IMLebanon

فات الميعاد

قال وليد المعلم في مؤتمره الصحافي أمس، في دمشق: إنّ كل من يحمل السلاح ضد الحكومة السورية هو إرهابي، وكل من يقتل مواطناً سورياً بريئاً مدنياً أم عسكرياً هو إرهابي.

بداية: نسأل وزير خارجية النظام السوري: ستة أشهر تظاهرات سلمية… المدن كلها… البلدات كلها… القرى كلها… تطالب بالحرية وبالديموقراطية وبالانتخابات النزيهة…

وكان نظام بشار الأسد يرد على الشعب بالنار… وهذا يعني، حسب نظرية وليد المعلم، أنّ بشار الأسد وكل من يحمل السلاح، ومن شارك في قمع التظاهرات وقتل الناس الآمنين هو إرهابي، يعني أنّ النظام السوري هو نظام إرهابي، وبشار الأسد هو الارهابي الأول، وحضرته (أي الوزير المعلم) أصبح وزيراً في حكومة إرهابية.

ويطالب المعلم حكومات الدول المجاورة لسوريا بضبط حدودها (العراق وتركيا والأردن ولبنان وإسرائيل).

1- ونود أن نحصر الحديث بلبنان فنقول إنّ السلاح الذي يحمله «حزب الله» الذي هو أكبر وأشد فاعلية من سلاح الدولة اللبنانية من أين جاء؟ وما هو الدور السوري في وصوله الى لبنان، وكم كانت الدولة السورية تحترم الدولة اللبنانية التي تقيم معها معاهدات الأخوة؟

ومن باب التفكهة: مَن لا يتذكر «الخط العسكري»؟!.

2- الى ذلك، عندما كان لبنان يعاني مشكلة داخلية بين الجيش اللبناني والفلسطينيين أقفلت سوريا الحدود، صواريخ ومدافع للفلسطينيين أولاً ولـ»حزب الله» ثانياً… أهكذا يكون احترام الحدود؟

3- في العام 2000 تم الإنسحاب الاسرائيلي من معظم المناطق التي كان العدو يحتلها في الجنوب… توسّل لبنان سوريا أن تزوّده بورقة واحدة عن حقّه في الغجر… ردّ السوري: رسّموا الحدود، ولم يعطِ الورقة، وعندما أراد لبنان الترسيم قال السوري: رسموها من الجنوب! وكان واضحاً أنّ النظام كان يتهرّب من تزويد لبنان بهذه الورقة التي تسهّل أمامه مهمّة انسحاب العدو من الجزء اللبناني في الغجر ليستخدمها لبنان في موقفه أمام مجلس الأمن الدولي.

في العام 2006 تكرّر السيناريو ذاته: نرسم الحدود في الشمال؟ لا… نرسمها في الجنوب… وبقي الوضع على ما هو عليه… ولم تأتِ الورقة!

ثم، منذ بداية الأحداث في سوريا ولم يتوقف إصدار القرارات من مجلس الأمن الدولي… ودمشق ترفض وتتجاهل، أمّا اليوم فالقرار الذي يتعلّق بـ»داعش» صار قراراً عظيماً وحكيماً…

ولقد أعجبني موقف المعلم من الصحافي الأميركي فولي… وليته يتذكر كم صحافياً خطف واغتيل وشُنّع به في لبنان على يد النظام السوري وأتباعه.

وماذا عن العمليات الإرهابية التي نفّذت في لبنان وكان النظام السوري ممسكاً بالأمن في لبنان: من تفجير السفارة العراقية الى تفجير مقر المارينز، الى تفجير القوة الفرنسية، الى تفجير السفارة الاميركية وسواها… الى مسلسل الإغتيالات منذ ما قبل كمال جنبلاط الى اليوم…

فالنظام الذي أنجز هذه البدائع كلها يتحدث عن الإرهاب؟ بأي عين وقحة ينظر وبأي كلام نافر يتكلم؟ وهل يظن أنّ ذاكرة الناس ممسوحة؟