IMLebanon

كلام نصر الله في الذاكرة السياسية؟!

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في طلته السياسية – الاعلامية في ذكرى حرب تموز، ما يفهم منه ان الحزب مستمر في سياسته ولن يقبل عنها بديلا، اضافة الى ان خط سير حزب الله هو غير المطلوب منه لجهة العودة الى الدولة، بقدر ما يفهم من الخطاب ان غيره كان على خطأ، خصوصا بالنسبة الى الحال العامة في سوريا والحرب الدائرة هناك.

يقول احد السياسيين ان من الصعوبة بمكان افهام حزب الله ان الواجب يدعوه الى العودة الى كنف الدولة، مع العلم انه عندما انضم الى الحرب السورية كان يتصور انه يقوم بمهمة وطنية وقومية من الصعب عليه تجاهلها مهما اختلفت نظرة الاخرين اليها، فضلا عن ان نظرته الى حركة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) لا تزال تتطلب تصرفا مباشرا يكفل الدفاع عن لبنان لاسيما ان السلطة قد جربت التعاطي مع «داعش» ومع تنظيم «النصرة» من غير ان تلمس ايجابية واحدة، من خلال ما حصل في عرسال وغيرها، خصوصا ان رد فعل «داعش» و «النصرة» تمثل باحتجاز  عناصر من الجيش والقوى الامنية وصولا الى ضرورة الاختيار بين تخلية اسلاميين اصوليين لمبادلتهم عندما تدعو الحاجة؟

في النتيجة يخطئ من يعتقد ان استرداد الاسرى من العسكريين سيتم من خلال تبويس اللحى، اي ان استعادة المحتجزين ستتم بمبادلتهم بمحكومين او موقوفين من الاسلاميين الذين هم في قبضة العدالة اللبنانية منذ سنوات ومن غير ان يصدر عليهم اي حكم قضائي لتبرير احتجازهم، وهذا من ضمن ما كان مرتقبا منذ زمن طويل، من غير ان تستفيد الدولة من مجموعة مؤشرات صدرت في هذا الصدد!

المهم ان الجيش اللبناني مكبل مثله مثل قوى الامن الداخلي في تجنب اي عمل من شأنه تخلية المحتجزين عند الخارجين على القانون خشية حصول رد فعل من شأنه الحاق الاذى بالرهائن الذين توصل سوء التصرف الى تجاهل اصول التعاطي معهم وهذا ليس خطأ القضاء بقدر ما هو خطأ السياسيين الذين لم يستوعبوا الى الان ابعاد وسلبيات عدم محاكمة المعتقلين من الاسلاميين الاصوليين الذين تطورت قضاياهم الى ما يفهم منه انهم غير مرتكبين اية مخالفة في الاساس باستثناء عدم معرفة كيفية تعاطي الدولة معهم؟!

وما هو اكثر اهمية ان الجيش سيقف عاجزا ومعه قوى الامن الداخلي امام التعاطي مع «الخوارج» لان هؤلاء غير قادرين على تقديم بدائل مثلهم مثل مبادلة المعتقلين من الاصوليين منذ سنوات طويلة، وهذا بدوره من ضمن اللعبة السياسية التي من الصعب تجاهل سلبياتها كونها منوطة بسمعة الدولة وقدرة الجيش والاجهزة الامنية على القيام بالمطلوب سياسيا كي لا نقول امنيا وعسكريا!

وفي عودة الى خطاب الامين العام لحزب الله فان دلالاته تحول دون اي نوع من انواع التفاهم مع الدولة، لاسيما ان بعضهم لا يزال يطالب الحزب بالانسحاب من الحرب السورية، فيما تؤكد الوقائع على الارض ان الحرب في سوريا طويلة وتحتاج الى مزيد من التورط السياسي والعسكري من جانب الحزب الذي لا يجد نفسه مخطئا في ما يفعله في سوريا، الى حد الاستعداد المتواصل لان يتابع ما بدأه هناك الى جانب نظام بشار الاسد، اضافة الى ان مهمة حزب الله في سوريا مطلوبة منه بالتنسيق مع النظام الايراني قبل غيره!

اشارة في هذا السياق الى ان العقدة السياسية المتمثلة بعدم اجراء انتخابات رئاسية في لبنان، لا تضر حزب الله وحليفه تكتل التغيير والاصلاح الى جانب قوى 8 اذار بقدر ما تؤذي الذين عجزوا عن انجاز الاستحقاق وهؤلاء لا يقتصرون على فئة من دون اخرى، بدليل الرسائل شبه اليومية التي يوجهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي لم يستوعب الى الان انه غير قادر على خلق حمية سياسية تكفل اجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا بدوره محسوب لغير مصلحة قوى 14 اذار خصوصا والمسيحيين عموما طالما ان لا مجال لتغيير حرف في الدستور الذي يملي مشاركة الثلثين من النواب زائدا واحدا ومن بعد هؤلاء الطوفان؟!