كيري: ملتزمون أمن لبنان وأدعو روسيا وحزب الله لوضع حد للحرب في سوريا
سلام متشائم وخياراته «مُرة» ولا مؤشرات على التفاهم داخل الحكومة
لقاء إيجابي بين بري وعون ولا حسم لحضور الجلسة التشريعية الثلثاء
رغم زيارة الخمس ساعات اللافتة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري الى بيروت، ولقائه الرئيسين نبيه بري وتمام سلام والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، مضافا اليها زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الى عين التينة وما رافق الزيارتين من تصاريح، لكن الوقائع اكدت انه لم يسجل اي خرق جدي يوحي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وعودة المجلس النيابي الى التشريع وحضور جلسة مجلس النواب في 10 حزيران المقررة لبحث سلسلة الرتب والرواتب او تجاوز الخلافات حول الصلاحيات داخل مجلس الوزراء، وبالتالي فان الازمة ما زالت طويلة وبقيت النقاشات في العموميات رغم الاجواء الايجابية التي سادت بعد تصريح العماد ميشال عون بعد زيارته الرئيس نبيه بري، لكن عقد الجلسة التشريعية مرهون بالاتصالات بين الاطراف المسيحية المصرة على حصر عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية بالاطار الضيق.
اما بالنسبة لزيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري، فان كلامه بقي في العموميات، عن دعم لبنان واستقراره ومساعدته في تحمل اعباء النازحين، حيث كشف كيري عن مساعدة للبنان بقيمة 51 مليون دولار، بينما في الملف الرئاسي، فأكد ان بلاده لا تتدخل وليس لديها اي مرشح، ولا فيتو على اي من الاشخاص، مع دعم الحكومة بشكل كامل، وبالتالي، فان كيري لم يتطرق الى الملفات الداخلية بالتفاصيل ولم يحمل اية مبادرات بشأن الانتخابات الرئاسية وتسهيل عملية الانتخاب، وتمحور حديثه حول النازحين السوريين ولبنان والتركيز على محاربة الارهاب، محييا انخراط لبنان في هذا الامر، وتحدث عن المساعدات الاميركية الى لبنان والجيش.
اما مصادر الرئيس نبيه بري، فأشارت الى ان كلام كيري مع بري اختلف عما قاله في مؤتمره الصحافي بعد خروجه من الاجتماع مع الرئيس سلام، واكد بري على ضرورة حل الازمة السورية سياسيا كما شدد على ان جوهر ما يجري في المنطقة من مشاكل مرتبط بالقضية الفلسطينية مؤكدا ضرورة اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه.
واشارت المعلومات الى ان اللقاء مع الرئيس بري كان عاديا، فيما الرئيس تمام سلام أكد ان المسؤولين الاميركيين يتحدثون دائما عن دعم لبنان واستقراره واعطاء المعنويات للدولة اللبنانية، لكن المطلوب ترجمة عملية لمساعدة لبنان جراء اعباء النزوح السوري، وان لبنان يحتاج الى مساعدات عاجلة، ولقد بحثنا مع رئيس البنك الدولي الاعباء وما يتصل بأوضاعنا المالية. كما أوضح المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء ان المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في السراي الحكومي بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، تناول مجموعة أمور لم تكن بين القضايا التي تناولها اللقاء بين الرجلين، ومنها بصورة خاصة ما يتعلق بالعلاقات الاميركية الاسرائيلية.
علما انه رافق زيارة كيري اجراءات امنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني وخصوصا اثناء تنقلاته، حيث شاركت بالاجراءات طائرة اميركية وطوافات للجيش اللبناني.
اما زيارة كيري للبطريرك الراعي فحملت تأكيدا على دعم مواقف الراعي، وحاول كيري طمأنة هواجس بكركي بالنسبة للفراغ الرئاسي وما يتعرض له المسيحيون في المنطقة واثره على مسيحيي لبنان. علما ان معلومات مؤكدة كشفت ان النقاش بين السفير الاميركي ديفيد هيل والبطريرك الراعي خلال زيارة هيل لبكركي تناول اسماء مرشحة لرئاسة الجمهورية.
وناشد وزير الخارجية الاميركي في مؤتمره الصحافي روسيا وحزب الله الى وضع حد للحرب في سوريا. وعن الوضع اللبناني قال: «نريد حكومة تكون بعيدة عن التدخل الاجنبي ورئيسا قويا جدا ورئيسا للبرلمان يستجيب لحاجات الشعب اللبناني، ولا بد من ملء الفراغ الدستوري لكي تكون جميع المؤسسات فاعلة، ورأى ان التحديات كبيرة وضخمة ولبنان يستحق ان تكون له حكومة فاعلة وتعمل بشكل كامل، ونأمل ان ينتخب البرلمان اللبناني رئيسا في اسرع وقت ممكن» واعلن عن تقديم 290 مليون دولار كمساعدات انسانية لكل من طالته الازمة داخل سوريا والمجتمعات التي تستقبل النازحين، مشيرا الى ان 51 مليون دولار ستذهب الى اللاجئين في لبنان.
لقاء بري ـ عون
والفرزلي لـ«الديار»: الاجواء ايجابية
اما اللقاء بين الرئيس بري والعماد عون، فكان جيدا جدا حسب عرابه الوزير السابق ايلي الفرزلي الذي وصف لـ«الديار» اجواء الاجتماع بالايجابية وجاء اللقاء ليدحض كل الادعاءات القائمة عن وجود تناقضات بين الرجلين تبين انها وهمية.
واشار الى ان النقاش كان جديا وعلى الاولويات وعمل المؤسسات وتحديدا السلطتين التشريعية والتنفيذية دون اغفال الجهد لاجراء الانتخابات الرئاسية.
واضاف : النقاش لم يتطرق بالتفاصيل الى حضور الجلسة التشريعية في 10 حزيران بشأن سلسلة الرتب والرواتب، لكن العماد عون مع تسهيل العمل التشريعي وتحديدا في مثل هذه الملفات. وحسب المعلومات فان التصريح الايجابي للعماد عون بعد اللقاء، عكس ارتياحه لاجواء اللقاء مع الرئيس بري، لكن حضور الجلسة التشريعية في 10 حزيران مرتبط بالاتصالات بين عون وباقي الاطراف المسيحية، وهناك توجس من ان ترفض الاطراف المسيحية حضور الجلسة وتبقى على مواقفها المقاطعة لجلسة التشريع والقيام بحملة مزايدات على العماد عون بينما الرئيس بري حدد موقفه خلال اللقاء على مخاطر تعطيل المؤسسات في البلاد مؤكدا على الحوار مع الجميع بروح المسؤولية للتوصل الى تفاهمات تؤدي الى تسيير عمل المؤسسات في ظل هذا الظرف في لبنان والمنطقة.
سلام.. لا مؤشرات
على التفاهم في مجلس الوزراء
وعلى صعيد السراي الحكومي، فقد ظهر الرئيس تمام سلام امام وفد المجلس الوطني للاعلام متشائما ومبديا مخاوف جدية من حصول شلل في البلاد تطال السلطتين التشريعية والتنفيدية بعد الفراغ الرئاسي، محذرا من ازمة سياسية داخلية حادة وسوف تتفاقم وبدأت تداعياتها في مجلس الوزراء اذا ما تم التفاهم على آلية ادارة الشغور الرئاسي.
وقال سلام «حتى الان ليس هناك من مؤشرات للتفاهم وهذا ما ظهر في نقاشات مجلس الوزراء امس، واشار الى انه لن يصبر طويلا وسيصارح اللبنانيين بكل الحقائق وليتحمل كل فريق سياسي مسؤولية عمله. وانتقد سلام مزايدات البعض بشأن الصلاحيات في حين ان الدستور واضح جدا في هذا الامر.
وألمح الى انه امام خيارين، اما الانسحاب او تسمية الامور بأسمائها في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، واشار سلام الى انه يتحلى بالصبر وطول البال والحكمة في مقاربة الملفات، لكنه لا يقبل ان يكون شاهد زور على تعطيل الحكومة كما عطلوا المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية وان الامور لامست الخطوط الحمراء، في ظل اتجاه لتعطيل الحكومة من منطلق الانقسامات السياسية والتشنجات في موضوع رئاسة الجمهورية.
علما ان مصادر متابعة لهذا الملف اشارت الى ان القوى المسيحية في 8 و14 اذار متفقة على حصر العمل التشريعي في الاطار الضيق ومناقشة قانون الانتخاب فقط، وكذلك حصر عمل الحكومة في الاطار الضيق جدا ايضا، وبالتالي الخلافات ليست دستورية بل وجود قرار سياسي عند القوى المسيحية ويحظى بغطاء بكركي بحصر عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية طالما استمر الشغور الرئاسي، وبالتالي، فان الخلاف في جوهره دستوري وفي مضمونه سياسي بامتياز، لكن لا يوجد قرار بتفجير الحكومة لانه لا يحظى بالغطاء الاقليمي والدولي.
زيارة المؤسسات المارونية لفرنجية
على صعيد اخر، واصل وفد المؤسسات المارونية الثلاث، المجلس العام الماروني برئاسة الشيخ وديع الخازن والرابطة المارونية برئاسة المحامي سمير ابي اللمع ونائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة فرام جولته على القيادات المارونية وزار بنشعي امس، وشرح النائب سليمان فرنجية حسب المشاركين بالاجتماع اوضاع المنطقة الحساسة ومشاريع تستعيد نهج اتفاقية سايكس بيكو وتغييرات ديموغرافية تفرض المجيء برئيس مسيحي قوي وقادر على مواجهة مثل هذه التحديات، وضرورة استمرار الضغوط للمجيء برئيس مسيحي قوي.
واكد فرنجية ان مثل هذه الصفات متوفرة بالعماد ميشال عون وهو خلفه ويرفض اي صفقة خارجية على حسابه، وجدد فرنجية ان لا مرشح عنده غير العماد عون وانه يرفض رئيسا لادارة الازمة.
ودعا فرنجية اعضاء الوفد الى عدم الخوف من الفراغ، وهذه ليست المرة الاولى التي تدخل البلاد بالفراغ، وقال فرنجية «ان وصول احد الاقطاب الاربعة الى رئاسة الجمهورية يحتاج الى غطاء من البطريرك الماروني، وكما غطى البطريرك الماروني وصول الرؤساء الياس الهراوي واميل لحود وميشال سليمان، فان البطريرك قادر على تأمين الغطاء لانتخاب رئيس من القادة الموارنة الاربعة، وجدد فرنجية التأكيد على دعمه لوصول رئيس قوي.
وعلم ان المؤسسات المارونية الثلاث ستزور بكركي اليوم لاطلاع البطريرك على المباحثات مع القادة الموارنة الاربعة.
وتشير المعلومات الى ان جولة المؤسسات المارونية، كشفت عن وجود تباعد في المواقف بين الاقطاب الاربعة وهناك استحالة لعقد لقاء يتم في بكركي، وعلى ضوء اللقاء اليوم مع الراعي سيتم رسم خريطة التحرك للمرحلة المقبلة لتشمل قوى سياسية اخرى او تتوقف عند هذا الحد.
اطلاق نار ابتهاجاً بفوز الأسد
مع إعلان فوز الرئيس بشار الاسد بولاية ثالثة، سجل اطلاق نار كثيف ابتهاجا في الضاحية والبقاع الاوسط وجبل محسن.
وعلى الاثر جرى تبادل لعمليات القنص بين باب التبانة وجبل محسن وتدخل الجيش اللبناني على الفور.