أرادت فرنسا أن تستثمر فرصة انعقاد مجلس الامن في التاسع من الشهر الجاري، اي بعد غد الأربعاء في نيويورك، بهدف تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد مرور 44 يوما على الشغور، وذلك باستنفار بقية الدول الكبرى لدعم هذا التوجه. وطلبت باريس من منسق الامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي أن يعرّج على وزارة الخارجية الفرنسية في طريقه الى نيويورك حيث تشاور مع المسؤول عن ملف المنظمات الدولية في الكي دورسيه وآخرين في أنجع السبل التي تنهي الفراغ الرئاسي من بين هذه الأفكار التي تشكل آلية للتشاور في نيويورك ابتداء من اليوم بين بان ومندوبي الدول ذات العضوية الدائمة وغير الدائمة في مجلس الأمن. ومن بين الأفكار المطروحة ان تلح رسالة الامين العام الموجهة الى النواب اللبنانيين على انتخاب رئيس وفق شروط، للتوصل الى اتفاق سياسي وتحديد برنامج يرتكز على المرشح الذي يمكنه ان ينفذه وهو التقيد بإعلان بعبدا والمحكمة الدولية والبيان الحكومي والقرار 1701، وان من يؤمن توافقاً على هذا البرنامج يمكنه ان يؤمن توافقا على ترشيحه، حتى العماد ميشال عون اذا قدم ضمانات لتنفيذ البنود الملحوظة. وإذا تعذر عليه ذلك فعلى قوى 14 و8 آذار الاتفاق على مرشح توافقي قادر على تنفيذ هذا البرنامج.
وقال مصدر ديبلوماسي لـ “النهار” ان التحرك الفرنسي المكثف بالتنسيق مع الامين العام للأمم المتحدة هو نتيجة المشاورات التي اجراها الرئيس فرنسوا هولاند مع الرئيس ميشال سليمان ورئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط، ووزير الخارجية لوران فابيوس مع الرئيس سعد الحريري ومع جنبلاط ايضا، ومع كل من وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والسعودي سعود الفيصل في باريس وبين كيري والحريري ايضا، دون ان ننسى اللقاء الذي جرى بين الفيصل والمرشح للرئاسة سمير جعجع.
وتخوف من عرقلة محتملة من روسيا بطلب من حلفاء إقليميين ولبنانيين لها، خصوصاً لجهة التزام المرشح “اعلان بعبدا” الذي يرفضه “حزب الله” بقوة .
وسيتناول تقرير بان العمليات الانتحارية الثلاث التي استهدفت لبنان الشهر الماضي في فترة متقاربة زمنيا لا تتجاوز الأسبوع. وسيحضر الجلسة ديريك بلامبلي الذي سيجيب عن أسئلة المشاركين، مع التذكير بأن الديبلوماسي الأممي هو الذي أعد التقرير بشقيه الامني والسياسي بمعلومات ميدانية نقلها اليه قائد القوة الدولية في الجنوب. أما الشق السياسي فجمعه بلامبلي من لقاءات عقدها مع مسؤولين حكوميين وسياسيين.
ولفت المصدر الى ان بان سيركز في تقريره على أهمية تحصين لبنان من تداعيات الأزمة السورية ومساعدته في تحمل عبء اللاجئين السوريين الذي فاق المليون نسمة والـ100 الف وسيحض الدول المانحة والتي كانت وعدت في مؤتمري الكويت بالمساهمة، على تسديد المبالغ التي وعدت بها ولم تف الا بـ 30 في المئة.
ويتناول التقرير الوضع في الجنوب حيث ان الحالة هادئة في شكل عام ولم تسجل اي عمليات عسكرية على الخط الأزرق سوى بعض التعديات التي تعالج ميدانيا بواسطة “اليونيفيل”.