IMLebanon

في الطريق إلى… الفراغ!

غداً جلسة ثانية لمجلس النواب قد لا تعقد هذه المرة تبعاً لقرار فريق سياسي يعتبر انه غير ملزم الذهاب الى مجلس النواب حاملاً مرشحاً لرئاسة الجمهورية كي يتنافس مع مرشح آخر وليربح من يربح. غالب الظن أن الجلسة لن تعقد لفقدان النصاب الذي وضعه الرئيس نبيه بري للانعقاد، في إطار قراءة خاصة به هدفت في ما هدفت الى تمكينه من الإمساك بناصية قرار مجلس النواب عبر لعبة الدعوات وتأمين النصاب القانوني. في كل الأحوال لا نصاب في جلسة الغد، وسيكون ترحيل للجلسة المقبلة الى منتصف شهر أيار المقبل، مع منح مرشح 8 آذار الجنرال ميشال عون مزيداً من الوقت لكي يستكمل “مشاوراته” المحلية والخارجية بغية الاستحصال على تأييد لانتخابه كمرشح توافقي، لا كمرشح فريق. وحتى الآن لا جديد في ما يتعلق بتصنيف “المرشح الشبح” فهو لا يزال مرشح 8 آذار بامتياز، ولم يعط أي جديد يجعله قابلاً لأن يصنّف مرشحاً توافقياً. والسؤال هل يستطيع عون أن يخرج عن “حزب الله” جدياً بالأفعال لا بالأقوال؟ وهل يمكنه أن يتخذ مواقف استراتيجية تخرجه من دائرة 8 آذار استراتيجياً لا تكتيكياً؟

في مطلق الأحوال تكاثرت سيناريوهات المرحلة المقبلة: منها ما يفيد بأن تعطيل النصاب في مجلس النواب سيتجاوز تاريخ الخامس والعشرين من أيار المقبل، ويدخل لبنان مرحلة الفراغ الرئاسي، وعند ذلك يصير الموقف ضاغطاً في السياسة، وفي العلاقات بين القوى السياسية المتخاصمة، وصولاً الى مسارعة الفريق اللاعب أمنياً في البلاد الى رفع منسوب التوتر السياسي مصحوباً بتوتر أمني من أجل مزيد من الضغوط السياسية على القوى الاستقلالية لحملها على التصويت لعون تحت النار. وهذا السيناريو ينطبق أيضاً على قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يستفيد من التوتر لاحقاً ليرفع حظوظه في السباق الرئاسي. وثمة سيناريو آخر هو الفراغ لأشهر عدة في ظل التهدئة السياسية، يكون المناخ خلالها شبيهاً بمناخات المرحلة الحالية التي تتميز بعمل حكومي مقبول، وبترحيل لكل الخلافات الى وقت لاحق. في هذا السيناريو يتأقلم المسرح السياسي اللبناني مع فراغ رئاسي قد يقصر أو يطول، لكن منسوب التوتر بتوافق جميع القوى الفاعلة داخلياً، والقوى المؤثرة اقليمياً ودولياً يبقى منخفضاً الى حد يمكن معه التعايش مع فراغ رئاسي، وحكومة “ربط نزاع” ائتلافية تمارس في حدود مقبولة بحيث لا تحل أزمات البلاد، ولا تفجر تلك الأزمات وتفجر البلاد معها.

في الأثناء ثمة استحقاقات أخرى مثيرة لاهتمام الخارج المؤثرة، تراوح بين انتخابات العراق، والرئاسة في سوريا، والمفاوضات الغربية – الايرانية حول البرنامج النووي.
في مطلق الأحوال يتضح يوماً بعد يوم أن لبنان يتجه بخطى سريعة وبتواطؤ (إما عن معرفة أو عن جهل) من قادة مسيحيين (موارنة) نحو البحث عن نظام جديد سيأتي حتماً على حساب المسيحيين في التركيبة اللبنانية. وهذا ما يؤسف له حقاً.