IMLebanon

كيري اليوم في بيروت واللاجئون إلى 1٫6 مليون الحكـومـة تتعثّر في الاتفاق على آلية عملها

الاهتمام الدولي بلبنان مرشح للتصاعد، دفعا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، او في الحد الادنى ضمان ادارة الحكومة فترة الشغور من دون تعطيل عمل المؤسسات بما يمكن ان ينعكس سلبا على مصالح اللبنانيين واللاجئين اليه والقوات الدولية العاملة على ارضه، كما ينعكس على الامن، على رغم ان مجلس الوزراء لم يتمكن أمس من الاتفاق على صيغة لاتخاذ قراراته، فطارت الجلسة من دون التوصل الى آلية العمل، ولم يحدد الرئيس تمام سلام موعدا لجلسة مقبلة قبل نضج الاتصالات السياسية وبلورة قرار بتسهيل العمل الحكومي في هذه المرحلة الاستثنائية.

واذ بدأ المجتمع الدولي يستشعر الخطر المحدق بلبنان من جراء ارتفاع عدد اللاجئين السوريين اليه والمتوقع ان يبلغ 1٫6 مليوناً في نهاية 2014، أي ما يعادل تقريباً 37% من مجموع السكان، ركزت الزيارة التي يقوم بها رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم على الضغوط التي يعانيها لبنان نتيجة هذا اللجوء، الأمر الذي دفع الرئيس سلام الى تأكيد الحاجة الى “دعم دولي سريع وفاعل لمنع انهيار الاقتصاد”.

كيري

وفي خطوة مفاجئة، يصل اليوم الى بيروت وزير الخارجية الاميركي جون كيري في زيارة للبنان تستمر ساعات في طريق عودته من اوروبا الى الولايات المتحدة. وقالت مصادر مسؤولة لمراسل “النهار” في واشنطن ان كيري “سيجتمع برئيس وزراء لبنان تمام سلام وغيره من المسؤولين لتأكيد دعم واشنطن للبنان في هذه الفترة الصعبة، ولحض السياسيين على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن”.

وكان كيري، الى مسؤولين اميركيين آخرين، يعتزمون زيارة بيروت، لكنهم كانوا ينتظرون انتخاب رئيس لبناني جديد، وآثروا تفادي الحضور الى بيروت قبل الانتخابات لئلا يفسر ذلك بأنه محاولة للتأثير في الاستحقاق الرئاسي.

وربطت المصادر توقيت زيارة كيري، بوجوده في اوروبا، “ولكن الاهم من ذلك بما يسمى اعادة انتخاب بشار الاسد رئيسا لسوريا، إذ يأمل كيري في ان يناقش الازمة السورية مع المسؤولين اللبنانيين، وان يستمع الى تصورهم للوضع والى حاجاتهم، ويؤكد لهم ان الولايات المتحدة لن تقبل بالتعامل مع الاسد وانها لن تعترف بشرعية الانتخابات، وان موقفها كان ولا يزال ان الحل السياسي في سوريا يجب ألا يشمل بقاءه والمقربين منه في السلطة”.

وفي بيروت، علمت “النهار” ان زيارة كيري اليوم باتت المحطة الاولى في جولته في المنطقة والتي تشمل عمان لمتابعة تطورات الملف الفلسطيني. ولم تستبعد مصادر مواكبة ان يلتقي كيري، الى الرئيس سلام، رئيس مجلس النواب نبيه بري. واوضحت ان ملف محادثات الوزير الاميركي يتضمن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتثبيت الاستقرار من طريق استمرار عمل الحكومة. ومن المتوقع في حال عقد كيري مؤتمرا صحافيا ان يتطرق الى تعطيل انتخاب الرئيس والدعم الذي توفره بلاده والمجتمع الدولي لعمل الحكومة، والتطورات في سوريا.

البنك الدولي

على صعيد آخر، عقد رئيس البنك الدولي لقاء اعلاميا مع مجموعة من ممثلي الصحف الاجنبية والمحلية عصر امس اثر لقائه رئيس الوزراء ووزير المال، ومحاورته طلابا جامعيين، قال فيه انه اطلع عن كثب على ما يعانيه لبنان، معرباً عن تأثره لتحمل لبنان ما يوازي لجوء شعب المكسيك الى الولايات المتحدة نسبة الى عدد سكانه مبرزا حاجة لبنان الى دعم فعلي. واكد التزامه بعد انطلاق صندوق الدعم للبنان بـ28 مليون دولار حتى قبل بدء العمل به ووضع التقارير واجراء الاتصالات مع رؤساء الدول والحكومات من اجل المساهمة في هذا الصندوق لمساعدة لبنان على تحمل وزر اللاجئين السوريين من جهة، ومساعدة اللبنانيين على تجاوز ما رتبه عليهم اللجوء السوري على المستويات الاجتماعية والصحية والتربوية . واعلن التزامه العودة الى لبنان لمتابعة انطلاق العمل في صندوق دعم لبنان، مشيراً الى انه يمكن القيام ببعض الامور من اجل تحسين الوضع، كاشفا عن مناقشات حصلت مع المسؤولين الذين التقاهم في موضوعي الكهرباء والمياه.

وأبدى الرئيس سلام حماسة بالغة لنتائج المحادثات مع البنك الدولي، فيما نقل وزير المال علي حسن خليل عن رئيس البنك الدولي “ان هناك ارصدة كثيرة للبنان عليه الافادة منها، محذرا في حال تلكؤ لبنان من ان تذهب هذه الارصدة الى سوريا”.

مجلس الوزراء

في غضون ذلك، استمر الخلاف داخل مجلس الوزراء على قضية اصدار المراسيم التي تحمل عادة توقيع رئيس الجمهورية، وتمسك وزراء “حزب الله” و”تكتل التغيير والاصلاح” بالاجماع عليها في مجلس الوزراء، فيما يقول الفريق الاخر بتوقيع الثلثين منعا للتعطيل.

واختصر احد الوزراء لـ”النهار” المراوحة في النقاش بأن المسألة تحتاج الى قرار سياسي. وقال: هناك اشياء تجري خارج المجلس لا تؤدي حتى اللحظة الى تسوية، لكنها لم تبلغ حد تفجير الحكومة.

وعلمت “النهار” ان معظم الوزراء ادلوا بمداخلات تمحورت على المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد في ظل الشغور الرئاسي. والتقت هذه المداخلات عند القول ان الملفات الخلافية يمكن تجاوزها. لكن مداخلة وزير الخارجية جبران باسيل اتخذت منحى مغايرا من حيث التركيز على عدم تجاوز العمل الحكومي وكأن لا منصب رئاسيا شاغرا. وهنا كانت مداخلة لوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس تساءل فيها: “هل ان تعطيل عمل مجلس الوزراء هو للضغط على الشعب الذي يريد رئيسا جديدا؟ أم على الحكومة التي لا علاقة لها بالاستحقاق؟ أم على مجلس النواب؟ أم على المجتمع الدولي الذي يتفرج؟” فقاطعه وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش قائلاً: “ان المجتمع لا يتفرّج”. عندئذ لم يعد مجلس الوزراء قادرا على بت آلية عمل الحكومة، فاقترح الرئيس سلام تعليق النقاش وابقاء الجلسة مفتوحة.

الرئاسة

وفيما بدت الحركة باردة نسبيا على خط الاتصالات الرئاسية، كأن الجميع بدأوا يعتادون فكرة الشغور، كشفت مصادر متابعة أن رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون سوف يرسل أحد مساعديه للقاء الرئيس سعد الحريري خلال مهلة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع ليتبلغ الجواب النهائي في ما يتعلق بدعم ترشيحه. وأكدت أنه لن يترشح إلا توافقياً وضامناً نيل أكثرية نيابية. أما إذا كان جواب الحريري سلبياً، فيرى عون أنه والمجموعة التي تؤيده يتمتعان بأفضلية اختيار مرشح وتقديمه إلى الطرف الآخر 14 آذار من أجل التوافق عليه، وذلك على قاعدة أن فريق 14 آذار يطرح اسم المرشح الذي يختاره كي يكون رئيس الوزراء، نظراً إلى أرجحية عددية يتمتع بها “تكتل التغيير والإصلاح” بين النواب المسيحيين، من وجهة نظره.

وأشارت المصادر إلى “وجود أكثر من اسم متداول للترشيح التوافقي بعيداً من الأضواء، وأنه يمكن القول إن العد العكسي بدأ لانتخاب رئيس وان المسألة ستستغرق أسابيع لا شهوراً”.

وقالت مصادر في المؤسسات المارونية التي تجول على الزعماء الموارنة الأربعة لـ”النهار” إن المسؤولين فيها سيلتقون البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد إنهاء جولتهم اليوم بزيارة لرئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية في بنشعي، كما سيطلعون القيادات الإسلامية على نتيجة تحركهم.