IMLebanon

فضل بري وتصرف عون و«حزب الله»؟!

 

سبق القول مرارا وتكرارا ان حزب الله لا يريد دولة، طالما انه استخدم بداية سلاحه لتدمير البلد  والمؤسسات، وها هو يقضي على البقية الباقية من الاصول الدستورية، ليس لانه متحالف مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح، بل لانه يصر على ان يعطي رئاسة الجمهورية للعماد ميشال عون، وهكذا فانه يريد ابعد من الوصول الى الاطاحة بالرئاسة الاولى ليقضي على اخر  أمل بأن يعيش لبنان حرا سيدا مستقلا؟

ان عون لم يخترع البارود عندما تحدث عن ثلاثية قادرة على  حكم البلد منه ومن حزب الله وتيار المستقبل، خصوصا ان رئيس التيار الرئيس سعد الحريري في غير وارد التفاهم معه لانه يعرفه انقلابيا فـظا ليس من بوسعه اخذ  كلامه بجدية، كما يعرف المستقبل ان حزب الله ليس في وارد التعاطي الجدي  مع عون، الا من خلال ما يوصله الى تدمير البلد والمؤسسات وشرط ان يستمر في حربه في سوريا تنفيذا لرغبات ولاية الفقيه!

ان الشروط التي وضعها عون للسير قدما في تحالفه مع حزب الله يقضي اولا بأن لا يراجع في القرارات التي تصدر عنه، وهكذا بالنسبة الى الحزب، حيث قاطع الجانبان جلسة الانتخابات الرئاسية الخامسة، بعدما تعذر عليه وعلى حلفائه ان يؤمنوا له انتخابا رئاسيا تفاهميا يوصل عون الى بعبدا من غير اذن ولا دستور كما يقول المثل الشائع، اضافة الى ان عون يرى انه يستحق الرئاسة الاولى طالما ان حليفه يتمتع بثقل سياسي وعسكري – امني من الصعب على اي كان مناهضته مع العلم انه (عون) يعرف ان حزب الله لن يتخلى عنه، فضلا عن ان الجنرال مقتنع بانه قادر على توظيف قدرات الحزب لما فيه مصلحته.

واذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يلعب باعصاب الفاعليات السياسية المسيحية، فانه لم يوفر بكركي من تصرفه غير الدستوري، لاسيما انه يصر على جلسة الثلثين في وقت يعرف تماما وجود استحالة امام تأمين انعقاد جلسة يغيب عنها حزب الله والتيار الوطني في وقت واحد!

ومن الان الى الساعة التي يمكن ان يجتمع مجلس النواب هناك من يجزم بأن لا مجال لتأمين جلسة تضم 86 نائبا، والمقصود بالثلثين هو ترجمة تعهدات عون ورئيس تيار المردة وحزب الله بحضور الجلسات، بما في ذلك تأمين النصاب في  جلسة امس، الامر الذي لم يحصل، بقدر ما  حصل عكسه، ما اثار بكركي ودفعها الى الاعلان عن توقيع  الوثيقة المشار اليها بلا طائل؟!

والجديد بالنسبة الى ما بعد تعذر عقد جلسة نيابية مكتملة النصاب، تأكد من خلال مصادر نيابية مطلعة ان هناك اتجاها لمقاطعة الجلسات النيابية التشريعية في حال تكررت مقاطعة جلسات الانتخاب الرئاسية، اضافة الى امكان ان يصل الامر الى حد مقاطعة جلسات مجلس الوزراء من غير استبعاد  استقالة وزراء قوى 14 اذار من الحكومة، حيث لا بد من تصرف على اعلى المستويات يجعل حزب الله وحليفه ميشال عون يفهمان انه لا بد من تصرف سريع يكفل اعادة الامور  الى نصابها السياسي والمجلسي في آن (…)

وترى اوساط مطلعة ان كلام الرئيس بري على جلسة نيابية مفتوحة لا يشكل تصرفا غير محسوب بدقة متناهية حيث يقال ان «الرطل يحتاج الى رطل و اوقية» ولا ينفع معه تجميل العبارات السياسية التي باتت تعني بالنسبة الى بعض حلفاء حزب الله والتيار العوني حاجة ضرورية لتجنب التعاطي معها بحسب ما سبق قبل انفراط عقد جلسات  الانتخاب، لذا هناك من يعتب على الرئيس بري عندما يتجاهل قول عون عن ثلاثية التيار الوطني وحزب الله وتيار المستقبل، الا اذا كان يتطلع ايها او تم بحثها بعد اطلاعه عليها من غير ان يمانع (…)

واذا كان من مجال للقول ان رئيس مجلس النواب ضالع في لعبة تضييع النصاب، فمعنى ذلك ان لكل حادث حديث، لاسيما عندما يقول الرئيس بري ان جلسات الانتخاب ستكون مفتوحة في اي يوم، الى ان جاءه رد حاسم من قبل 14 اذار تبين له في نتيجته  ان الجلسات التشريعية لن تبصر النور مهما تباينت المواقف منها، اي ان الكل على تفاهم بالنسبة الى جلسات الانتخاب بما في ذلك «تطيير» الجلسات التشريعية؟!