IMLebanon

غياب وزراء خارجية “الفيتو” عن مؤتمر روما رسالة موجهة إلى معرقلي انتخاب الرئيس

غاب وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف وفرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليم هيغ والصين وانغ يي عن “المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني “الذي عقد امس في روما، وانتدبوا نوابا او مساعدين لهم، وهذه رسالة قوية لزعماء لبنان، ولا سيما لرؤساء الكتل النيابية، ان اهتمامات تلك الدول بلبنان هي قيد المراجعة في ظل الانقسام الحاد بين القوتين السياسيتين الرئيسيتين 8 و14 آذار، وهو ما منع انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد. واللافت ان الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الموجود حاليا في جنيف، تغيّب بدوره عن هذا المؤتمر الذي لم يستغرق اكثر من اربع ساعات. ولم تشارك وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون، وانتدب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مدير مكتب الجامعة في روما ناصيف حتي.

وأفاد مصدر ديبلوماسي “النهار” ان على القادة اللبنانيين ان يدركوا ان تلك الدول التي منها تشكلت “المجموعة الدولية لدعم لبنان”، منزعجة ومستاءة من الخفة التي يتعامل بها بعض زعماء الكتل النيابية مع هذا الاستحقاق، وخصوصا في ظرف استثنائي يعيشه لبنان الذي يحصد من الأزمة السورية التداعيات السلبية، وعلى الاخص السيل اليومي الجارف من اللاجئين وبلوغه نسبة تؤثر في توازنه السكاني، وان المعنيين بالاستحقاق الرئاسي يتصرفون كأن البلاد تنعم بهدوء واستقرار سياسي وأمني.

ولفت الى ان الوزراء الذين من دولهم تشكلت “المجموعة الدولية لدعم لبنان” بدأوا لا يعيرون الأهمية ليس فقط لمؤتمر روما بل لمسائل اخرى يحتاج اليها لبنان من تلك الدول، بعدما تبين لهم ان طريقة المنافسة على الرئاسة الاولى لا تسلك المسار المستقيم والمطلوب، بين المرشح المعلن سمير جعجع والمرشح المعروف وغير المعلن، والذي يشترط انسحاب جعجع للإعلان الرسمي عن ترشحه، وهو العماد ميشال عون.

وأشار الى ان كيري أتى خصيصا الى بيروت اربع ساعات لينبه الى خطورة الشغور الرئاسي في بعبدا، وان واشنطن تدعم موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي للإسراع في انتخاب رئيس في اقرب وقت ممكن، لان حدوث اي تطور أمني مفاجئ من دون وجود رئيس للبلاد قد يؤدي الى مزيد من الإرباك. كذلك لفت هيغ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الأسبوع الماضي في لندن الى السيئات المحتملة من جراء ابقاء رئاسة الجمهورية من دون رئيس أصيل لها، اضافة الى الرسائل الديبلوماسية الى المسؤولين من بقية دول “المجموعة”. وكشف “ان ما يغيظ مسؤولي تلك الدول هو توزيع الأدوار بين الزعماء السياسيين لابقاء كرسي الرئاسة في بعبدا شاغرا. فالرئيس بري يكتفي بتحديد مواعيد نظرية لجلسات مجلس النواب، وهو يدرك سلفا ان النصاب لن يتوافر. صحيح ان نواب كتلته النيابية لا يساهمون في نسف النصاب لأنهم يحضرون الى قاعة الاجتماع، لكن هذا غير كاف، والمطلوب من ركن بارز في قوى 8 آذار ان يقنع حلفاءه، بأن مقاربة عون للرئاسة لن تؤدي الى اي نتيجة، بل على العكس فهي تؤخر. اما قادة “حزب الله”، المكون الثاني الأساسي لقوى الثامن من آذار، فهم يدعون علنا الى الإسراع في انتخاب رئيس للبلاد، شرط ان يسهل أهداف المقاومة، لكن لا بري ولا الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يقنعان الجنرال بأن أسلوبه في مقاربة الرئاسة يعوق الانتخاب ويدخل البلاد في أزمة سياسية يصعب معالجتها ووضع حد لها.