لم يكن ينقص اللبناني إلا ان يتخوف من وباء “الايبولا”، حتى لو كان في افريقيا، بعدما هجر الوطن رغما عنه سعيا الى العمل، وبعدما سيطرت البطالة على مرافق الانتاج بفعل تناحر زعماء البلاد على انتخاب رئيس للجمهورية وفشلهم حتى الآن في ذلك واهتمامهم باقحام أنفسهم في الازمة السورية.
دق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جرس الانذار لنحو 22500 لبناني منتشرين في ثلاث دول افريقية هي سييراليون (12 الفا)، غينيا (3500)، وليبيريا (6500). لم يشأ تخويفهم عندما طلب من رؤساء البعثات الديبلوماسية توعيتهم وتنبيههم الى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة من أجل منع اصابتهم بهذا الوباء، وتنفيذا لما تلقته وزارة الخارجية والمغتربين من منظمة الصحة العالمية من ضرورة اتباع اجراءات يجب التقيد بها لحمايتهم من الوباء.
كما أن اللبناني الآتي الى بيروت من الدول الافريقية الثلاث لتمضية عطلة الصيف بين أهله وذويه عليه الخضوع للمراقبة الصحية الصارمة التي تنتظره من الطائرة، فاذا ارتفعت حرارته وعلم بها القبطان فعليه ان يعلم السلطات الصحية في المطار للتثبت من السبب قبل مغادرته المطار، وإلا فسيعزل وسيخضع للمعالجة اذا تبين انه يحمل وباء الـ”ايبولا”. وهذا ما شدد عليه وزير الصحة وائل أبو فاعور لدى زيارته المطار أمس.
ولم يتأخر وزير العمل سجعان قزي في الاعلان ان وزارته أوقفت موقتا اجازات العمل للرعايا من الدول الافريقية الثلاث، في اطار الاجراءات المتخذة لمنع انتقال الوباء الى لبنان.
وأفادت مصادر ديبلوماسية “النهار” ان السفارات في سييراليون وغينيا وليبيريا لم تفد عن اصابة أي لبناني بالـ”ايبولا”.
ولاحظت تحول الديبلوماسية اللبنانية في هذه الايام الى ديبلوماسية متابعة لشؤون اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم وما يصيب بعضهم من مشاكل من ضحايا الكارثة الجوية الـ19 الذين كانوا على متن الطائرة الجزائرية التي سقطت في مالي وهي متجهة من بوركينا فاسو الى مطار الجزائر، الى التخوف من اصابة آلاف اللبنانيين في الدول الافريقية الثلاث حيث ينتشر وباء الـ”ايبولا” ومطالبة لبنانيين يعيشون في ليبيا منذ 45 عاما بمساعدة من يريد مغادرة البلاد، خصوصا من يقطن في العاصمة طرابلس او في بنغازي، أي في المدينتين اللتين تشهدان قتالا ضاريا بين قوات الجيش الرسمية وفصائل تطمح الى انتزاع السلطة من الحكام الحاليين. وافقت السلطات التونسية لمن يرغب من لبنانيي ليبيا، على عبور حدودها، ووعدت وزارة الخارجية بتسهيلات لهم مثل مدّهم بتأشيرات ترانزيت حتى لمن انتهت صلاحية جواز سفره.
ودعت مصادر قيادية الى انشاء خلية أزمة في قصر بسترس تضم ممثلين لوزارات الداخلية والدفاع والصحة وقيادات أمنية، من أجل تقديم المعالجات السريعة للمنتشرين في الخارج، ولا سيما ان الدول التي تستضيفهم، كالدول الافريقية وبعض دول المغرب العربي، تشهد حركات تغيير سياسي أصابت مصالح الكثير من اللبنانيين في مصانعهم ومتاجرهم في تلك الدول، ولولا المساعدات التي تقدمها فرنسا أثناء وقوع المشاكل في الدول التي يعمل فيها اللبنانيون بنقلهم الى أماكن أكثر أمانا او الموافقة على فحص أشلاء ركاب رحلة اوغادونو المشؤومة، وسبق ذلك الكثير من تقديم المعونات للبنانيي افريقيا لدى حدوث انقلابات عسكرية وتعرض بعض أبناء الجالية لتجاوزات، كالسرقة وسوى ذلك.
وأعربت عن تفهمها لسوء طالع عدد من اللبنانيين الذين يعيشون في الخارج، لما يصيب الكثير منهم في الحوادث الجوية والتفجيرات.