«عمليّة السيف المسلّط» ضربت فأصابت.. الجيش يخوض معركة ضدّ الارهاب
قهوجي : خطر كبير يُهدّد الوطن.. جاهزون لمواجهة التكفيريين
عرسال مجدداً الى الواجهة، وهذه المرة في مشهد هو الاخطر على المصير الوطني، حيث اريد للبلدة الصابرة، ان تكون المعقل الاخير للمجموعات الارهابية التي تنادي باقامة «الولاية الاسلامية» التكفيرية التي تمارس كل انواع البطش بحق المسيحيين وغير المسيحيين.. من الموصل العراقية الى الرقة السورية، الا ان الجدية التي تعامل بها قائد الجيش العماد جان قهوجي، وانعكاس ذلك على التحرك الميداني الواسع لوحدات الجيش ووحداته المجوقلة، خفف من حال القلق التي سادت.
«عملية السيف المسلّط» التي اطلقها الجيش لمواجهة المجموعات الارهابية مستمرة لليوم الثاني على التوالي دون هوادة بل بتصميم واصرار على القضاء على الارهاب، وان شهداء الجيش الذين سقطوا على يد الارهابيين انضموا الى قافلة الشهداء الذين رووا بدمائهم ارض الوطن دفاعاً عنه. (ص2)
فالعماد قهوجي اعلن ان الجيش على اتم الجهوزية لمواجهة كل الحركات الارهابية في عرسال وفي كل المناطق، ولفت الى ان الارهابي عماد جمعة الموقوف لدى الجيش اعترف بالتخطيط لتنفيذ هجوم واسع على البلدة وعلى مراكز الجيش، مؤكداً ان الجيش مستمر ببذل كل الجهود الممكنة للمحافظة على لبنان، مشدداً على ان عرسال بلدة لبنانية عزيزة وسنحافظ عليها، واعلن ان حصيلة العملية العسكرية حتى الآن هي عشرة شهداء و25 جريحاً و13 مفقوداً قد يكونون في عداد المخطوفين، وذكّر بأن الجيش اللبناني كان اول من طالب بمعالجة الوضع الامني للنازحين السوريين، داعياً جميع المسؤولين السياسيين والروحيين الى التنبّه لخطورة الآتي على لبنان الذي لن يكون بمنأى عما يحصل في عرسال. (التفاصيل في المحليات).
ميدانياً
ويواصل الجيش اللبناني استقدام المزيد من التعزيزات الى محيط بلدة عرسال من آليات ومدافع، وقد نفذ هجومات واسعة واستطاع استعادة بعض المواقع التي سيطر عليها تنظيم «داعش» من بينها مهنية عرسال وسيطر بالنار على المركز العسكري القريب منها.
واعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان صادر عن مديرية التوجيه ان وحدات الجيش تواصل عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث تمكنت من طرد المسلحين من مبنى مهنية عرسال، الذين حاولوا السيطرة عليها.
وكبد الجيش اللبناني المسلحين في عرسال خسائر كبيرة في الأرواح، وقد تحدثت قيادة الجيش عن هجوم شنته مجموعات مسلحة ينتمي افرادها الى جنسيات مختلفة، على المراكز الامنية والعسكرية في عرسال وجرودها، ودارت اشتباكات واسعة وعنيفة بين الجيش اللبناني والمجموعات الارهابية التي تنتمي الى «داعش» و«جبهة النصرة»، وتركزت في مناطق وادي حميد ووادي الرعيان والمدخل الغربي لعرسال، وقد قامت وحدات الجيش اللبناني بالتصدي للهجمات الارهابية التي تعرضت لها مواقع ومراكز الجيش، وقامت بملاحقة المسلحين وقد استقدم الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية كثيفة الى المنطقة، لمحاصرة المسلحين والعمل على مواجهتهم واستعادة المواقع العسكرية التابعة للجيش، والتي سيطر عليها المسلحون، وتمركزت وحدات الجيش في معظم المناطق المحيطة بعرسال، وبالفعل فقد استعاد الجيش مواقعه في وادي حميد ومصيدة، وتمكن الجيش من قتل العشرات من المسلحين، اضافة الى عشرات الجرحى. واستخدم الجيش اللبناني الاسلحة المناسبة في صد هجمات المسلحين، وقصفت مدفعية الجيش بعض المناطق التي تتمركز فيها المجموعات المسلحة في اطراف بلدة عرسال وفي داخلها.
الا ان موقع الحصن لا زال الاتصال بعناصره مفقوداً، وتحدثت معلومات ان اكثرمن 500 مسلّح سيطروا على ثكنة الجيش في عرسال، الا ان مصادر عسكرية أكدت ان الجيش صد الهجوم واخرج المسلحين من الثكنة، وتؤكد المصادر ان المعارك تتركز على المواقع التي خسرها الجيش خارج عرسال.
وتؤكد المعلومات ايضاً من داخل عرسال ان الاوضاع صعبة جداً، وهناك صعوبة في العملية العسكرية بسبب وعورة المنطقة وكثافة اعداد المسلحين ومعرفتهم بالمنطقة ومغاورها، هذا بالاضافة الى امتلاك المسلحين اسلحة ثقيلة حيث انهم تصدّوا لطوافات الجيش بالمضادات، كما أن الدخول اليها عسكرياً صعب نتيجة وجود اعداد كبيرة من المدنيين وتغلغل المسلحين بينهم اضافة الى وجود 120 الف نازح سوري في البلدة.
وتشير المعلومات الى ان الجيش لن يفرج عن الارهابي عماد جمعة وانه اعتقله بينما كان يقوم بجولة في عرسال وخطط مع المسلحين للعملية ضد الجيش، واكدت المعلومات ان مخابرات الجيش تمتلك معلومات عن التحضيرات التي كان يقوم بها جمعة، ولذلك تم ايقافه، وان الجيش لن يتراجع الا باسترداد مواقعه ومعرفة مصير الجنود الـ13 خصوصاً ان المعلومات تحدثت عن اعتقالهم من قبل المسلحين.
من هو الارهابي عماد جمعة؟
كشفت معلومات موثوق بها لـ«الديار» ان الحملة العسكرية التي قامت بها المجموعات الاسلامية التكفيرية، جاءت بعد ان شعرت ان مخططاتها العسكرية المرسومة لمنطقة عرسال، كاد الجيش ان يحبطها، بتوقيف الارهابي السوري عماد جمعة، الذي اظهرت التحقيقات معه انه يشغل منصب «امير الدولة الاسلامية» في ولاية لبنان، وهو كان يترد كثيراً الى عرسال لتنظيم وجود المجموعات المسلحة التابعة له، ويشرف على انتشار المجموعات المسلحة في اوساط المخيمات الخاصة بالنازحين السوريين في عرسال، والتي اقيمت لتكون الغطاء المناسب لعمل هذه المجموعات وتواجدها، وان جمعة كان ينام داخل خيم النازحين للتمويه.
ولفتت المعلومات الى ان الارهابي جمعة، وان كان يقود «جبهة النصرة» في منطقة القلمون السورية، قبل وبعد معركة القصير، الا انه اعلن ولاءه لتنظيم «داعش» وانه كلف قيادة المجموعات المسلحة المتواجدة في منطقة عرسال وجرودها، والتي يقدر عددها بنحو ثلاثة الاف مسلح، ينتمون الى جنسيات مختلفة خليجية، واوروبية.
الارهابيون ينتقمون من الأهالي
وتؤكد المعلومات ان الارهابيين سيطروا على بلدة عرسال واقاموا حواجز تفتيش كما عمدوا على خطف المواطنين، ويؤكد الاهالي هناك ان الارهابيين يعمدون الى الانتقام من سكان المنطقة بقطع الامدادات والمعونات عنهم، ويطلقون النار عشوائىاً على كل من يحاول الخروج، واكد بعض سكان البلدة ان المسلحين هم بغالبيتهم من السوريين والعرب ويهددونهم باستعمالهم كدروع بشرية.
وقد افاد مواطنون تمكنوا من الخروج من بلدة عرسال، ان اعداداً كبيرة من المسلحين انتشروا ليلة ما قبل الماضية في شوارع البلدة، وقاموا بمنع المواطنين من التجول داخل البلدة، واطلقت تهديدات تنذرهم بعدم المغادرة، وافيد ان عدداً من المواطنين تعرضوا لاطلاق نار من المجموعات المسلحة، لمنعهم من المغادرة، في خطوة فسرت على ان المجموعات الارهابية تسعى الى تحويل السكان الى دروع بشرية، وذكرت المعلومات الواردة من داخل عرسال ان المسلحين اطلقوا عبر مكبرات الصوت الخاصة في المساجد نداءات «الله اكبر»، مع كل هجوم تشنه على مواقع الجيش اللبناني، وقد بثت اناشيد إسلامية خاصة بـ «القاعدة» اثناء الهجوم على ثكنة الجيش ـ المهنية، الواقعة عند مدخل البلدة.
وكان مواطنون خرجوا من عرسال افادوا بانهم شاهدوا عناصر المجموعات الاسلامية المتشددة بسلاحهم يجوبون شوارع البلدة، بعضهم يتنقل على متن اليات عسكرية مزودة برشاشات ثقيلة مضادة للطائرات من عيار 14.5 ملم، ورشاشات من نوع دوشكا وقاذفات صاروخية، وقاموا بنصب مجموعة من بطاريات المدفعية على مشارف البلدة ومجموعة من قاذفات الهاون.
وتقول المعلومات ان الوضع ليس بمزحة ابداً، وهناك خوف من ان تتحرك الخلايا النائمة في البقاع لتوسيع الفتنة.
اذاً كل المعطيات الامنية والميدانية التي سجلت على «جبهة» عرسال الواقعة عند تخوم الحدود مع سوريا، تؤكد على ان المعركة بدأت لاستئصال «المسلحين النازحين» من «ولاية القلمون» المنهارة ومجموعاتها الاسلامية المتشددة التي باتت تُعرف بخطابها وممارساتها التكفيرية والارهابية ، ، بفعل الضربات المؤلمة التي وجهها اليهم الجيش العربي السوري ومجموعات «حزب الله» من الجانب السوري.
هل انفجر اللغم الامني؟
هذا وقد استأثر وضع الحالة العسكريتارية التي ظهرت امس داخل عرسال والاستهدافات التي تعرض لها الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى، باهتمام الاوساط اللبنانية والدولية، وسط حال من الترقب عما اذا كانت الامور تتجه نحو الحسم ،بحيث يتعزز الاتجاه الداعي الى الحسم العسكري ، سيما وان الخسائر التي سجلت في صفوف الجيش اللبناني، لا يمكن ان تتحملها قيادة الجيش التي اطلقت عملية «السيف المسلط» لمواجهة المجموعات الارهابية، وبالتالي فلا يمكن التعامل مع ما جرى على انه حادث امني عابر.. فهل انفجر اللغم الامني الذي حمل معه مخاطر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش»، ومعها «جبهة النصرة» ومجموعات اخرى مرتبطة بالشبكات الارهابية التي قامت بلسلسلة من التفجيرات طالت عمق المناطق اللبنانية، واستهدف معظمها مواقع ومراكز وحواجز الجيش اللبناني.
الجيش: الاعلام يبث معلومات مغلوطة
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي:
«يعمد بعض وسائل الإعلام إلى بث معلومات مغلوطة عن أعداد الشهداء العسكريين وأسمائهم الذين سقطوا خلال الإشتباكات الجارية في منطقة عرسال.
تدعو قيادة الجيش وسائل الإعلام المعنية إلى التوقف عن بث هذه المعلومات أيا كان مصدرها والإعتماد فقط على البيانات الصادرة عن هذه القيادة».
وفي بيان لاحق اعتبرت قيادة الجيش اللبناني أن ما جرى ويجري في عرسال هو أخطر ما تعرض له لبنان واللبنانيون، مؤكدةً أن الجيش لن يسكت عن أي استهداف يطاله أو يطال ابناء عرسال.
واضافت القيادة إن الجيش لن يسمح لأي طرف ان ينقل المعركة من سوريا الى أرضه، ولن يسمح لأي مسلح غريب عن بيئتنا ومجتمعنا بأن يعبث بأمن لبنان وأن يمسَّ بسلامة العناصر من جيش وقوى أمن. ودعت القيادة الجميع لوعي خطورة ما يجري وما يحضر للبنان وللبنانيين وللجيش، بعدما ظهر ان الاعمال المسلحة ليست وليدة الصدفة بل هي مخططة ومدروسة. (بيانات قيادة الجيش ص 2)
«ابو طاقيّة» . المضياف
وكان مصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية» زعم ان عناصر الجيش اللبناني و قوى الامن الداخلي الذين اختطفوا من داخل مفرزة الدرك ومن ثكنة الجيش في عرسال، هم بـ«ضيافته»، وانهم سيسلمون الى اهلهم فور هدوء الاوضاع، وقال ان عناصر الدرك غير محتجزين وانهم اتصلوا بأهاليهم وهناك امكانية للافراج عنهم اليوم. الا ان تنظيم داعش رفض ما طرحه الحجيري داعياً الى الافراج عن جمعة مقابل الافراج عن عناصر الدرك.
وذكرت المعلومات ان الحجيري هو الذي فبرك شهادات العناصر الامنية التي تحدثت عن «انشقاقهم عن الجيش اللبناني وحزب الله»(!)، وان العناصر الامنية اُجبرت على الادلاء بهذه الشهادات تحت الضغط المسلح، وافادت المعلومات ان احد العناصر الامنية تمكن من الهرب من مكان احتجازه في منزل الحجيري الذي طالب كشرط لاطلاق عناصر الجيش والقوى الامنية، بوقف القصف على عرسال واطلاق القيادي في «جبهة النصرة» عماد جمعة الموقوف لدى الجيش اللبناني الذي قال عنه انه «صيد ثمين».
وفي خطوة معبرة ، لجأ ت عشرات العائلات العرسالية الى قرى وبلدات محيطة ببلدتهم، وتقيم فيها اغلبية شيعية، واقاموا في منازل اصدقاء واقارب لهم في بلدات الهرمل والقاع والعين واللبوة.
وليلا ، تحدثت هيئة العلماء المسلمين عن التوصل الى «هدنة» في عرسال بدأت الساعة التاسعة ليلا ، فيما اشترطت قيادة الجيش اللبناني للموافقة على «الهدنة» بنودا عدة، ابرزها تسليم العسكريين الذين فقدوا او اختطفوا.
اجتماع امني في السراي
وكان رئيس الحكومة تمام سلام الذي ترأس في السراي الكبير اجتماعا أمنيا وُصف بـ «الاستثنائي» لمتابعة التطورات الأخيرة في عرسال ، بحضور قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية ، وتم استعراض المخاطر الامنية التي تمثلت باستهداف القوى الامنية ، واحتياجات الجيش اللبناني الذي يخوض معركة الدفاع عن السيادة اللبنانية ، وقد اكد سلام حرص حكومته على توفير اي جهد لتأمين مستلزمات الجيش والحفاظ على اعلى درجات الاستنفار، وتم الاطلاع على نتائج التحقيقات التي اجريت مع القيادة في جبهة النصرة عماد جمعة.
«احرار السنة»
هذا واعتبر لواء أحرار السُنّة بعلبك في تغريدة له عبر موقع «تويتر» ان «الأيام المقبلة سوف تحمل فتوحات وإنتصارات لمجاهدي دولة الخلافة التي تسحق الجيش وحزب الله
ولفت الى ان «ما يجري في عرسال ما هو إلا القليل من قوة الردع التي باتت دولة الخلافة «تمتلكها»، ودعا سيف الله الشياح «أهل السُنّة لأن يقفوا إلى جانب المجاهدين الذين يقومون بردع حزب الله ومنعه من التمدد وإستمراره بإنتهاك كراماتنا وتوجه لوزير الداخلية نهاد المشنوق بالقول: «للمرتد نهاد المشنوق» راجع نفسك لأن التاريخ لا يرحم.
مواقف
الالتفاف حول الجيش بات عنواناً سياسياً تكرر على لسان اكثر من مسؤول، وانطلق من اكثر من منطقة تحت شعار «ان الخطر على لبنان آت» ومواجهته لا تكون الا بدعم الجيش في مواجهة داعش.
{ وضمن المواقف فقد جدد حزب الله الوقوف الى جانب الجيش مؤسسة وقيادة بوجه الهجمة الارهابية المنظمة المدعومة بغطاء خارجي وتبرير داخلي داعياً الجميع الى التكاتف وعدم التماس الاعذار لهذه الجماعات.
{ بدوره دعا النائب وليد جنبلاط الى الوقوف الى جانب الجيش والتصدي لارهاب تكفيري كما دعا الرئيس سعد الحريري الى ان يأخذ الموقف التاريخي.
{ واللافت ما جاء على لسان النائب محمد كبارة بعد اجتماع اللقاء الوطني الاسلامي في منزله حيث مارس كبارة شحناً طائفياً مذهبياً خطيراً في محاولة تبرئة الارهابيين من جريمة الاعتداء على الجيش. وقد تحدث عن مسلسل لمؤامرة ايرانية ـ اسدية لاخضاع اهل السنّة وأعلن رفضه تكرار مؤامرة عبرا في عرسال وطالب بتحقيق سريع مع عماد جمعة ومجموعته المحتجزة لدى الجيش لعدم وجود اي مبرر قانوني لاعتقالهم تمهيداً لاطلاق سراحهم.