IMLebanon

كلنا مع الجيش

مهما يكن من نقاش سياسي في طول البلاد وعرضها، فإن وقوف اللبنانيين الى جانب الجيش اللبناني أمر ملحّ وضروري، بل هو واجب وطني لأنه يمثل كرامة البلد وعزته، وواجب انساني اذ قلما دفعت عائلات أثماناً باهظة من اجل الوطن كما فعلت عائلات جنود الجيش.

بالأمس استشهد أكثر من عشرة عسكريين، وغابت اخبار آخرين، وجرح غيرهم، في مواجهات مع إرهابيين، وهم ارهابيون بحق لأنهم أولاً يحاربون جيشاً وطنياً على أرضه وهم غرباء، ويأسرون أفراداً من قوى الامن الداخلي ويجردونهم من سلاحهم، ويرعبون الأهالي ويحتجزونهم. إذاً هم عصابات خطف وقتل يقتلون ويقاتلون لإدخال لبنان في أتون الحرب السورية، وهم والنظام السوري في هذا التوجه سواء.

قد يقول قائل إن “حزب الله” قرر المعركة ودفع الجيش اليها، وآخر إنها معركة تستهدف أهل السنّة، وثالث إنها مطية لوصول قائد الجيش الى قصر بعبدا، وهذا كله مطروح ومتداول، لكنه هراء أمام الدماء التي تبذل من أجل إنقاذ لبنان من حروب عبثية مدمّرة تجتاح المنطقة بأكملها، اذ ان المراقب لما يجري حولنا من تجاوزات وجرائم في حق الانسان والتراث والعادات والقيم والاوطان، لا بد أن يدركه القلق، ويدفعه الى رفض هذا الاجتياح السوري، رفضه لكل زمن الوصاية سابقاً، لكأن سوريا الجارة لا تجرّ على جارها إلا الويلات في زمن قوتها كما في ايام ضعفها.

تنظيم “الدولة الاسلامية” مرفوض ولا شك مسيحياً وشيعياً، وهو بالتأكيد مرفوض سنياً أيضاً، لأن السنّة في لبنان شكلوا رمزاً للاعتدال، وهم في تضامنهم مع المعارضة السورية، شاطروا كثيرين هذا التوجه الذي ولد من رحم المعاناة والظلم ، ولا يجوز تالياً اتهامهم بايواء الارهابيين. وثمة فارق كبير بين المعارضة التي قامت ضد نظام الاسد، وتنظيم تكفيري استقدم اعضاؤه من كل أصقاع الارض، وهو غريب عن السوريين واللبنانيين الى اي دين انتموا.

اليوم مطلوب وقفة مع الجيش كي لا نكرر سيناريو العام 1975، ومطلوب وقفة مع الجيش كي لا نمضي مجددا في تقسيم البلد وتفتيته من باب تقسيم الجيش. عدم وقوف الجيش وعدم الوقوف معه جريمتان لا تغتفران.