لم ييأس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد من عدم تجاوب الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن والدول غير الدائمة العضوية مع ما طلبه لبنان من مساعدة ودعم لتخفيف وطأة اللجوء السوري الى لبنان، ووعد بمعاودة الكرة بعد نحو عشرة أيام. تلك الدول خائفة على أمن اللاجئين في مخيمات تنشر بين المصنع وجديدة يابوس، التي يرى لبنان انها الطريق الاقصر لانقاص عددهم الهائل الذي بلغ مليونا و100 الف مسجل وفقا لاحصاء المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. ويعود سبب التوجس الى أن اتصال تلك الدول بالرئيس بشار الاسد مقطوع. كما أن المفوضية أبلغت رسميا بشخص المفوض العام انطونيو غوتيريس عدم تشجيع ذلك “لكن اذا قررت الحكومة ذلك فنحن نحترم وننفذ ذلك”.
أتى وعد باسيل بالعودة قريبا الى التشاور الدولي في مؤتمر صحافي عقده للمرة الاولى وزيرا للخارجية في قصر بسترس، وتميز بمقارنات تناولها باسيل حول توزع اللاجئين في لبنان وفي الاردن والعراق وتركيا.
ولاحظت قيادات سياسية ان الحكومة لم تتمكن حتى الآن من وضع خطة متكاملة للبدء بها وفق برنامج زمني وتحديد الساعة الصفر. ودعت الى الكف عن وصف أزمة اللاجئين بأنها الاكبر في تاريخ البشرية، وانها خطيرة وتهدد الكيان والاستقرار السياسي والامني للبلاد، في حين ان المطلوب اعتماد مخارج عملية والاقتداء بالدول المجاورة التي استضافت اللاجئين عندما ارتفع عدد الوافدين اليها اقفلت الحدود، لأن ابقاءها مفتوحة يضاعف الاعداد يوميا وكذلك كلفة الفاتورتين الصحية والتربوية، وأن أمنهم غير مضبوط وغير مراقب في شكل مركز، وهذا ما يؤدي الى ارتكاب أعمال مخلة بالامن. وتتقاعس الدول الكبرى عما يطلبه لبنان لجهة انشاء المخيمات على الحدود، كما تقاعست في استضافة أعداد منهم، وفي التمويل. وعجزت الى الآن عن ايجاد حل سياسي للأزمة بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات على الاقتتال بين النظام والمعارضة.
وشددت على أهمية الاتفاق بين رئيس اللجنة والاعضاء، وحصر المناقشات في ما بينهم وعدم نقل تباينات وجهات النظر الى وسائل الاعلام كما حصل بالنسبة الى لوم الرئيس تمام سلام ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الوزير باسيل لانه استدعى السفير السوري علي عبد الكريم علي، ولأن الاتصال به خرق لسياسة النأي بالنفس وهو غير مجد. ودافع وزير الخارجية عن موقفه مؤكدا انه على صواب في ما يقوم به لانه لا يمكن حل مسألة اللاجئين من دون العودة الى السلطات الحالية، سائلا لماذا لومه ما دام ليس المسؤول اللبناني الوحيد الذي يلتقي علي، فرئيس الوزراء يلتقيه ايضا والعلاقات الديبلوماسية لا تزال قائمة.
واللافت ان أحد أعضاء “الائتلاف السوري” لم يرق له ما أورده باسيل من كلفة مرتفعة سواء للفاتورة الصحية لانجاب الاطفال او الدراسية للطلاب الذين يتلقون دروسهم في مدراس لبنانية.