IMLebanon

قلقان على الانتخاب والشريع

كتب عبد الامير بيضون:

تزدحم الملفات السياسية والاجتماعية والمطلبية الضاغطة، وتتنوع الاتصالات واللقاءات على خط الاستحقاقات الداهمة، ولا يظهر في المعطيات المتوافرة دلائل تشير الى ان الأمور ستشهد نقلة نوعية الى الامام، على خلفية الرهان على زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري الى لبنان، أول من أمس الثلاثاء، واللقاء الذي لم يكن متوقعاً، واشتغل عليه نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، بين الرئيس نبيه بري ورئيس «تكتل التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، المرشح المضمر لرئاسة الجمهورية، كما والنتائج المتوقعة للانتخابات الرئاسية في سوريا والتي أفضت الى التجديد للرئيس بشار الاسد سبع سنوات جديدة، وكانت في نظر الوزير الاميركي «صفر ومن دون معنى…».

هيل يعوّض ما فات كيري

وما لم يقم به الوزير الاميركي، قام به يوم أمس السفير الاميركي ديفيد هيل، الذي تحرك أمس على خطي بليس وكليمنصو، حيث التقى رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة، ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الذي استبقاه الى مائدة الغداء وكان بحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف الجوانب… لاسيما زيارة الوزير كيري الى لبنان ولقائه رئيس الحكومة تمام سلام، والبطريرك بشارة الراعي والرئيس نبيه بري… وهي زيارة بحسب مصادر متابعة رمت الى «تثبيت الستاتيكو القائم راهناً كاطار للحفاظ على الاستقرار الداخلي وضرورة فصل الانتخابات الرئاسية في لبنان عن الوضع الخارجي، من خلال الاتفاق على رئيس قوي والتحذير من خطر الفراغ الكبير، وتأكيد الدعم لحكومة الرئيس سلام…».

ومع هذا، فلم تسلم زيارة كيري من انتقادات، حيث اعتبر عضو كتلة «الكتائب» النائب نديم الجميل، ان هذه الزيارة كان يجب ان تتم يوم كان الرئيس ميشال سليمان موجوداً في بعبدا… وكان على كيري ان يولي هذه الزيارة أهمية أكبر.

الانتخاب والتشريع بين بري وسلام

إلى هذا، تتجه الأنظار الى موعدين لاستحقاقين ضاغطين الاسبوع المقبل، الاول في 9 الجاري، موعد الجلسة التي حددها الرئيس بري لانتخاب رئيس للجمهورية، والثاني في العاشر منه، لبت «سلسلة الرتب والرواتب» وسط اتساع دائرة تهديد القطاعات التربوية وغيرها، باضراب عامل وشامل يطاول كل مؤسسات الدولة ويقضي على العام الدراسي لآلاف الطلاب اللبنانيين اذا لم تقر السلسلة…

وقد كانت زيارة الرئيس سلام الى عين التينة أمس – بعد أقل من 24 ساعة على زيارة الجنرال عون لعين التينة برفقة الفرزلي – مناسبة لتأكيد التنسيق المستمر بين رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة «خصوصاً في المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان…» على ما قالت أوساط الرئيس سلام، التي وضفت الأجواء بين الرجلين بأنها «جيدة جداً» وأشارت الى ان اللقاء تناول جلستي مجلس النواب يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين «وامكانات تأمين النصاب»؟! على رغم ان الأجواء لا توحي بهذا الاتجاه…

حركة ديبلوماسية لافتة…وتأكيد على رئيس توافقي

وعلى خط الاستحقاقات الداهمة، فقد سجل يوم أمس حركة ديبلوماسية لافتة، فإلى جانب حركة السفير  الاميركي باتجاه السنيورة وجنبلاط، فقد شهدت السراي الحكومي حركة ديبلوماسية لافتة، حيث استقبل الرئيس سلام أمس، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي أكد ان «رسالتنا الأساسية، على ما سمعتموه تكراراً، ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن… وهناك رسالة إضافية واضحة أيضاً وهي دعمنا لدولة الرئيس سلام ولحكومته وأهمية قدرة الحكومة وفقاً لأحكام الدستور على معالجة التحديات التي تواجه لبنان… كما بحثنا في تطبيق القرار 1701… الذي من المتوقع ان يصدر تقرير حوله هذا الشهر…

كما استقبل سلام السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين الذي تمنى «ان تستمر مؤسسات الدولة في تنفيذ مهماتها بصورة فعالة…» داعياً الى «مواصلة الحوار بين التكتلات الأساسية اللبنانية للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية على أساس توافقي…».

وفي السياق نفسه استقبل سلام السفير الايطالي، الذي استعرض معه التطورات و«التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الشهر الحالي في روما لدعم الجيش اللبناني».

اجتماع بكركي: التمادي في الفراغيناقض الميثاق

وعلى خط الاستحقاق الرئاسي أيضاً، وبعد زيارة عون الى عين التينة، فقد عقدت «لجنة المتابعة» المنبثقة عن «المؤسسات المارونية الثلاث» خلوة في بكركي برئاسة البطريرك الراعي، حيث وضع سيد الصرح في حصيلة ما خلصت اليه الاجتماعات مع «الأقطاب الموارنة الاربعة (عون، جعجع، الجميل وفرنجية) وما افضت اليه المشاورات… وتم الاتفاق على ابقاء الاجتماعات مفتوحة لمواكبة المستجدات. وقد صدر عن المجتمعين بيان طالب المجتمعون من خلاله النواب «بالقيام فوراً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية…» لافتين الى ان المادة 75 من الدستور تعتبر «المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة من دون مناقشة أي عمل آخر…» وذلك كرد مباشر على دعوة الرئيس بري مجلس النواب للانعقاد في العاشر من الجاري في جلسة تشريعية لبت مسألة سلسلة الرتب والرواتب…

وحذر البيان ان «التمادي في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وبقاء الحكومة لمدة غير محددة، إنما يناقضان الميثاق الوطني الذي يوزع رئاسات السلطتين الاشتراعية والاجرائية على الماروني والشيعي والسني… وفي هذه الحال يلغى مكون أساسي هو الرئيس الماروني… وهذا «يناقض ميثاق العيش المشترك».

جعجع: إما عون او التعطيل

من جهته أكد رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال لقائه وفداً من موظفي كازينو لبنان ان «ما أفشل الانتخابات الرئاسية هو طريقة تصرف الفريق الآخر بسبب تمسكه بمعادلة «إما انتخاب العماد ميشال عون رئيساً او التعطيل».