IMLebanon

غضب شعبي في عكار وفنيدق وتشكيك بصور إعدام الجندي

شككت مصادر عسكرية بصحة الصورة التي وزعت على مواقع التواصل الاجتماعي ليل الخميس عن إعدام «داعش» واحداً من العسكريين اللبنانيين المفقودين والمحتجزين لدى المسلحين السوريين منذ معارك بلدة عرسال البقاعية الحدودية في 2 آب الماضي، ويدعى علي السيد.

وتركت إذاعة نبأ اعدام الجندي السيد من قبل «داعش» ردود فعل فورية في لبنان، خصوصاً في مسقط رأسه بلدة فنيدق في جرود قضاء عكار الشمالي، وثار غضب أهالي المنطقة منذ ليل أول من أمس فقطعوا الطرق احتجاجاً وسارت أمس تظاهرات نحو مركز القضاء لمطالبة الحكومة اللبنانية بكشف مصيره ومصير العسكريين الآخرين المحتجزين والذين يبلغ عددهم زهاء 20 عسكرياً موزعين بين «داعش» و «جبهة النصرة»، اضافة الى 12 عنصراً من قوى الأمن الداخلي. وساد الحزن والبكاء منزل الجندي السيد وأهله وعائلته التي تصرفت على أن النبأ صحيح.

وعلمت «الحياة» من مصادر عسكرية أن التدقيق في الشريط الذي يُظهر عملية قتل الجندي السيد من قبل خبراء في الجيش، أفضى الى التشكيك بصحة الشريط، مرجحين ان الجندي الذي يظهر فيه وهو يتعرض للذبح غير الجندي السيد. (للمزيد)

وعلمت «الحياة» ان الجيش لن يصدر بياناً في هذا الصدد الى ان يتأكد في شكل قاطع بأن الجندي السيد ما زال على قيد الحياة، ولأنه لا ينوي الدخول في سجال اعلامي مع الخاطفين حول هذا الخبر. وذكرت مصادر رسمية معنية بمتابعة ملف العسكريين المفقودين والتفاوض لأجل الإفراج عنهم، أن هدف الخاطفين ربما يكون خلق شرخ بين المؤسسة العسكرية وجمهور الجيش، لا سيما ان منطقة عكار هي خزان الجيش البشري الذي يتطوع فيه الآلاف من أبنائها. وأضافت المصادر أنه قد يكون الخاطفون نجحوا جزئياً في تأليب جزء من الجمهور على الجيش والحكومة، خصوصاً أن التظاهرات والاعتصامات التي حصلت غضباً من خبر إعدام الجندي السيد، اشتملت على لوم للجيش والمسؤولين واتهامهم بالتقصير في السعي لإخلاء سبيلهم، لكن هذا يمكن إدراجه في سياق الحرب النفسية التي تشنها جماعة «داعش» والمسلحون الذين يحتجزون العسكريين، أسوة بما سبق أن حصل مع مخطوفي أعزاز اللبنانيين قبل أكثر من سنة، حين كانت تصدر تسريبات بأن بعضهم قتل ثم تبين ان جميعهم بخير عند الإفراج عنهم.

ولفتت المصادر المعنية بملف العسكريين المفقودين الى أنه سبق أن جرى بث شريط عن الجندي السيد على «يوتيوب» بعيد معارك عرسال مطلع الشهر يفيد بأنه انشق عن الجيش وانضم الى المجموعات المسلحة السورية، معتبرة أن هذه الواقعة تعاكس نبأ إعدامه.

وساد الهدوء بلدة عرسال أمس بعد الاشتباك الذي وقع أول من أمس بين الجيش والمسلحين السوريين المتمركزين في جرودها، عند محاولتهم تطويق دورية للجيش، وخَرَقَه عصراً اشتباك عند حاجز وادي حميد مع ثلاثة مسلحين في سيارة رباعية الدفع ثم توقيف اثنين منهما فيما فر الثالث الى الجرود، والموقوفان من عرسال. وخفّت حركة النزوح من البلدة، التي كان أكثرها من النازحين السوريين المدنيين الذين تخوفوا من ان يقعوا مجدداً بين ناري الجيش والمسلحين كما حصل في اشتباكات 2 آب.

وفي اطار المساعدات الخارجية للجيش اللبناني أمس، جرى تفريغ شحنة مساعدات من طائرة عسكرية أميركية حطت ليل أول من أمس في القاعدة العسكرية في مطار رفيق الحريري الدولي وضمت الشحنة صواريخ ومدافع وبنادق وذخائر أميركية في اطار برنامج المساعدات من واشنطن للجيش، وهي شحنة كان يفترض أن تشحن عبر البحر، إلا ان معارك عرسال دفعت واشنطن الى التعجيل بإرسالها عبر الجو، وجرت عملية تسليم وتسلم الشحنة في احتفال حضره السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل وقيادة الجيش في المطار. وقال السفير هيل إن تقديم الدعم للجيش والأجهزة الأمنية الأخرى أولوية للولايات المتحدة. وأعلن أن المزيد من الأسلحة الثقيلة والذخائر ستصل في الأسابيع المقبلة. وردّ على الذين يقولون ان المساعدات الأميركية ليست متطورة بالقول إنها بالضبط ما يحتاج اليه الجيش اللبناني.