالملايين لمزاعم اصلاحية وحريات وما شابه لتزيد من الانقسامات، بينما غابت هذه لمشاهد عن قضية فلسطين وشعبها فيما التحية لكل الذين نزلوا في دول اوروبا دفاعا عن فلسطين وقضيتها.
فلسطين هي الاساس، ومحور كل القضايا ومن دون فلسطين لا قيمة لاي اصلاح او حرية او ما شابه. اسرائيل تكتب الان بداية نهايتها في غزة وهي اصلا غير قادرة على خوض الحروب الطويلة، واكبر تجربة انها هي من بادر الى الطلب لوقف النار في حرب تموز وهي تبادر ايضا الى طلب وقف النار في غزة وتستجدي حلفاءها لاخراجها من الورطة. معادلة طرحها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وستبصر النور قريبا «جيلنا سيشهد تحرير فلسطين، والايام ستثبت ذلك».
على صعيد آخر، اعلنت مصادر إسرائيلية إن ثمانية جنود إسرائيليين قتلوا في عمليتين منفصلتين بقطاع غزة، في حين أفاد متحدث باسم لجان المقاومة الفلسطينية بمقتل أكثر من عشرة جنود إسرائيليين في غزة.
بينما أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن إصابة 26 جنديا بعملية تسلل خلف خطوط قوات الاحتلال، وتدمير آليات عسكرية، وإطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب والقدس.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في بيان على موقعها الإلكتروني مسؤوليتها عن عملية «إنزال خلف خطوط العدو» شرق بيت حانون، وقالت «إن مجاهدينا من ميدان المعركة بعد التواصل معهم أكدوا تدمير جيب عسكري بشكل كامل» مؤكدة أن الاشتباكات لا تزال مستمرة. وقالت كتائب القسام في بيان إنها دمرت دبابة إسرائيلية، واستهدفت قوة من جيش الاحتلال بعبوة ناسفة في القطاع.
من جهتها، أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن جنودا إسرائيليين «أصيبوا» في تبادل إطلاق النار، دون توضيح ما إذا كان الأمر يتعلق بجرحى أو قتلى.
وأعلنت الكتائب أنها أصابت 26 جنديا ، بينهم أربعة في حالة خطيرة بعملية خلف خطوط القوات الإسرائيلية شرق غزة، كما استهدفت ناقلة جند شرق حي التفاح شرق غزة.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال أن قواته قتلت عشرة فلسطينيين على الأقل تسللوا عبر نفقين من قطاع غزة إلى جنوب إسرائيل لتنفيذ هجوم.وأكدت متحدثة باسم الجيش أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على واحدة من المجموعتين، في حين فتح الجنود الإسرائيليون النار على الأخرى ما أسفر عن مصرع عشرة مقاتلين على الاٌقل.
وعلى صعيد متصل، أعلنت المقاومة عن إطلاق18 صاروخا باتجاه تل أبيب وضواحيها ومنطقة بيت شميس جنوب القدس، وقالت كتائب القسام إنها قصفت أسدود بـ15 صاروخا، في حين دوت صفارات الإنذار في عسقلان
كما اعلنت كتائب القسام قصف حيفا بصاروخ R160 ردا على «المجازر» في حي الشجاعية.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية في المقابل حالة الإنذار بالمدن القريبة من قطاع غزة خوفا من عمليات التسلل والصواريخ، ودعت السكان لعدم مغادرة منازلهم، بينما تقوم قوات بتمشيط المنطقة وإغلاق عدة شوارع رئيسية.
وكانت وسائل اعلام اسرائيلية افادت عن سقوط صاروخ بالقرب من الوزيرة تسيبي ليفني خلال زيارتها الى مستوطنة شاعر هنيغيف في النقب الغربي.
الى ذلك كشفت مصادر مطلعة داخل إسرائيل أن جيش الاحتلال يرجح أن الجندي الذي قالت المقاومة الفلسطينية إنها أسرته ربما يكون عبارة عن نصف جثة لجندي مفقود منذ الأحد. ونفى الجيش الإسرائيلي أن يكون الجندي قد أُسر كما تقول كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة حما مكتفيا بتعقيب مقتضب بأن الأمر «قيد الفحص».
وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية – فضلت حجب هويتها – أن هناك بعض أشلاء جثة جندي مفقود منذ الأمس، لكن الرقابة العسكرية تحظر نشر أي معلومة حول ذلك، بينما يرفض الجيش التطرق لهذه المسألة.
وتعج منتديات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية بمعلومات عن وقوع جندي إسرائيلي بأسر المقاومة في قطاع غزة مما يدفع مصادر سياسية وعسكريةللاستمرار في التحذير مما تصفها بأنها «شائعات شريرة».
وحتى الآن تكتفي وسائل الإعلام الإسرائيلية بنقل بيان كتائب عز الدين القسام حول أسر جندي إسرائيلي في غزة أمس يدعى أورون شاؤل، مكتفية بنقل رد الجيش بأنه يفحص المزاعم.
ويُستَدَل من فحص سجلات الأنفس التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية أن الجندي المذكور يقيم في مستوطنة بوريا في منطقة الناصرة.
وقد أُزيلت صفحته على فيسبوك ، ولم يعرف بعد هل ورد اسمه في لائحة القتلى، لأن الجيش حتى الآن لم يكشف هوية جميع قتلاه، فيما تشيد صفحات على فيسبوك لإسرائيليين بالجندي المفقود وببطولته، دون توضيح ماذا جرى له.
ولم ينف المعلق العسكري للقناة العاشرة، ألون بن دافيد المقرب من الأجهزة الأمنية ليلة أمس هذه المعلومة الهامة. وقال إنه تلقى جوابا موجزا جدا من الجيش بأنه يفحص هذه الشائعات.
وزارة الخارجية الأميركية قالت إن أميركيين اثنين كانا من بين الجنود الإسرائيليين الـ13 الذين قتلوا في مواجهات مع المقاومة في قطاع غزة أمس الأحد، وشارك الجنديان في العدوان الإسرائيلي ضمن لواء غولاني. وأوضحت رسالة بعث بها الاتحاد اليهودي لمنطقة لوس أنجلس الكبرى لقائمته عبر البريد الإلكتروني أن ماكس شتينبرغ، وهو من سان فرناندو فالي بولاية كاليفورنيا، كان قناصا في لواء غولاني في الجيش الإسرائيلي. وقالت صحيفة هيوستون كرونيكل إن نسيم شين كارميلي من جزيرة ساوث بادر بولاية تكساس كان يقاتل أيضا في لواء غولاني، وأكدت الخارجية الأميركية مقتل الشخصين، وقالت إن كليهما مواطن أميركي.
كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مدير مستشفى إسرائيلي في بئر السبع قوله إن 150 جنديا جريحا وصلوا المستشفى منذ الخميس الماضي، وقالت كتائب القسام من جهتها إنها أصابت فجر امس الاثنين 26 جنديا إسرائيليا في معارك شرق غزة وإن أربعة منهم جرحهم خطيرة.
سياسيا أشار الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين الى انه «يجب علينا ان ننتصر في هذه الحرب لان حركة «حماس» تدمر اسرائيل». فيما لفت وزير الشؤون الاستخباراتية الإسرائيلي يوفال شتاينتز، ووزير الاتصالات جلعاد اردان الى أن «السلطات الاسرائيلية تستعد لعملية تمتد لفترة طويلة».
في سياق متصل، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان «الدم الفلسطيني الذي يراق هو الأغلى، ويجب وقف إراقة الدماء الفلسطينية أولاً وقبل كل شيء»، مشدداً على ان «المبادرة المصرية هي الجدية الوحيدة المطروحة على الطاولة ولا يوجد غيرها مبادرات». وأضاف عباس في حديث صحفي، «نحن تمنينا على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القيام بمبادرة توقف شلال الدم في غزة».
نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية لفت ، الى ان «المقاومة تثبت أن غزة هي مقبرة للاحتلال»، مضيفا ان «الحرب البرية تؤكد فشل العدوان الجوي على القطاع وان هذا العدو يمعن في ارهابه». واكد هنية في مؤتمر صحفي، ان «مجازر الاحتلال لا يمكن ان نغمض اعيننا عنها»، معتبرا ان «صمت العالم على هذا المحتل و عدم سحب قادته الى المحاكم الدولية شجع هذا العدو على عدوانه». واشار هنية الى «اننا ما زلنا نرحب بكل تحرك جاد ومخلص لوقف العدوان». ولفت هنية الى ان «مطالبنا هي رفع الحصار وضمان عدم تكرار العدوان»، مشيرا الى ان «غزة قررت أن تنهي هذا الحصار بدمها ومقاومتها»، داعيا كل شعوب العالم الى ان «تقف الى جانب غزة ومطالبنا»، مضيفا «شعبنا الفلسطيني قرر ان ينهي هذا الاحتلال وان تكون حريته بيده».
في غضون ذلك وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى مصر لبحث الوضع في قطاع غزة حيث قتل اكثر من 520 فلسطينيا في خلال اسبوعين جراء الهجوم الاسرائيلي بحسب مسؤولين في مطار القاهرة.
وفي اطار جولة في الشرق الاوسط تهدف الى وضع حد للنزاع بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، سيلتقي الامين العام للامم المتحدة وزير الخارجية المصري سامح شكري فيما ينتظر وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى العاصمة المصرية.
الرئيس الاميركي باراك اوباما أعلن ان وزير الخارجية جون كيري سيضغط من اجل وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة لدى وصوله في وقت متأخر الاثنين الى القاهرة. وقال اوباما في البيت الابيض «ان اسرائيل الحقت اضرارا كبيرة بالبنى التحتية لحركة حماس الارهابية في غزة»، مضيفا انه ارسل وزير خارجيته الى المنطقة لكي «يضغط من اجل وقف الاعمال العدائية على الفور».
وشدد الرئيس الأمريكي على أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الصاروخية التي يطلقها نشطاء حماس، لكنه أضاف أن لديه مخاوف كبيرة بشأن تزايد عدد القتلى من المدنيين جراء المواجهة.
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعلن انه «لا بد من بذل كل الجهود الممكنة لانهاء معاناة السكان المدنيين في غزة على الفور». واضاف الاليزيه في بيان اعقب اتصالا هاتفيا بين هولاند والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الاخير اطلع الرئيس الفرنسي «على تفاصيل الجهود التي يقوم بها حاليا في الشرق الاوسط مع مجمل الشركاء والاطراف المعنيين توصلا الى وقف لاطلاق النار في اسرع وقت، ثم ايجاد حل للازمة».
واضاف البيان ان رئيس الجمهورية «قدم له كل الدعم في هذه المبادرة».
الى ذلك جدّدت الحكومة الالمانية موقفها الداعم لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها بصدد المعارك الدائرة في غزة وعلى اطرافها بين الجيش الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وزارة الخارجية الصينية أكدت دعمها للمبادرة المصرية بشأن وقف اطلاق النار في غزة، مطالبة اسرائيل بـ«وقف عدوانها على غزة ورفع الحصار عن القطاع».
وزير الخارجية المصري سامح شكر» نفى وجود أي بنود سرية للمبادرة المصرية أو أوراق أخرى غير الورقة التي أعلنتها القاهرة في 14 الجاري»، مشيراً إلى أن «كل ما يردده بعض قيادات «حماس» عن وجود بنود أخرى تتعلق بنزع سلاح الحركة عار تماماً من الصحة، وهو محض كذب وهراء، ولا يعبر عن الدور التاريخي الذي تؤديه مصر من أجل القضية الفلسطينية».
وأضاف شكري في حديث صحفي أن «مصر تواصلت مع عدد من قيادات «حماس» قبل إطلاق المبادرة»، موضحاً أن «ضغوطاً مورست على الحركة لاتخاذ قرار برفض المبادرة»، مؤكداً أن «فرض السيادة المصرية على معبر رفح أمر لا تقبل مصر طرحه على طاولة النقاش مهما كانت العواقب».
انسانيا أعلن وزير الصحة الإيراني، حسن هاشمي، استعداد المستشفيات في بلاده لاستقبال المصابين الفلسطينيين جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
واعتبر هاشمي في بيان له، ان «عدم اكتراث المنظمات الدولية بإيقاف الهجمات علي غزة، والتقصير في إمداد وإسعاف الأهالي العزل، يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان».
وأشار هاشمي، الى أن «إغلاق طرق إرسال المساعدات الغذائية والأدوية والهجمات المتكررة علي المسعفين والمراكز العلاجية وعربات الإسعاف ومنع خروج المرضي عبر ممر رفح للعلاج أدى الي مقتل وإصابة العديد من الأطفال والنساء والأبرياء في غزة».