«كيف تتم الانتخابات إذا كانت مآدب الإفطار متعذرة؟»
فتوش لـ«السفير»: كفى مكابرة.. التمديد ضروري
بات اسم النائب نقولا فتوش ملازماً للتمديد النيابي، باعتباره كان عرّاباً دستوريا له في المرة السابقة، وهو الآن «متطوع» لتأدية هذا الدور مرة أخرى، حيث لا يجرؤ الآخرون.
وإذا كان الكثيرون من السياسيين يحاذرون الافصاح عن حقيقة مكنوناتهم، فان فتوش لا يجد أي حرج في المجاهرة بدعمه التمديد مجددا للمجلس النيابي، «لان الظروف الاستثنائية التي بررته من قبل لم تتغير بعد»، وبالتالي لا يضير الرجل ان يكون رأس حربة في الدفاع عن هذا الخيار، برغم ان موقفه قد يتعارض مع المزاج الشعبي.
ويقول فتوش لـ«السفير» انه ليس مكلفا من أحد بوضع اقتراح قانون يرمي الى التمديد للمجلس النيابي، مؤكدا انه هو، وحده، يمكن ان يكلف نفسه بأي أمر من هذا النوع في حال وجد ان هناك ضرورة للتمديد، «وأنا لدي الجرأة الكافية لفعل ذلك».
وبالفعل، لا يلبث فتوش ان يسترسل في عرض الاسباب الموجبة للتمديد مرة أخرى، منطلقا من قاعدة لاتينية تقول: «سلامة الشعب هي الاسمى».
يلفت فتوش الانتباه الى انه إذا وقع الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، فان الحكومة تملأ الفراغ، وإذا استقالت الحكومة يُعتبر المجلس النيابي في حال انعقاد دائم، أما إذا انتهت ولاية المجلس ولم تحصل انتخابات نيابية، فعندها يقع الفراغ القاتل، «وأنا لا أعتقد ان الانتخابات ممكنة في المدى المنظور، فهل نرمي أنفسنا في هذا الفراغ أم نلجأ الى التمديد للحفاظ على استمرارية السلطة التشريعية؟».
ويتساءل فتوش: «إذا كنا لا نستطيع تنظيم مآدب إفطار ولا نستطيع الذهاب الى الكنيسة، نتيجة التهديدات الامنية، فكيف ستقام التجمعات الانتخابية وستعمل أقلام الاقتراع؟ وما الذي يضمن إلا يهاجم الانتحاريون مراكز الاقتراع، والا تسقط الصواريخ على مناطق في البقاع؟ ثم هل من إمكانية لدى القوى الامنية المنشغلة بملاحقة الارهاب للإشراف على الانتخابات وهي التي ستتم في يوم واحد؟».
ويتابع عرض المعوقات التي تعترض العملية الانتخابية، مضيفا: «في ظل الظروف الحالية، هل يستطيع المرشح الشيعي ان يجول في عنجر على سبيل المثال؟ وهل يستطيع المرشح السني ان يجول في علي النهري؟.. لا أدري لماذا يصر البعض على وضع الرؤوس في الرمال!».
ويؤكد نائب زحلة ان «المعطيات الراهنة لا تسمح بإجراء الانتخابات النيابية، ويجب ان نعترف بهذه الحقيقة، من دون مكابرة، وأنا لا أظن ان هذه المعطيات ستتبدل من الآن وحتى موعد نهاية ولاية المجلس في تشرين الثاني المقبل»، لافتا الانتباه الى ان «الديموقراطية لا ترتبط حصرا بصناديق الاقتراع، وهي في الاساس وُجدت لخدمة الانسان، لا ليكون الانسان في خدمتها».
ويشدد فتوش على ان السلامة الوطنية العامة أهم من العملية الانتخابية، مشيرا الى ان انتخابات رئاسية جرت في سوريا وانتخابات برلمانية جرت في العراق، «فهل استقرت الاوضاع في هذين البلدين؟».
وانطلاقا من هذه المقاربة، يشدد فتوش على انه «من غير الجائز شيطنة التمديد، واستخدام التهويل ضد من يؤيده»، مشيرا الى ان «التمديد ليس جريمة، بل يكاد يكون واجبا قياسا الى الظروف الحالية».
ويؤكد انه يستند في تأييده لهذا الخيار الى المصلحة العليا للدولة، وليس الى أي اعتبارات شخصية، «إذ انني لا أحتاج الى مزيد من وجاهة او سلطة وانا الذي عُينت وزيرا مرات عدة وكنت، ولا أزال، نائبا.»
ويدعو النواب الى الاحتكام لضمائرهم وتحمل مسؤولياتهم، إذا عُرض اقتراح بالتمديد على المجلس، «لأن التمديد بات مسألة مفصلية، بل مصيرية، تتجاوز حدود المماحكات السياسية، أما من يريد ان يعارض مثل هذا الاقتراح، إن وُضع، فعليه ان يستقيل من النيابة، لا ان يكتفي بالاعتراض».
ويختم فتوش مستشهدا بقول لديغول جاء فيه: «سأصنع سعادة الشعب الفرنسي برغم أنفه…».