وفي المقابل، فإنّ فريق 8 آذار يلجأ مرّة الى الورقة البيضاء فيقترع بها، ومرّة ثانية لا يصوّت نوابه، ومرّة ثالثة يهربون…
وفي الوقت ذاته، تصدر تصريحات عن «حزب الله» من قياديين ووزراء ونواب، أمثال نعيم قاسم وابراهيم أمين السيّد، ومحمد رعد، ومحمد فنيش… ويقولون: عندنا مرشح.
هذا حقهم! ولكن أين الصراحة؟ ولماذا لا يقولون علناً: إنّنا ندعم ميشال عون؟!.
وميشال عون، كما يعرف الجميع، يوفد صهره الوزير جبران باسيل الى سعد الحريري… وقد عقدا غير جلسة.
ونسأل عون: لماذا لا يقدر أن يقول: أنا مرشح للرئاسة ومشروعي هو أولاً انسحاب «حزب الله» من سوريا، وثانياً (عفواً لعلنا نسينا أنّه مرشح ليكون «الرئيس القوي») بالنسبة الى سلاح «حزب الله» الذي ينقسم اللبنانيون حوله إنقساماً حاداً بين فريق مؤيّد يعتبر السلاح ضرورياً، وفريق ثانٍ يرى في السلاح أنّه كان حاجة وطنية حتى العام 2000، أمّا في ما بعد فتحوّل السلاح الى الداخل اللبناني واحتلال بيروت، وحرق تلفزيون «المستقبل»، وقتل الزيادين (والملف طويل عريض) ناهيك بالست زينب والقُصير والقلمون والغوطة (…).
ولميشال عون فرصة كبرى: بين يديه «إعلان بعبدا»، ومشروع الاستراتيجية الدفاعية التي أودعها الرئيس ميشال سليمان أمانة في أيدي الرئيس الجديد، وهذه فرصة تاريخية لعون.
وكان لافتاً للإهتمام الزيارة التي باشرها الرئيس أمين الجميّل الى معراب… وقوله: مرشحه سمير جعجع، وفي مكان آخر يقول: إذا ما مشي سمير أنا من شو بشكي؟!.
من شبّ على خلق شاب عليه.
أمّا الذروة ففي لقاء ميشال عون وأمين الجميّل، ويجب إجراء مباراة لاكتشاف مَن هو الأصدق بينهما، ويبدو أنّهما أقسما يميناً معظّمة في ألا يقولا صدقاً!
وأخيراً وليس آخر، تذكرت قول نائب رئيس مجلس النواب السابق الياس الفرزلي عندما قال: قولها يا دولة الرئيس… قولها…
وعساه يردّدها لميشال عون: قولها! قولها!
أمّا الجدّية في هذا كله فهو أن لا حسماً بأي شكل من الأشكال قبل لقاء 13 أيار الجاري بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في ڤيينا، حتى إذا تمّ الاتفاق بين الجانبين صار لنا رئيس جديد… وإذا اختلفا فليس التمديد للرئيس ميشال سليمان بمستبعد!