IMLebanon

قمة مسيحية استثنائية في الديمان اليوم

مجلس المطارنة: انتخاب الرئيس.. ودعم الجيش

جاء البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة شاملاً لكل ما تمر بها المنطقة من لبنان الى غزة فالعراق وسوريا، ليظهر لبنان وكأنه جزء من كل. فالبطريرك الماروني بشارة الراعي يقرأ لبنان من نافذة الشرق، ومن هنا تأتي استضافته للقمة المسيحية المشرقية الاستثنائية التي تعقد اليوم في الديمان، في ما يشبه النسخة الثانية للمؤتمر الموسع الذي دعا اليه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي الشهر الماضي. وكما في كل إطلالة له، وآخرها كان في عظة الاحد الماضي وأمس الاول في بيان خاص صدر عن دوائر البطريركية وأمس في بيان المطارنة الدوري، هناك تشديد على ما يكاد يتحول لازمتين في خطاب الكنيسة المارونية: دعم الجيش وملء الشغور الرئاسي. بحسب أوساط البطريرك «تبقى الأولوية للوحدة الوطنية وحل كل الخلافات عبر رص الصفوف وتقديم المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة اخرى، وبالتالي انتخاب رئيس جديد للجمهورية ودعم الجيش بكل الوسائل في مواجهته الإرهاب».

مواقف البطريرك «بالمفرّق» تكرست أمس «بالجملة» في بيان المطارنة الموارنة. دعم الأحبار «نداءاتِه الرئاسية المتكرّرة». وجددوا دعوتهم نواب الأمة وكل القوى السياسية إلى «القيام بواجبهم الدستوري، والإسراع في انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية».

وبألم شديد توقف الآباء عند «الأحداث الدامية في عرسال وجرودها التي افتعلتها تنظيماتٌ أصولية تكفيرية دخيلة أوقعت ضحايا غالية في صفوف الجيش والمواطنين، واستغلّت النازحين السوريين الذين استضافتهم الأرضُ اللبنانية»، معلنين دعمهم الكامل للجيش اللبناني والقوى الأمنية، ومطالبين الكتلَ السياسية بتقديم الدعم السياسي والاجتماعي لهاتَين المؤسَّستَين، أسوةً بما قامت به الحكومة. وإذ اعربوا عن «ثقتهم الكبيرة بحكمة المؤسسة العسكرية»، ناشدوا الدولَ الصديقة «أن يمدُّوها بكل ما تحتاج اليه من عتاد».

وفي لازمة ثالثة، أعرب الآباء «عن قلقهم حيال الوضع الاقتصادي المتدهور»، وناشدوا الحكومة «وضعَ خطة إنقاذية للاقتصاد. آسفين لأن يؤخذ طلّابُ الشهادات الرسمية رهينةً لمطالب المعلّمين. ومناشدين المسؤولين تحرير الطلاب، فهذا حقّ وعدل يفوقان كلَّ اعتبار آخر».

ومن هموم لبنان الى الجرح المسيحي والعربي في العراق وسوريا. اذ استنكر الآباء «انتهاك المقامات ودور العبادة، والتعدّي الإرهابي على المسيحيين وبعض الأقلّيات في العراق، ولا سيما في الموصل ومنطقتها، ما أدّى ويؤدي الى تهجيرهم وإفراغ المنطقة من الوجود المسيحي الذي يعود الى ألفي سنة». كما أعربوا عن قلقهم إزاء «التهديدات التي تتربّص بمسيحيي سوريا». ونبّهوا الدول الغربية من مغبّة تشجيع المسيحيين على الهجرة إلى تلك الأمصار».

اما «آلة القتل الاسرائيلية التي تعمل في غزة لزارعة الموت والدمار» فشجبها الآباء، منتقدين «الصمت العربي والعالمي المشين». معتبرين أن «لا خلاص من هذه المأساة من دون تكريس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلّة وعاصمتُها القدس، وجعل هذه المدينة مدينةً مفتوحة بحمايةٍ دولية، وكفّ اسرائيل عن اعتماد ذريعة الإرهاب لزيادة التوسع الاستيطاني».