IMLebanon

فضاء إسرائيل المكسور!

العدوان الاسرائيلي المتوحش على غزة ليس الاول ولن يكون الأخير، لكنه بعد اسبوعين من التدمير والقتل رسم في وجه حكومة بنيامين نتنياهو ملامح جديدة مقلقة توحي بأن “السماء” التي كانت توفر الانتصارات لدولة الاحتلال عبر المقاتلات الاميركية، يمكن ان توفر للفلسطينيين توازن الرعب عندما توفر شتاء من الصواريخ ولو راوحت بين الألعاب النارية وتلك التي وصلت الى تل ابيب وديمونا!

من “الرصاص المصبوب” الى “الجرف الصامد”، لكن النازيين الأجلاف في تل ابيب يواجهون خيارات أصعب من الماضي، وهكذا عندما يقرر الصهيوني المتحمس مايكل بلومبرغ ان يستقل طائرة “العال” الى اسرائيل تضامناً مع حكومة القتلة، فذلك يعني ان هيبة الدولة اليهودية قد انكسرت، فليس قليلاً ان يصدر “إتحاد الطيران المدني الاميركي” و”الهيئة الاوروبية لسلامة النقل الجوي” قراراً بحظر تسيير رحلات جوية الى اسرائيل، فهذا تطور مهم ومؤشّر الى ان الذين أرادوا منذ البداية ان يفرضوا غطرسة القوة و”من النيل الى الفرات حدودك يا اسرائيل”، يعجزون عن توفير الطيران الآمن الى عاصمتهم!

بلومبرغ الذي دعا اميركا الى إلغاء قرار حظر تسيير رحلات الى اسرائيل، أراد ان يثبت ان السفر اليها آمن، لكنه عندما قال “ليس من الضروري ان نمنح “حماس” انتصاراً لا تستحقه”، كان يعترف ضمناً بأن هزيمة معنوية مستحقة لحقت بهيبة اسرائيل، فعلى امتداد الحروب التي شنتها على الفلسطينيين لم تتخذ شركات الطيران قراراً بوقف الرحلات الى تل ابيب، لكن بعد سقوط صواريخ “حماس” في محاذاة مطار بن غوريون في تل ابيب تسابقت على منع الرحلات.

بعد اسبوعين من العدوان على غزة ارتسمت معالم جديدة في طبيعة الصراع ونمطية اسلحته وآلياته كما في المواكبة الاقليمية القاصرة والدولية المعيبة لفصوله الاسرائيلية الدموية المتوحشة.

في هذا السياق يجب التوقف ملياً عند غزارة الصواريخ التي اطلقتها “حماس” وانواعها التي وصلت الى العمق الاسرائيلي، والتي قيل انها ايرانية كانت تدفقت الى غزة ايام حكم “الاخوان المسلمين” في مصر الذين يلتقون ايديولوجياً مع “حماس”.

في المقابل يجب التوقف عند موضوع “القبة الحديد” التي انشأها العدو لمواجهة الصواريخ وإسقاطها والتي كان يقال انها فشلت، لكنها استطاعت على ما يبدو ان تسقط صواريخ “حماس” في العمق الاسرائيلي، ولهذا لم يسقط قتلى في صفوف العدو قبل الاجتياح البري.

اما عن المواكبة القاصرة فيكفي ان نتأمل في خريطة النيران المشتعلة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن لكي ندرك اهمية المبادرة المصرية، التي تعمدت تركيا وقطر عرقلتها عبر “حماس” وفي اطار من التحالف “الاخواني”، الذي لا يريد لمصر ان تلعب دورها المحوري الاقليمي بعد سقوط محمد مرسي وجماعته، على رغم المذابح التي تتعرض لها غزة!