IMLebanon

لا أنا… وأحد

من هم «أحرار السنّة»؟وزير الداخليّة نهاد المشنوق يقول: «صناعة مخابراتيّة». بعض الفاعليات يتحدّث عن «إنحراف خطير». أصبح المسيحيّون هدفاً، ولم يعد النزاع مقتصراً على السنّة والشيعة.

المشنوق أدقّ توصيفاً، إنه في مركز المسؤوليّة، وتنتهي عنده التقارير الأمنيّة، ويصرّ على فضح هذا «البعبع». وهناك جهة «شيطانيّة» تتولّى صياغة العديد من البيانات «الداعشيّة» في هذه الفترة، لتأجيج الفتنة.

رئيس مجلس النواب نبيه برّي قلق. لم يعد من سياسة تشغل البلد بمقدار ما يشغله الأمن. وقلق أكثر من غياب الحوار، وتمدّد الفراغ من قصر بعبدا ليشمُل سائر القصور الرسميّة، لذلك قرَّر البدء بجولة من المباحثات مع الكتل النيابيّة لتحريك الجمود الذي يعتري ملف الإنتخابات الرئاسيّة، مدفوعاً بعاملَين: إقتراب موعد الإستحقاق البرلماني، والتوجّه لإتخاذ القرار الفصل سواء بإجراء الإنتخابات النيابيّة، او التمديد للمجلس، والخروج من المربّع الأمني الى المربّع السياسي عن طريق الإسراع في إنتخاب الرئيس.

هناك خريطة طريق قيد التداول، من بنودها: التمديد للمجلس، والسعي الى إقناع «الموارنة الأربعة الكبار» بإفساح الطريق أمام خامس يختاره كلّ لبنان، والإنصراف بعد ذلك الى تجديد الحياة السياسيّة والوطنية، عن طريق قانون إنتخاب جديد، وإنتخابات نيابيّة، وحكومة تمثّل الأحزاب والكتل الفائزة، وبيان وزاري يتضمَّن سلّة من الإصلاحات الدستوريّة لتفعيل دور المؤسسات.

يعرف برّي أنَّ معادلة «أنا أو لا أحد» لم تلغَ بعد من حسابات أحد، لكنّه يعرف أيضاً أنّ حراكاً خارجيّاً قد بدأ لا يمكن ملاقاته ببرودة، وعدم إكتراث. تقدَّمت باريس بمبادرة «لا أنا، وأحد»، وهي تعمل على تسويقها، وتوفير الظروف الملائمة لإنضاجها، وهي تُلاقي بكركي عند منتصف الطريق بعد الإجتماع الأخير مع كلّ من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي، وسفراء الدول الكبرى. إجتماعٌ تخطَّى سقف «الأربعة الكبار» وتجاوزه الى البحث عن إسم خامس، وتخطَّى معادلة «الرئيس القوي» وفق المواصفات التي حدَّدها «الأربعة»، الى تلك التي حدَّدتها بكركي، أيْ «القوي بإعتداله وإنفتاحه، وثقافته، ووطنيّته، وقبوله من سائر اللبنانيين».

يتولّى بلامبلي في نيويورك عرض هذا المخرج على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وممثّلي الدول الكبرى في مجلس الأمن، بهدف إطلاق ديناميّة جديدة تُسهّل مهمّة برّي، وتسهم في إزالة العوائق التي تعترض إنتخاب رئيس للجمهوريّة.

ويقول ديبلوماسي متابع: «لا يمكن الإفراط في التفاؤل. سفيرا إيران وسوريا لم يكونا في عداد السفراء الذين إجتمعوا في بكركي، وهؤلاء – وحتى إشعار آخر – لايمكنهم إختيار رئيس في معزل عن طهران. يمكن في مجالات ما، وبحدود معينة، ممارسة بعض المونة على المملكة العربيّة السعوديّة للموافقة على الإسم الذي يقع عليه الإختيار، لكن لا يمكن ممارسة مثل هذه المَوْنة على طهران التي تكتب مسودة إتفاقها النهائي مع مجموعة (5 + 1) بكثير من التأنّي والصبر، وهي تعرف أنّ إستهداف دورها في كل من لبنان وسوريا والعراق هو من أولويات هذه المرحلة تحديداً لكي تخضع، أو تركع، وليس من غريب الصدف – وفق حساباتها – أن يحاصر نفوذها في العراق بـ» الداعشيّة» وفي هذا التوقيت بالذات، ومع ذلك حافظت على مواقفها وثوابتها حتّى الآن، ولم تتراجع. تُمعن في الحساب، وتُدقِّق في النتائج، قالت كلمتها قبل حين «حزب الله يقرِّر مَن هو الرئيس»، وهي لا تزال عند هذا الموقف؟!».

هل ينسّق برّي مسبقاً مع السيّد حسن نصرالله، قبل أن يُباشر تحرّكه مع الكتل النيابيّة، لإشغال البلد في السياسة، بدلاً من الأمن، وإنضاج معادلة «لا أنا… وأحد؟!».