نستغرب ان يعتبر البعض ان توسيع قرار 1701 هو مضيعة للوقت في حين ان الارهاب الذي يتعرض له لبنان ليس مسؤولية الدولة اللبنانية فقط بل هو ايضا مسؤولية المجتمع الدولي خصوصا ان «داعش» متجذر من تنظيم القاعدة وقد بسط نفوذه في الموصل ويحارب في سوريا والان وصل الى عرسال.
وامام هذه الوقائع هل يمكننا ان نستخف بامتداد داعش من منطقة عربية الى اخرى؟
جيشنا البطل يقاتل المسلحين المتطرفين ويحارب فكرهم التكفيري والاصولي الا ان الخطر يتخطى مقاتلة مسلحين متطرفين لان الارض في لبنان اظهرت انها خصبة للاصوليين وان الحريق السوري بدأ يطال لبنان بطريقة مباشرة وان وباء تفكك الدول على غرار ما حصل في العراق يطل برأسه على لبنان من خلال عرسال.
هذه المنظمات الارهابية التي بدأت من مجموعة افراد سنيين متطرفين ينتمون الى جنسيات مختلفة باتوا الان يشكلون ظاهرة خطيرة في عالمنا العربي والاسلامي لذلك تتطلب هذه المرحلة الخطرة التي يمر بها لبنان ان يتحلى زعماؤنا بالحكمة ويسعوا جاهدين الى حوار صريح يؤدي الى قرارت تحمي لبنان من هذا الحريق الذي يجب ان يخمد في عرسال لا ان يمتد الى مدن لبنانية اخرى.
لا نريد ان نعيش في عقدة احداث 1975 ولا نريد ان نتشائم ونعيش في حالة خوف من ان حادثة عرسال قد تؤدي الى انشقاقات في الجيش اللبناني، الا ان هناك نواباً وسياسيين امثال محمد كبارة وخالد الضاهر ومعين المرعبي لا يدركون مدى خطورة وصول داعش الى لبنان حيث يأخذون حادثة عرسال من نطاق ضيق يؤذي اهل السنة اكثر مما يفيدهم. وكلام هؤلاء النواب الذي هو كلام شعبوي يمتزج بالكيديات السياسية والمزايدات الاعلامية يدفع باهل السنّة الى الهاوية والى الظلام لان الارهاب عدو السنّة اولا قبل ان يكون عدو المسيحيين والشيعة. والحال ان كان هناك من ملاحظات يريد بعض السياسيين اعطاءها يجب ان تعطى لاحقا بعد ان يتم تطهير عرسال من التكفيريين لان المصلحة الوطنية الان تقضي بان يتخذ كل السياسيين موقفا حاسما وحازما مع الجيش اللبناني الذي يقدم الشهيد تلو الشهيد من اجل لبنان.
والحال ان اي موقف مناهض للجيش اللبناني هو جريمة تضاف الى الجرائم الاخرى التي حصلت بحق الجيش وبحق وطننا لان اسقاط اللبنانيين مقولة النأي بالنفس وعدم التدخل بشؤون دولة اخرى كانت اولى الجرائم التي ارتكبت بحق الجيش. فلذلك اقل ما يمكن فعله الان بعدما دق الخطر بابنا ان نتضامن مع الجيش ونوفر له كل دعمنا خصوصا اننا جميعا لسنا بريئين من الاضطرابات التي تحصل الان في لبنان.
في نهاية المطاف، لا يجب ان يتحمل لبنان وجيشه وحده عبء هذا الخطر فالمسؤولية تقع ايضا على المجتمع الدولي لان الارهاب المتمثل الان بداعش والذي طال الموصل ولبنان وسوريا وشرد المسيحيين والشيعة وطرد السنّة المعتدلين واعلن دولته وخلافته ويسعى الى التوسع الى ابعد من الموصل من خلال رسم خريطة جديدة للمنطقة هو تهديد لمنطقة الشرق الاوسط باكملها وللعالم باجمعه.