IMLebanon

في «الحزب» والرئيس!

 

 

لا يختلف أمر «حزب الله» مع اللبنانيين عن أمرهم مع أحوال الزمن الصعب والحظ النكد والتسلسل الانحداري الذي ضربه منذ سنوات ولا يزال يتسلّى بهم.

يقدم البيان التبليغي لحزب «المقاومة» (في القصير وريف دمشق وحمص) مرَّة تلو المرّة عيّنات لا يُستهان بها عن مدى غربته عن المنطق وطبائع لبنان وأهله حتى في أسوأ حالات انقسامه وانقسامهم.. بل عن مدى غربته عن السياسة في مفهومها التعريفي والأكاديمي المحض.

موقفه من الرئيس سليمان فيه الكثير من تلك السوالف والمثالب والرزايا. وهو في حقيقته غير مفهوم ولا يتناسق إلا مع منطق الحزب نفسه! منطق القطع والسفور في المواجهة واعتماد لغة الضخ والتوتير والافتراء والتخوين وما الى ذلك من عدّة لغوية لا صلة لها بعلم الكلام بقدر صلتها بعلم العسكرة والأمن وساحات الوغى التي لا تهدأ!

ما الذي فعله رئيس الجمهورية عملياً وواقعياً ضد ذلك الحزب خارج سياق الموقف السياسي المتآخي والمتلازم مع مصالح اللبنانيين عموماً (بمن فيهم «حزب الله»). هل دخل في لعبة تحريض تآمرية على «المقاومة وبطولاتها»؟ هل دعا الكونغرس الأميركي (مثلاً) أو إدارة باراك أوباما أو الاتحاد الأوروبي الى وضع تشريعات وقوانين واتخاذ خطوات ضد ذلك الحزب أو «مقاومته»؟ وهل وافق مرة واحدة على أي شأن أمني أو عسكري فيه ضرر أو شبهة تعرض لذلك الحزب و«مقاومته»؟

في ذلك لا يملك رأس حربة الممانعة في لبنان أي ممسك على رأس الجمهورية اللبنانية.. لكن في غير ذلك (المباشر) لا يمكن «حزب الله» بحكم تركيبته وارتباطاته ومشاريعه ولغته وغربته، إلا أن يعتبر ميشال سليمان خصماً فيما يدافع برجاله وسلاحه وكل عدّته عن بشار الأسد ويعتبره حليفاً!.

خطيئة الرئيس سليمان الأولى أنه ليس مثل غيره! لا يبيع سقط المواقف على حساب اللبنانيين في مقابل رضى انتهازي «مقاوم» أو ممانع عليه! لم يتآمر على «المقاومة» وحزبها ولكنه لم يرضَ أن تأخذ تلك «المقاومة» وحزبها لبنان الى مهاوي الانخراط الدموي في نكبة سوريا ولا الى الانخراط التعبوي والسياسي (وما هو أبعد ربما!) في حملة ضد دول شقيقة وصديقة لم تفعل أي شيء خطأ مع لبنان بل العكس تماماً.

خطيئته الكبرى أنه وضع لبنان قبل إيران وبشار الأسد ولم يرعوِ! وذلك في عُرف حزب «المقاومة» كفر لا غفران له!