[وبالشكر تدوم النِعَم] [إنّ الله لا يحب كل مختالٍ فخور].
نعم مليار شكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
نعم مليار شكر للمملكة العربية السعودية التي لا تترك مناسبة صغيرة أو كبيرة لمساعدة لبنان إلاّ تكون هي الأولى والوحيدة لمساعدته ونجدته ومن دون أي منافع سياسية أو غير سياسية أو أي مصالح.
لو قارنا بين ما تريده المملكة العربية السعودية وبين ما تريده الجمهورية الإسلامية الإيرانية لوجدنا الآتي:
أولاً: إيران تتباهى أنّ حدودها أصبحت على شواطىء البحر الأبيض المتوسط، وهي تتباهى بأنّ «حزب الله» هو فصيل مسلح في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني ومن خلاله وصلت الى شواطئ البحر المتوسط.
في المقابل، المملكة ترفض أي تنظيم مسلح وتحت أي شعار لأنّ ذلك يقوّض السلطة الشرعية ويلغي الدولة اللبنانية ويستبدلها بميليشيا أو حزب مسلح.
ثانياً: يوجد أكثر من 300 ألف لبناني يعملون في المملكة ومجالات العمل مفتوحة على مصراعيها لهم والقسم الأكبر منهم أصبحوا من الأغنياء… نعم وهنا لا تمييز بين مسيحي أو مسلم، مثلاً شركة «أوجيه» التي تُعتبر من أكبر شركات المقاولات في المملكة والتي يملكها الرئيس سعد الحريري.
في المقابل توجد شركة المباني التي تملك القسم الأكبر منها عائلة رزق رزق وإخوانه وهم من المسيحيين اللبنانيين، بمن فيهم النائب الحالي نعمة طعمة.
وفي المقابل لا يوجد حسب المعلومات أي مواطن لبناني يعيش أو يعمل في إيران، هناك عشرة أو عشرون تلميذاً يدرسون في الحوزات العلمية.
ثالثاً: المملكة العربية السعودية هي الشقيقة الكبرى للبنان وكان لها غير وساطة لإيجاد الحلول السليمة للحروب الأهلية ابتداءً من «اتفاق الرياض» في بداية الحرب في العام 1976 ونتيجته قوات الردع العربية. ثم في العام 1989 «اتفاق الطائف» الذي أنهى الحرب الأهلية.
رابعاً: لم تتهم المملكة ولا يوم من الأيام بأنّها شاركت أو خططت أو حرّضت على قتل أي زعيم أو مسؤول أو أي مواطن لبناني.
بينما إيران متهمة وجماعتها باغتيال الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري ومعه الوزير باسل فليحان وقافلة من شهداء 14 آذار: النائب جبران تويني, النائب القاضي وليد عيدو, النائب بيار الجميّل, الكاتب سمير قصير, النائب انطوان غانم, القيادي جورج حاوي.
إضافة الى محاولات اغتيال النائب مروان حماده، الوزير السابق الياس المر، الزميلة مي الشدياق، الوزير بطرس حرب.
خامساً: التقديمات المالية التي قدمتها المملكة الى الدولة اللبنانية وللشعب اللبناني وللجيش اللبناني وإلى قوات الأمن اللبنانية كبيرة وكبيرة جداً، ونذكر منها مؤخراً 3 مليارات دولار للجيش اللبناني، وأول من امس أعلن الرئيس الحريري أنّ خادم الحرمين الشريفين كلفه بالإشراف على صرف مليار دولار، نعم مليار دولار للجيش وللقوى الأمنية لدحر الإرهاب.
بينما لو نظرنا الى المساعدات التي تقدمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لرأيناها مقتصرة على «حزب الله» فقط لا غير، أمّا بالنسبة للدولة اللبنانية فكثير من الوعود ولكن من دون أي تنفيذ على الرغم من أنّ الدولة الايرانية تحدثت عن الكهرباء وتبيّـن أنّ ذلك كلام في كلام.
سادساً: لم يقل لنا أحد لماذا تحصر إيران تقديماتها وعطاءاتها بـ»حزب الله» الشيعي، في وقت تأتي التقديمات والهِبات السعودية الى الدولة اللبنانية، وليس حصراً لأهل السُنّة، لأنّ لبنان في نظرها شعب واحد في دولة واحدة، وفي هذا السياق يأتي تكليف سعد الحريري الإشراف على المكرمة الملكية انطلاقاً من كونه الزعيم السنّي المعتدل (أجل المعتدل) وليس مثل «حزب الله» الشيعي المتطرّف.