عيد الفطر، يعيشه اهالي قطاع غزة بالدم في ظل عدوان شرس يستهدف الصغار والكبار، والذين يواجهون باللحم الحي أعتى الآلات العسكرية حداثة وفتكاً على وجه الارض.
غزة لا تزال في عين الاعصار الصهيوني، العدو لم يلتزم بالتهدئة التي توافقت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية مع الامم المتحدة لمدة اربع وعشرين ساعة. اعتباراً من الثانية من بعد ظهر امس، وواصل عدوانه الجوي والبري على مختلف انحاء قطاع غزة مستهدفاً بآلته قتل السكان المدنيين.
«التهدئة الانسانية» كما اسمتها حركة حماس «استجابة لطلب الامم المتحدة ومراعاة لاوضاع شعبنا واجواء العيد» كما جاء في بيانها، لم تغيّر المعادلة عملياً في الميدان، اذ استمر العدوان الاسرائيلي على القطــاع حتى ان بنــيامين نتــنياهو سارع الى تبرير الاعتداءات على الفلسطينيين بالحديث عن عمليات تفكيك شبكة الانفاق وتدمير مخزون الصواريخ.
هذا وافادت القناة الثانية الاسرائيلية عن «حالة تخبط في المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر بين انهاء العملية العسكرية بنهاية الاسبوع الجاري او توسيع العملية البرية في قطاع غزة».
كما يعيش المجتمع الاسرائيلي حالة من الخوف والرعب فخرج آلاف المتظاهرين يطالبون بوقف العدوان رافعين شعارات : «اطلقوا سراح غزة … دعوهم يعيشون».
كيف كانت تطورات الوضع الامني امس؟
لم تكد مهلة التهدئة التي استمرت اثنتي عشرة ساعة تنتهى حتى عاودت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها واعتداءاتها على الفلسطينيين في قطاع غزة موقعة المزيد من الشهداء والجرحى.
وارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا امس جراء تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي المدفعي والجوي الذي استهدف مناطق مختلفة من القطاع إلى 11 فلسطينيا وأصيب آخرون.
ونقلت وكالة «معا الفلسطينية» عن أشرف القدرة المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ الفلسطينية في غزة قوله إن فلسطينيين اثنين استشهدا بينما أصيب ثلاثة آخرون بينهم مسنة في القصف الجوي لطائرات الاحتلال الذي استهدف أرضا بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأوضح القدرة أن شابا يدعى عصام عبد الكريم أبو سعادة يبلغ من العمر 24 عاما استهدف في منطقة الزنة شرق عبسان بخان يونس جنوب القطاع ما أدى إلى استشهاده إضافة إلى استشهاد الفلسطيني حازم فايز أبو شمالة بعد استهدافه في بلدة عبسان الكبيرة.
وكانت طائرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت صاروخا على دراجة نارية في النصيرات ما أدى إلى استشهاد من عليها. وأشار القدرة إلى استشهاد فلسطيني آخر في منطقة الزنة جنوب القطاع إضافة إلى استشهاد فلسطيني آخر مجهول الهوية في قصف الاحتلال الإسرائيلي على خان يونس.
كما استشهد فلسطينيان شرق المنطقة الوسطى إثر إطلاق مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قذائفها بكثافة على المناطق الشرقية الحدودية للقطاع.
بدورها ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن فلسطينيا استشهد في قصف جديد لقوات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة استهدف الليلة الماضية تجمعا لمدنيين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. فيما أعلنت مصادر طبية استشهاد الطفل فادي بركة متأثرا بجراحه في المستشفيات المصرية إضافة إلى استشهاد فلسطينيين اثنين أحدهما امرأة تبلغ من العمر 23 عاما متأثرين بجراحهما فجر أمس في مستشفيات غزة. كما استشهدت سيدة فلسطينية في قصف جوي لقوات الاحتلال على منزل غرب مدينة غزة.
وقال القدرة إن المواطنة جليلة فرج عياد استشهدت وأصيب نجلها بجراح حرجة جدا جراء استهداف منزلهما. وبسقوط هؤلاء الضحايا الجدد يرتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل عليه إلى 1060 شهيدا وعدد المصابين إلى أكثر من 6000 جريح أغلبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
إلى ذلك جددت قوات الاحتلال قصفها المدفعي لأراضي ومنازل الفلسطينيين شرق رفح وغزة ووسط القطاع وبيت حانون شمالا حيث تسمع في أنحاء مختلفة من القطاع أصوات القذائف المدفعية كما تسمع أصوات الانفجارات وخاصة في أحياء الشعف والزيتون والشجاعية والتفاح إضافة إلى قصف المقبرة الشرقية.
هذا وواصل العدو قصفه لقطاع غزة خصوصاً مناطق شمال وشرق قطاع غزة كمنطقة الشجاعية. واستشهد أربعة فلسطينيين، في تجدد القصف المدفعي والصاروخي لقطاع غزة. وبحسب موقع «فلسطين اليوم»، فإن الشهيدين سقطا في مخيم 2 بالنصيرات وسط قطاع غزة اثر قصف ارض زراعية بصاروخ من قبل الطائرات الاسرائيلية.
وفي جنوب القطاع، استشهد مواطن واصيب آخر جراء قصف طائرات الاحتلال للدراجة النارية التي كان يستقلها في منطقة الزنة شرق خانيونس جنوب القطاع. واستشهد ثلاثة فلسطينيين في قصف مدفعي اسرائيلي لموقعين في قطاع غزة
عمليات المقاومة
وفي مقابل ذلك واصلت المقاومة الفلسطينية عملياتها ردا على العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع. وفي سياق ذلك أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها قصفت صباح امس مستوطنة تل أبيب وسط فلسطين المحتلة بصاروخين من طراز ام 75 ومستوطنة أسدود جنوبا بـ 5 صواريخ غراد مشيرة إلى أن صافرات الإنذار دوت في مناطق واسعة في جنوب ووسط فلسطين المحتلة كما أعلنت المقاومة أنها قصفت موقع كيسوفيم العسكري الإسرائيلي بصاروخين 107.
وواصلت المقاومة استهداف العدو ومستوطناته، حيث أعلنت كتائب القسام عن قصف موقع كيسوفيم الاسرائيلي، إضافة إلى قصف موقع كرم أبو سالم بقذيفتي هاون 120 ملم. هذا وأعلنت سرايا القدس عن استشهاد أحد قادتها الميدانيين حازم فايز ابو شمالة في خانيونس.
كما أكد «موقع واللا» العبري سقوط صاروخ في ساحل عسقلان تسبب في اشتعال حرائق، وذكر الموقع نفسه أن صفارات الانذار دوّت في هود هشارون، بتاح تكفا ومنطقة شارون. من جهتها، ذكرت القناة الصهيونية الثانية أن غوش دان جنوب «تل أبيب» تعرضت لوابل من الصواريخ، هذا وأفاد موقع يديعوت احرنوت أن صاروخاً سقط في بتاح تكفا بتل أبيب دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات.
وذكر موقع «واللا» العبري صباح امس بأن 38 جندياً من جيش الاحتلال لا زالوا يعالجون في مستشفى سوسروكا، جراء اصابتهم بجروح في الاشتباكات الضارية مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ووفقاً للموقع العبري، فإن أحد الجنود يعاني من حالة خطيرة جدا، فيما وصفت حالة ثلاثة آخرين بأنها حرجة، و 18 في حالة متوسطة والباقي وُصفت حالتهم بالطفيفة.
واستشهد مواطن فلسطيني في قصف إسرائيلي بالأسلحة الرشاشة استهدف ليلة الأحد تجمعاً للمواطنين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وذكرت وكالة «وفا» أن مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت الليلة، مناطق عدة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفي مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، دون أن تتضح بعد حجم الإصابات. وتزامن هذا القصف مع تحليق مكثف للطائرات المروحية، وطائرات اف 16 وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في مختلف محافظات قطاع غزة.
هول المأساة
وفيما يخص الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر عليه أكدت شهادات وتقارير عدة أن التهدئة التي اتفق عليها أمس لمدة 12 ساعة أظهرت حجم المآسي والدمار الذي أصاب مناطق عدة في القطاع.1
وأشارت التقارير إلى أن سيارات الإسعاف والطواقم الطبية والدفاع المدني أمضت مدة التهدئة في البحث عن جثث الشهداء المتحللة التي منعتهم قوات الاحتلال من انتشالها من تحت الركام في حي الشجاعية المنكوب طيلة الأيام الماضية ليجدوا أجسادا ممزقة وأشلاء متناثرة وجثثا متفحمة.
ولفتت إلى أن الكثيرين ممن دخلوا إلى الحي اضطروا لوضع الكمامات على أنوفهم نظرا لرائحة الدماء والموت التي تنتشر بين الأزقة والشوارع فيما حجم الدمار الذي حل بالمنطقة يوحي بأن زلزالا ضربها.
نشل الجثث وتفقد المنازل
واستغل الفلسطينيون الهدنة التي مددتها اسرائيل لمدة أربع وعشرين ساعة في انتشال جثث ضحاياهم وتجميع احتياجاتهم وتجهيزاتهم الإنسانية وسط دمار واسع في العديد من الأحياء مثل حي الشجاعية وبيت حانون.
وفي بيت حانون شمالي قطاع غزة سويت عشرات المنازل بالأرض، وسد الحطام الطرقات كما تدلت اسلاك الكهرباء في الشوارع. والمناطق الأكثر تضررا في بيت حانون هي المناطق القريبة من الحدود مع اسرائيل والتي اطلق منها مسلحون صواريخ تجاه اسرائيل، كما اوردت وكالة الاسوشيتد برس.
وبكت منال وهي سيدة فلسطينية حين تفقدت منزلها المهدم في بيت حانون
اوباما يستقبل بالاحتجاجات
استقبل مئات المتظاهرين الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال زيارته لمدينة لوس انجلوس بولاية كاليفورينا الأميركية، للاحتجاج على سياسيته الخارجية، وطالبوه معالجة الأزمات الإنسانية في قطاع غزة وعلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وفقا لما ذكره موقع «برس تي في» الإيراني. وتجمع المحتجون خارج كلية «لوس انجلوس للتقنيات» في مدينة لوس أنجلوس، حيث كان أوباما يلقي خطاباً عن الاقتصاد ضمن إحدى فعاليات الحزب الديمقراطي لجمع التبرعات، حسبما ذكر مراسل الموقع الإيراني روس فرايز هناك. ونقلت «برس تي في» عن أحد المحتجين قوله إن «أوباما جاء إلى كاليفورنيا لجمع التبرعات من مشاهير هوليوود، ونحن نعتبر ذلك أمراً غير جدير بالاحترام». وأضاف: «السياسة الخارجية للولايات المتحدة خلقت بالفعل البؤس والفقر في أميركا الوسطى، مما أدى إلى الهجرة وتفاقم المشاكل الحالية». ودعا المحتجون أيضا الرئيس الأميركي إلى سحب كامل الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، ووضع حداً لهجمات الإبادة الجماعية للنظام الصيهوني إزاء الأبراء في قطاع غزة.
ايران
اكد مساعد وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان على الموقف الحازم للجمهورية الاسلامية الايرانية في دعمها لمقاومة الشعب الفلسطيني وقال «ان قوة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني في غزة قلبا جميع حسابات الاعداء وموازناتهم».
وخلال لقائه الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلح امس السبت في بيروت اشاد ببطولة الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة عدوان الكيان الصهيوني على غزة وشدد على موقف طهران الداعم لمقاومة الشعب الفلسطيني المضطهد.
واستعرض الخطوات والمساعي الدبلوماسية التي تقوم بها حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية من اجل الحد من عدوان الكيان الصهيوني وايصال المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني الاعزل في غزة واستعدادها لنقل جرحى العدوان الاخير عبر مصر لا سيما النساء والاطفال لمعالجتهم في المستشفيات الايرانية. واشار الى الفشل والاحباط الذين يشعر بها الكيان الصهيوني في مواجهة المقاومة وصمود الشعب في غزة وقال ان الانتصارات التي حققتها المقاومة قلبت جميع موازنات الاعداء وحساباتهم.
من جهته اكد رمضان عبد الله على استمرار الصمود والثبات حتى تحقيق جميع شروط المقاومة قبل الاتفاق على اي تهدئة.
وفي السياق، قال شمخاني «إن الجمهورية الاسلامية في ايران تستطيع توظيف دبلوماسيتها من أجل توضيح الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي بحق فلسطين، والدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم»، مشيرا إلى أن «الحدود بين الانسانية والوحشية، بين دعم الشعب الفلسطيني أو دعم الكيان الاسرائيلي واضحة، وهذا اختبار كبير امام مدعي الدفاع عن حقوق الانسان».
من جهته، أكد مشعل على مواصلة الشعب الفلسطيني مقاومته للعدوان الاسرائيلي الوحشي، موضحا «لدينا الثقة في وعد الله والنصر الالهي على الأعداء، ولن نتخلى ابدا عن تحرير القدس الشريف». وشدد مشعل على أن اتحاد ومقاومة العالم الإسلامي لمحتلي القدس هو الحل الوحيد لايقاف جرائم الاحتلال المتزايدة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، معربا عن شكره لدعم الشعب والحكومة الايرانية للشعب الفلسطيني.
نتنياهو
اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة المقاومة الاسلامية «حماس» بانتهاك التهدئة الانسانية التى اقرتها الأحد. وفي مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأميركية قال نتنياهو «حماس تنتهك التهدئة التى اقرتها ويقومون بقصف البلدات الاسرائيلية بينما نتحدث الان». وأكد نتنياهو أن حكومته ستفعل ما يلزم لحماية مواطنيها.
وفي مقابلة لنتنياهو مع بعض المحطات الأميركية الاخرى قال إن هدف العمليات العسكرية في غزة هو نزع سلاح الفصائل المسلحة فيها.
مسؤول اميركي: اخطر من حماس
في غضون ذلك، حذر مسؤول كبير في مخابرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من أن تدمير حماس لن يؤدي إلا لظهور تنظيم أخطر منها في الوقت الذي طرح صورة متشائمة لفترة من الصراع المستمر في المنطقة.
وجاءت تصريحات مايكل فلين رئيس وكالة دفاع المخابرات المنتهية ولايته في الوقت الذي أشار فيه وزراء إسرائيليون إلى أن التوصل لاتفاق شامل لإنهاء الحرب الدائرة منذ 20 يوما في قطاع غزة أمر بعيد على ما يبدو. وأردف قائلا في منتدى أسبين للأمن في ولاية كولورادو الأميركية «لو دمرت حماس واختفت فربما ينتهي بنا الأمر الى تنظيم أسوأ بكثير». وانتقد فلين حماس لاستنفادها الموارد والتقنية المحدودة لبناء أنفاق ساعدتها على إلحاق خسائر بشرية قياسية بالإسرائيليين. ومع ذلك أشار فلين إلى أن تدمير حماس ليس هو الرد.
تظاهرات في اسرائيل: لوقف العدوان
وعلى صعيد آخر وفي مؤشر على حالة الذعر السائدة لدى المستوطنين الإسرائيليين جراء عمليات المقاومة النوعية مع استمرار العدوان خرج أكثر من خمسة آلاف مستوطن إسرائيلي الليلة الماضية فى تظاهرة لمطالبة حكومة كيانهم بوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية ضد غزة، الأمر الذي دفع بعض المستوطنين المتطرفين إلى محاولة الاعتداء عليهم.
وعبر المتظاهرون عن سخريتهم وتشكيكهم بدعايات كيانهم غير الشرعي معتبرين أنه يأكل ساكنيه ويقتل جيرانه.
وهذه التظاهرة، التي دعا اليها ائتلاف منظمات من اليسار واليسار المتطرف، هي الاكبر لمناهضي الحرب في اسرائيل منذ بدأت الاخيرة عملية «الجرف الصامد» على قطاع غزة في الثامن من تموز الجاري.
واحتشد المتظاهرون في ساحة اسحق رابين بوسط تل ابيب، وذلك على الرغم من التحذير الذي وجهته اليهم الشرطة قبل ساعات من موعد التظاهرة واعلانها إياها تجمعا محظورا «لدواع امنية» خشية من الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة على اسرائيل.
ورفع المتظاهرون لافتات منددة بالحرب كتب على بعضها «هناك طريق آخر» غير الحرب، و«اطلقوا سراح غزة الان، دعوهم يعيشون»، و«اوقفوا الحرب والاحتلال».
وعلى مقربة من ساحة رابين جرت تظاهرة صغيرة مضادة شارك فيها بضع مئات من انصار اليمين المتطرف، وقد انتشرت اعداد كبيرة من الشرطة للفصل بين الطرفين ومنع اي احتكاك بينهما.