IMLebanon

كوعان لا كوعٌ واحد…

يقول واقع الحال والوقوعات والوقائع الثابتة بالعين المجردَّة إن النقل اكتمل بالزعرور لدى بلد الثماني عشرة طائفة التي زُيِّنَت بدفق الألوف المؤلفة من اللاجئين والنازحين والمتسلّلين، على امتداد جغرافيا لبنان الأخضر الحلو، ومن كل حدب وصوب.

حتى قيل، بتأن ودقُّة، إن عدد ما تبقَّى من اللبنانييّن “قيد الاقامة” تخطاه بفراسخ مبحْبَحة عدد الذين انتشروا من النهر الكبير الى الناقورة صعوداً الى أعماق الجنوب والشمال والبقاعين.

أما عن الأرقام والاحصاءات بدقة، فلا يزال الرقم المرجحَّ والمرشّح للتصاعد يراوح بين المليون ونصف الآخر، أو أقل بقليل أو أكثر بالنسبة ذاتها.

وبديهي أن يكون الطابع السوري هو المسيطر على الجموع الزاحفة في اتجاه أهل ضيعة جبال المجد، والمطعمة بنكهة رقم ضئيل من الفلسطينيين الفاريّن من المخيَّمات السوريَّة المستهدفة بدورها.

شعار “يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت ربُّ المنزل” سيظلُّ مرفوعاً، وخاضعاً للتطبيق، شاء اللبنانيون أو… ندموا. فالمسألة جغرافيَّة في الدرجة الاولى، والشعار الآخر الذي يصف السوريين واللبنانييّن بانهم “شعب واحد في بلدين” بات أكثر تطبيقاً في هذه المرحلة، وأكثر واقعية.

وهنا تكمن حكاية القشة التي قصمت ظهر البعير، ولا شيء يمنع أن تقصم ظهر لبنان… اذا ما التفتنا صوب العراق وامبراطورية “داعش” و”دولة الخليفة ابو بكر البغدادي”، والمواجهة المكشوفة على سن الرمح والصاروخ بين الشيعة والسنَّة.

لقد سبق الفضل و”تنعَّم” اللبنانيّون بمثل هذه المحنة، وبمساهمة لا تُنسى من النظام السوري، وذاقوا مرارة طعم النزوح بعشرات ومئات الالوف، والفرار الى أقرب الدول كما أبعدها، مروراً بسوريا وبلوغاً أوستراليا وكندا والقطبين الشمالي والجنوبي، ناهيك بقبرص وباريس ولندن والستايتس”…

لكن لبَّ المشكلة التي لم يظهر منها بعد سوى رأسها ليست هنا. ولا هي في العبء الثقيل الملقى بكل وطأته وتداعياته وما يستتبع من ذيول وصدمات وعقبات واحتمالات. منها، على سبيل المثال لا الحصر، البقاء والسعي الى الاستيطان، وتحت عشرات العناوين، ولعشرات الأسباب.

والتدفُّقْ البشري مع كامل العدة والعتاد مستمر من الحدود والسدود والممرات المائيَّة والهوائيَّة، وما من وسائل انسانيَّة وأخوية ناجعة يمكنها أن تضع له حدَّاً في المدى المنظور.

عاجلاً أم آجلاً قد يواجه لبنان، بل ثمة مَنْ يجزم بأنه سيواجه مشكلة معقدة ومستعصية. هذا إن لم يجد نفسه أمام مأزق مفاده العدو من أمامكم والبحر من ورائكم…هذا مجرَّد نموذج عما ينتظر لبنان على الكوع ا لتالي بعد كوع الاستحقاق الرئاسي، إن لم يسبقه!