IMLebanon

كيف يعيّن “داعش” أميراً على لبنان وهو لا يملكه؟

      كيف يعيّن “داعش” أميراً على لبنان وهو لا يملكه؟ هل سيطر أولاً على الأجهزة الأمنية ثم أزاح “حزب الله”؟

“كيف يعيّن “داعش” أميراً له على لبنان وهو لا يملكه؟” سؤال على إحدى القنوات التلفزيونية الاجابة عنه، لأنه في الوقت الذي كان يبحث فيه اللبنانيون عن “داعش” في جمهوريتهم، باتوا يسألون عن صلاحيات أميره في لبنان عبد السلام الأردني وهويته الحقيقية.

القناة نسبت معلومتها إلى ما نطق به انتحاري فندق “دي روي” الحي في التحقيقات مع الأجهزة الأمنية. وهذا “الاستدعاش” الاعلامي يضع القناة امام الأتي:

أولاً: إما انها كانت موجودة خلال التحقيق مع الانتحاري الثاني وهذا مستحيل، واما ان هناك من نقل المعلومة إلى القناة ونشرتها الأخيرة من دون التأكد من صحتها، وبالتالي هناك من يجب التحقيق معه ومعاقبته لتسريب مثل هذه المعلومات التي من شأنها احداث فتنة وفوضى في الساحة اللبنانية، بصرف النظر عن صحة المعلومة.

ثانياً: يبدو أن هناك من أحب أن يسبق “داعش” ويكشف عن أميره في لبنان، بدل أن تقوم “الدولة الإسلامية” بذلك، عبر بيان أو تسجيل صوتي كما هو معروف، فهل تخشى الكشف عن اسم أميرها في لبنان؟ خصوصاً أنه معروف في الفقه الاسلامي أن تعيين الاشخاص يستدعي الاعلان والاشهار به لتعرف الامارة بأكمله أميرها!

ثالثا: كيف يعيّن “داعش” اميرا له في مقاطعة لا يملكها أصلاً؟ فيما تسيطر الأجهزة الأمنية على غالبية الأراضي اللبنانية و”حزب الله” على الجزء المتبقي؟

المضحك، أنه بعد إعلان “داعش” قيام “الخلافة الاسلامية” ومبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين في كل مكان وعليه يلغى اسم العراق والشام من مسمى الدولة من التداولات والمعاملات الرسمية، ويقتصر على اسم “الدولة الاسلامية”، سارع ما يسمى “لواء أحرار السُنّة – بعلبك” إلى الاعلان عبر “تويتر” عن مبايعة “بكل فخر واعتزاز البغدادي كخليفة للمسلمين”. هذا اللواء نفسه الذي تحدثت عنه “جبهة النصرة” في بيانها في آذار الماضي بعد تفجير النبي عثمان وقالت عن الحساب انه “استخباراتي يعتمد على الكذب والافتراء”، داعية الجميع إلى “الحذر” منه.

لا أمير في لبنان

الباحث الاسلامي والكاتب رضوان السيد يشك في صحة تعيين أمير لـ”داعش في لبنان”، ويقول: “وفق الفقه الاسلامي لا يمكن تعيين امير على مقاطعة لا تملكها الجهة المعينة، وإذا أراد “داعش” أن يسيطر على لبنان فعليه أولاً أن يتقاتل مع “حزب الله” ويزيل سيطرته وبعدها يسيطر علينا، وما دام لم يفعل ذلك فلا امير له في لبنان”.

ويوضح السيد أن “الأمير وفق الفقه الإسلامي هو الوالي، كمحافظ جبل لبنان مثلاً، يتم تعيينه من السلطة المركزية العليا، وأبو بكر البغدادي لا يملك السيطرة على لبنان، بل هناك تنظيم أصولي آخر يملك السيطرة هو “حزب الله”. ويشير إلى “امكان أن يكون الأمير من غير جنسية المكان الذي سيكون والياً عليه، لأنها سلطة سياسية، كما يشترط في التنظيم الداخلي اللبناني ألا يكون المحافظ من المحافظة نفسها”.

الخلافة اقتتال في سوريا والعراق

تتجه الأنظار نحو العراق وسوريا بعد اعلان قيام “الخلافة الإسلامية”، نظراً إلى “الفوبيا” التي زرعها الإعلام في نفوس المواطنين: “ماذا يعني هل سيدخل داعش لبنان؟ هل يعني أن دولته ستمتد إلينا؟”، سؤال أجاب عنه السيد بالقول: “لا تأثير للخلافة الاسلامية على لبنان، فتنظيم “داعش” يرسل الارهابيين ويشترك مع النظام السوري في هذا الامر بهدف احداث المشاكل في لبنان”، مشدداً على أن “لا تنظيم لداعش في لبنان، بل يرسلون أزلامهم لازعاج الساحة، او يرسل السوريون اشخاصاً ويقولون انهم من “فتح الاسلام”.

يرجّح السيد إرسال المزيد من الارهابيين إلى لبنان، ويقول: “التأثير الأول للخلافة هو على العراق وسوريا، لأنه عندما يعلن البغدادي نفسه اميرا للمؤمنين، فهذا يعني ان كل الموجودين في مناطق داعش عليهم ان يعلنوا البيعة والطاعة، وإلا يعتبرون عصاة ويقاتلهم التنظيم، مما يعني أن الخلافة تؤدي إلى زيادة الانقسام والاقتتال في مناطق سيطرة الثوار في سوريا والعراق”.

لا “داعش” في لبنان

ماذا عن امكان ظهور “داعش” في لبنان؟ يجيب السيد: “لا امكان لذلك، بل أرى ألاعيب. وقد يكون هناك من تعاطف مع داعش من الخارج او الداخل لكن ليس بمقدور احد أن يصل إلى لبنان إلا من طريق النظام السوري”، متسائلاً: “كيف يتم تسريب العشرات من الانتحاريين إلى لبنان”، ومؤكداً أن “داعش في لبنان من ألاعيب النظام السوري، لأن حدود لبنان مضبوطة جداً ويوميا تقصف الطائرات السورية هناك، فضلا عن وجود عناصر حزب الله من الناحية الاخرى، وهناك الامن العام وبقية الأجهزة الأمنية”.

ويشدد على أنه “لا يمكن ان يدخل أحد لبنان وأن يقوم بأي حركة إلا إذا كان النظام السوري لديه علم به أو يخطط لذلك”، معتبراً أن “داعش لا تشكل خطراً على لبنان إلا إذا ارادها بشار الاسد أن تكون كذلك”.

هكذا نحمي أنفسنا

ولنحمي أنفسنا من “داعش وأخواته” يرى السيد أن “الأمر يبدأ أولاً بتعاون الاجهزة الامنية التي تنسق في ما بينها. وما دام هناك تنسيق أمني بين النظام السوري والاجهزة اللبنانية فليقدموا على اخباره بألا يرسل الارهابيين إلى لبنان”. ويؤكد ان “المجتمع السني لا يمكن حمايته من داعش إلا بشكلين، الأول: أن يخف ضغط ايران وحزب الله علينا وعلى سوريا والعراق، لأنهم بدأوا باغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 واحتلال بيروت عام 2008، وبات هناك شبان حساسون لا يصبرون على ذلك، فاستعانوا بالخارج والداخل للتمرد على الحزب”، مؤكداً أن “تيار المستقبل تمكّن، باعتباره تياراً سياسياً ومدنياً، وضد هذه الاعمال، من ضبط الامور إلى حدود كبيرة، وقمنا بذلك عبر مشاركة الحكومة معهم لتلطيف الاجواء”. وثانياً، من واجب المجتمع السني أن يمنع ابنه من أن يكون انتحاريا”. ويضيف: “الأمين العام لـلحزب حسن نصر الله قال تعالوا نتقاتل في سوريا، فهل نقلده؟ نحن لا نريد القتال في لبنان ولا سوريا، لأن القتال لا يبني الاوطان” – لكن السيد يرى أن “سياسات ايران ونصر الله ستبقي المرارة موجودة وتتصاعد ولا يمكن ان يستقيم النظام السياسي إلا إذا خرج حزب الله من هذه المعمعة وعاد فريقاً سياسياً عادياُ في هذه البلاد، وارى ان هذا الامر بعيد المنال”.