تتراكم التقارير الدولية عن الاوضاع في لبنان، متضمنة مخاوف كبيرة على مستقبله، وما اذا كانت رياح التنظيمات المتطرفة ستمتد الى ارجائه بهدف احداث تغيير سياسي من طريق فتنة مذهبية سنية – شيعية فشل المخططون لها حتى الساعة. وأبدى قادة بعض الدول الكبرى اعجابا بتجاوز البلاد المحاولات التخريبية التي وصلت الى بيروت وفنادقها ولم تعد محصورة بمناطق من الضاحية. ودعا بعض الزعماء الى مزيد من التحصين لاسقاط طموحات بعض التنظيمات المتطرفة لتمزيق صيغة التعايش النموذجي التي أضحت مضرب مثل.
ولفتوا الى أن صدّ المحاولات التخريبية ليس كافيا، بل يجب ارساء دعائم متينة على أسس جديدة تزيد تمتين العلاقات بين القوى السياسية، التي ليس المقصود ازالة الحوار الديموقراطي في ما بينها، لكن المطلوب وعي خطورة المحاولات من الجهات الساعية الى ايذاء لبنان ونسف صيغته التي تتمسك بها جميع المكونات السياسية الفاعلة والمؤثرة.
واعتبروا ان في اللائحة الطويلة التي على اساسها يمكن تجنيب لبنان اي خضات كيانية، أولاً تثبيت الاستقرار السياسي الذي هو حجر الزاوية لكل تفاهم بين ابناء الوطن الواحد، وهذا غير متوافر حاليا لان الفاعليات السياسية تتناحر في ما بينها”.
وفي هذا الوقت، ضربت لبنان هزة ارضية ارعبت السكان دون احداث خسائر، كما نجا لبنان من حرائق “داعشية” كادت تصيب عددا كبيرا من الابرياء في ارواحهم ومنازلهم، في الطرق أو في مقار عملهم، لولا سهر رجال الامن الذين أحبطوا ثلاثة تفجيرات انتحارية.
ولعل ما كشفته التحقيقات أمس، وما يزيد توجس الناس، ان سبعة ارهابيين ينتمون الى تنظيم “داعش” القي القبض عليهم من اصل 28 اعتقلوا بتهمة حيازة احزمة ناسفة ومواد متفجرة لتفخيخ سيارات في الضاحية الجنوبية بواسطة انتحاريين. اما الـ21 الآخرون فهم قيد الاستقصاء والتحري عنهم لسوقهم الى العدالة اذا عثر عليهم في الاراضي اللبنانية.
وذكر مصدر ديبلوماسي لـ”النهار” ان الاتصالات لم تنقطع مع ضباط امنيين للاطلاع منهم على ما أدلى به هؤلاء الارهابيون.
وأفاد سفير دولة كبرى في بيروت ان التعاون مستمر مع كبار مسؤولي الاجهزة الامنية لرصد عودة المقاتلين مع المعارضة السورية على تنوعها، واشاد بالاجهزة الامنية اللبنانية على الرغم من ضآلة الامكانات والاموال التي لا بد منها من اجل التدريب والتنسيق والتعاون مع الضابط اللبناني المكلف الاشراف على ما تحقق من انجازات في هذا المجال.
وشدّد على أهمية توحيد الكلمة والمواقف بين القوى السياسية لجبه أي امتداد يحلم به اي تنظيم من أجل صون سيادة البلاد، وان قادة الاحزاب والتيارات الفاعلة، على اختلاف انتماءاتهم، لم يؤيدوا أي تطرف من التنظيمات التي تهدد وتتوعد بتغيير هوية لبنان وجغرافيته وتركيبته السكانية.